Advertisement

عربي-دولي

"أميركان كونسيرفاتيف": لماذا لن تنهي واشنطن نفوذ إيران في العراق؟

Lebanon 24
01-06-2020 | 16:00
A-
A+
Doc-P-709040-637266127312431435.jpg
Doc-P-709040-637266127312431435.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت مجلة "أميركان كونسيرفاتيف" الأميركية مقال رأي للكاتب روبرت مور، تحدث فيه عن سبب عدم تمكن الولايات المتحدة من وضع حد للنفوذ الإيراني في العراق. وقال الكاتب إن بغداد تواجه صراعا على السلطة وهي ممزقة بين التأثير العربي من الغرب والثيوقراطية المتشددة من الشرق.
Advertisement
يقول الكاتب، إن "المرشد الأعلى الإيراني في بلاد فارس القديمة، أرسل جنراله إلى بغداد للمشاركة في عمل عسكري سرّي بغية السيطرة على الحكومة. كان هذا الجنرال يعتبر بطلا في بلاده، فلطالما عُرف برباطة جأشه وكفاءته وطبعه الهادئ وتواضعه، وعدم تطلعه للجاه أو المال. كان وجوده يرعب القادة العرب، لكن اغتياله المفاجئ أضيف إلى فصول التاريخ الطويل من العنف الدموي التي تشهده المنطقة".

وتابع أنه يتبادر إلى الذهن أن هذه الواقعة هي حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني 2020 في مطار بغداد، إلا أن المقصود هو الفضل بن سهل، وهو وزير فارسي خدم الخليفة المأمون، واغتيل في سنة 818 ميلادي.

ويورد الكاتب أن اغتيال كل من الفضل والجنرال الإيراني قاسم سليماني لم يكن بالطريقة نفسها، حيث قتل سليماني بهجوم نفذته طائرة مسيرة أميركية، في حين شاع أن مقتل الفضل كان عملا داخليا. لكن كلا الحادثتين توضحان التاريخ الواسع والعنيف للتأثير الفارسي والإيراني على العراق الحديث.

ويشير الكاتب إلى أن هذا النموذج من الصراع الداخلي والتأثير الخارجي الفاشل يعزى إلى الجغرافيا. بينما كانت الإمبراطوريات تسعى لفرض سيطرتها على بعد مئات أو آلاف الأميال، فإن هذه الثقافات والطوائف الدينية كانت موجودة جنبا إلى جنب، واختلط بعضها مع بعض لآلاف السنين.

ويوضح أن الأمر أشبه بعمل الصين على التأثير على العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا. حتى لو كان الجيش الأميركي أقل قوة وكان عدد سكان الولايات المتحدة أقل، فسيظل هذا الأمر يمثل تحديا لوجستيا وماليا ضخما بالنسبة للصين، التي تقع في الجانب الآخر من العالم.

وبحسب الكاتب فأن الولايات المتحدة ببساطة لا تملك الموارد اللازمة للحد من النفوذ الإيراني في العراق، فلا تزال نظرية مكافحة التمرد علما جديدا وغير مستقر نسبيا. ولكنْ، هناك إجماع عام على أن ما لا يقل عن 20 من قوات مكافحة التمرد لكل ألف نسمة مطلوبة للسيطرة على التمرد. بالنسبة للسكان العراقيين الذين يزيد عددهم عن 38 مليون نسمة، سيتطلب ذلك 768 ألف شخص لمكافحة التمرد، وهو عدد يفوق الجيش في الخدمة الفعلية وقوات مشاة البحرية الأمريكية. بالنسبة لإيران، ستحتاج إلى قوة عسكرية تتكون من 1.6 مليون عنصر، أي ما يعادل القوة الإجمالية الفعلية للجيوش الأميركية والبريطانية والألمانية.

ويؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى مواجهة النفوذ الإيراني في بغداد لتلبية متطلبات الأمن القومي. فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تدور اهتمامات الولايات المتحدة حول منع الهجمات الإرهابية ضدها وحماية الممرات الحيوية للتجارة، لاسيما تلك المرتبطة بقطاع الطاقة، وأفضل وسيلة لحماية هذه المصالح، هي تحسين علاقات الولايات المتحدة مع اللاعبين الإقليميين والعمل على الحد من الصراعات.

ويوضح الكاتب أنه يتعين على الولايات المتحدة التفكير بتمعّن في الهدف من تقليص النفوذ الإيراني في العراق ومصلحتها من ذلك؛ فالعراق ليس ذا أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة ولم يكن كذلك على الإطلاق. ومن بين النتائج الثانوية للإطاحة بصدام حسين، الإخلال بموازين القوى وخلق فرص للتوسع الإيراني. في نهاية المطاف، لا تزال الولاية المتحدة تواجه المشكلة نفسها في العراق، وهو ما يعني أن أهدافها الأيديولوجية النبيلة لا يمكن تحقيقها، ومن ثم الاستمرار في خسارة الأرواح والموارد على الصراع السني الشيعي الذي لا يمكن حله.
المصدر: عربي 21
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك