نشرت "كومسومولسكايا برافدا"، نص لقاء خاص مع زعيم حزب فاتان (وطن) التركي، دوغو بيرنتشك، سُلِّط فيه الضوء عواقب سعي السلطات التركية إلى تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد.
وكتبت الصحيفة تقول إنّ بيرينتشك حذر من العواقب السلبية إذا تم تحويل كاتدرائية آيا صوفيا الكائنة في اسطنبول إلى مسجد. ونقلت الصحيفة عنه قوله: "يمكن أن يؤدي تغيير وضع آيا صوفيا إلى عزلة تركيا دوليا"، مضيفاً: "سوف يدفع حلفاءها بعيدا عنها، وعلى العكس، سوف يفيد خصومها".
على المستوى الاقتصادي، نبّه السياسي التركي من أنّ بلاده "سوف نواجه خسائر فادحة، كما في العام 2015، عندما أسقط شركاء (الداعية فتح الله) غولن طائرة روسية على الحدود التركية السورية". وقال بيرنتشك: "اليوم، يعتمد الانتعاش الاقتصادي على عائدات السياحة. ولكن تغيير وضع آيا صوفيا، سوف يقضي على هذه الآمال. قد يؤدي تغيير وضع آيا صوفيا إلى إبعاد السياح الألمان والروس والأوروبيين والصينيين والإيرانيين. وسوف يوفر ذلك فرصة للقيام بدعاية (مضادة لتركيا) حول العالم، ما سوف يحول دون مجيء الناس إلى تركيا". وتابع بيرنتشك: "سيعاني تدفق السياح ليس فقط إلى آيا صوفيا، إنما وأنطاليا وموغلو وقبادوقيا وفان.. وغيرها".
إلى ذلك، رد بيرينتشك على الادعاءات القائلة بأن "التغييرات (في وضع الكاتدرائية) ضرورية لأن المؤمنين ليس لديهم مكان للصلاة"، بالقول: "يقع المسجد الأزرق، مقابل آيا صوفيا مباشرة. وإذا صعدت التل، فسيكون هناك مسجد بيازيد. هذا مسجد كبير آخر يعود إلى زمن السلطان بيازيد الثاني. وإذا نزلت، فستجد جامع نوروعثمانية. يجب أن تبقى كاتدرائية آيا صوفيا متحفا. هذا كنز دولي، كما هو إرث وطني، وموقع تابع لليونسكو. ستعزز تركيا صورتها من خلال احترام هذا التراث العالمي. وإذا ما تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، فقد تنجم عن ذلك مشاكل خطيرة للفسيفساء واللوحات الجدارية والتماثيل في الداخل".
يُشار إلى أنّ كنيسة آيا صوفيا حوّلت إلى مسجد مع فتح العثمانيين للقسطنطينية عام 1453، ثم صارت متحفا عام 1935 على أيدي رئيس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".
وسبق أن اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعادة المبنى الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، إلى مسجد مرة أخرى.
ووصف أردوغان الأسبوع الماضي انتقاد التحويل المحتمل لهذا الأثر التاريخي، بأنه هجوم على سيادة تركيا.