بدأ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تشكيل الفريق الذي سيرافقه خلال سنوات ولايته الأربعة المقبلة. ملامح إدارة بايدن الذي سيُنصب رئيساً في 20 كانون الثاني المقبل بدأت تتضح مع اختياره شخصيات من إدارة سلفه الرئيس باراك أوباما. وستلعب هذه الشخصيات الدور الأبرز لا سيما أنّها عُينت في مناصب أساسية في الأمن القومي والسياسة الخارجية. وفي حين تبوأ ما يزيد عن 10 شخصيات يهودية مناصب أساسية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، على رأسهم "مهندس" صفقة القرن جاريد كوشنير، برز اسم أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي حقيبة الخارجية، خلفاً لمايك بومبيو الإنجيلي المناصر الشرس لدولة الاحتلال. ومن المعروف أنّ بلينكن يهودي الديانة، بل يوصف بأنّه "صديق لإسرائيل".
وفي مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل"، سلّط بلينكن، وهو ابن ربيب أحد الناجين من "المحرقة اليهودية" الضوء على التزام الإدارة القادمة بأمن "إسرائيل"، وقال إنها يمكن أن تراجع صفقة أسلحة ضخمة للإمارات كجزء من الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.
وقال بلينكن: "أحد الأشياء التي شكلت حقاً دعم نائب الرئيس لإسرائيل وأمنها طوال حياته المهنية هو الدرس المستفاد من الهولوكوست. إنه يؤمن بشدة أن وطناً آمناً لليهود في إسرائيل هو أفضل ضمان وحيد لضمان عدم تعرض الشعب اليهودي للتهديد أبداً مرة أخرى. هذا سبب عميق لعدم تخليه عن أمن إسرائيل، حتى في الأوقات التي قد يختلف فيها مع بعض سياساتها".
من جهته، أشاد السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورين بالتقرير، قائلاً إن بلينكن "صديق حقيقي لإسرائيل".
وفي تغطية لأخبار تشكيل فريق بايدن، عنون موقع "I24" الإسرائيلي بالقول: "وزير خارجية يهودي وعودة جون كيري: تشكيلة بايدن الحكومية تخرج للعلن". وبذلك، يضاف بلينكن إلى قائمة اليهود الذين تولوا حقيبة الخارجية، ومن أبرزهم هنري كيسنجر الملقب بثعلب الديبلوماسية الأميركية.
من جهتها، سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على ديانة أليخاندرو مايوركاس الذي اختاره بايدن لتولي الداخلية.
وعنونت الصحيفة قائلةً: "بايدن يختار أليخاندرو مايوركاس، ابن لاجئين كوبيين يهوديين، لقيادة وزارة الأمن الداخلي".
أما بالنسبة إلى جايك سوليفان الذي اختاره بايدن لتولي منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، فسبقه يهوديان في المنصب على الأقل منهم تشارلز كوبرمان الذي خلف جون بولتون وهنري بيرغر في عهد الرئيس بيل كلينتون.
بالإضافة إلى ما سبق، ستتولى الأميركية من أصل أفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاماً)، التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة.
وسيعيد بايدن الوظيفة إلى مستوى التمثيل الوزاري، ما يمنح غرينفيلد مقعداً في مجلس الأمن القومي. وستخلف غرينفيلد- وهي عائلة يهودية- كيلي كرافت التي تضع إسرائيل في قلب اهتماماتها في منظمة الأمم المتحدة، حيث سبق أن أقسمت على الدفاع عنها.
على صعيد المالية، فإنّ بايدن يعتزم تعيين الرئيسة السابقة للاحتياطي الفدرالي جانيت يلين البولندية الأصل وزيرة للخزانة. ويلين، المنحدرة من عائلة يهودية، كانت أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي الأميركي بين 2014 و2018 وهي أيضاً خبيرة اقتصادية مرموقة.
وفي حال صادق مجلس الشيوخ على تعيينها خلفاً لستيفن منوتشن (يهودي الديانة) ستصبح يلين كذلك أول امرأة في تاريخ الولايات المتّحدة تتولى وزارة الخزانة. وُيعتبر وزير الخزانة أهم مسؤول في الإدارة الأميركية بعد وزير الخارجية.
كما سمّى بايدن أفريل هينز لقيادة الوكالة الوطنية للاستخبارات، وهي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تقود امرأة للمرة الأولى الاستخبارات في البلاد بحسب "نيويورك تايمز". وتُعتبر عائلة هينز يهودية الأصل.
في ما يتعلق بنائبة بايدن، كمالا هاريس، فهي متزوجة من اليهودي دوغ إمهوف. وبحسب تقرير نشرته "الميادين"، فإنّ هاريس تؤمن بحل الدولتين وتعارض حركة المقاطعة لإسرائيل BDS. وقد شاركت هاريس في رعاية قرار لمجلس الشيوخ في أوائل عام 2017 وبخ إدارة أوباما بشكل أساسي لسماحها بصدور قرار من مجلس الأمن الأميركي يدين سياسات الاستيطان الإسرائيلية.
وتُعتبر هاريس أقرب إلى لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (إيباك)AIPAC من منظمة "جي ستريت" JStreet اليهودية. كما ولدى هاريس أصهار يهود، أولهم جو ليبرمان، الذي ترشح لمنصب نائب آل غور في عام 2000.
يهود إدارة ترامب
ضمت إدارة ترامب عدداً كبيراً من الشخصيات اليهودية نذكر منها- إلى جانب كوشنير الذي تربط عائلته علاقة صداقة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو- دافيد فريدمان، وهو السفير الأميركي إلى إسرائيل، وجيسون غرينبلات الممثل الخاص للمفاوضات الدولية مع التركيز على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ستيفن ميلر، مستشار كبير للسياسات، غاري كوهين ويرأس المجلس الإقتصادي الوطني في البيت الأبيض.
استطلاع: 77 بالمائة من الناخبين اليهود صوتوا لبايدن
كشف استطلاع جديد أجرته منظمة "جي ستريت" أن الناخبين اليهود في الولايات المتحدة صوتوا بغالبية ساحقة وصلت إلى 77% لصالح بايدن، مقابل 21% لترامب.
وذكرت المنظمة غير الربحية، ومقرها الولايات المتحدة، أن نسبه تصويت اليهود لبايدن، هي بفارق كبير عن نسبة تصويتهم للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016 حيث منحوها 45% من الأصوات. وفي السباق نحو مقاعد مجلس الشيوخ والنواب، أيد غالبية المصوتين اليهود مرشحين ديمقراطيين بنسبة 78% مقابل 21% للجمهوريين. ووفقا للاستطلاع فان القضايا الرئيسية التي تهم الناخبين اليهود هي مكافحة فيروس كورونا (54%)، وتغير المناخ (26%)، والتأمين الصحي (25%)، والاقتصاد (23%)، و5% من اليهود فقط أشاروا إلى إسرائيل كأحد المواضيع الرئيسية التي تشغلهم، مقابل 9% في عام 2016.