Advertisement

عربي-دولي

ما بعد اغتيال فخري زاده.. خسارة معركة وانتصار بالحرب

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
03-12-2020 | 04:30
A-
A+
Doc-P-771545-637425916286848207.jpg
Doc-P-771545-637425916286848207.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان "إيران ستخسر المعركة لكنها ستنتصر بالحرب"، نشر معهد "بروكينغز" تقريراً للمحلل رانج علاء الدين تناول فيه تداعيات اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في ضوء المخاوف من اندلاع نزاع كبير قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
Advertisement

وانطلق علاء الدين بتأكيده أنّ إيران ترزح تحت ضغوط غير مسبوقة في الداخل نتيجة حملة الضغوط القصوى، وفي المنطقة حيث تكافح من أجل حماية نفوذها في العراق وسوريا، مذكّراً بالضربات الجوية التي تستهدف الأصول الإيرانية، وآخرها الغارة على الحدود العراقية-السورية التي يتردد أنّها أودت بحياة قيادي رفيع في فيلق القدس. وأضاف الكاتب: "أمّا في العراق، ففرضت الولايات المتحدة عقوبات على مجموعة من شركات الواجهة الإيرانية".

في قراءته، توقع علاء الدين أن تتخطى إيران هذه الأحداث "على الرغم من أنّ قادتها مقتنعون بأنّ الإدارة (أو بعض المسؤولين فيها) ترى الشهرين المقبليْن كما لو أنّهما فرصتها الأخيرة لتصفية سلسلة من الحسابات القديمة مع إيران". وشدّد المحلل على أنّ "طهران ما زالت في موقع قوي لإصلاح الوضع بالتزامن مع مغادرة إدارة ترامب".

علاء الدين الذي لفت إلى أنّ اغتيال فخري زاده يأتي بعد الأنباء عن حصول لقاء إسرائيلي-سعودي والتقارير عن نية ترامب ضرب إيران، علّق بالقول: "تواجه القيادة الإيرانية معضلة خطيرة في بيئة هشة". وفي حين أكّد الكاتب أنّ طهران استخدمت تاريخياً الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لتعزيز قدرات الردع الخاصة بها، استدرك بالقول إنّ إدارة ترامب تحدّثت عن نيتها الانسحاب من العراق وأفغانستان. واعتبر المحلل أنّه من شأن هذا السيناريو، إذا ما تُرجم عملياً، أن يضعف قدرة إيران على ضرب القوات الأميركية، وبالتالي قدرتها على رد أي هجوم.

وفي هذا السياق، نقل علاء الدين عن مصادر مقربة من القيادة العراقية قولها إنّ قياديي بعض المجموعات المسلحة في العراق وداعميهم في إيران "مقتنعون بأنّ إدارة ترامب تبحث عن فرصة أخيرة لتسوية خلافاتها مع إيران، وبأن هجوماً سيقع، إذا ما انسحبت القوات (الأميركية)". وقال: "يمكن لإيران أن تقرر استيعاب الضربات أو تنفيذ ضربات انتقامية (رمزية) محدودة"، محذراً في الوقت نفسه من أن خطوة مماثلة قد تفسح المجال أمام "تأثيرات من الدرجة الثانية" قد تؤدي بدورها إلى تصعيد في العراق، إذا ما صعّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الرد.

في السياق نفسه، تحدّث علاء الدين عن إمكانية شن إيران هجوماً "واسعاً واستباقياً" ضد الولايات المتحدة و/أو حلفائها، مضيفاً: "ستسخّر إيران شبكة الوكالات التي تدعمها لشن سلسلة من الهجمات مترادفة ضد مجموعة من الأهداف الإقليمية، بما في ذلك دول الخليج العربية".

وكتب: "ستكون كبيرة بحجمها وقوتها، وذلك أملاً في درء هجوم أميركي كبير. ولكن يمكن أن تؤدي إلى ضربة مضادة كبيرة من طرف الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها (..)"، مضيفاً: "قد يجد النظام في إيران نفسه مدفوعاً نحو هذا الخيار، في حال حصول هجمات إضافية على إيران أو حلفائها في الأيام والأسابيع المقبلة، و انسحاب مفاجئ للقوات الأميركية في العراق، و/أو سلسلة اغتيالات تطال شخصيات بارزة".

في المقابل، تحدّث علاء الدين عن "ميزة إيران الاستراتيجية"، مشيراً إلى إمكانية طهران التعويل على عنصريْن: يتمثّل الأول بعدم رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، في حصول تصعيد كبير. أمّا الثاني، فبقوة المجموعات التي تدعمها إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان. وهنا، كتب علاء الدين قائلاً: "أسست إيران مؤسسات موازية متجذرة بعمق وجبارة ومستدامة، في ظل مؤسسات الدولة الضعيفة والبيئات الأمنية غير المستقرة"، مشيراً إلى أنّ قيماً وأهدافاً مشتركة تجمع هذه المجموعات وتربطها بإيران.

توازياً، تناول علاء الدين استغلال إيران للنزاعات والاضطرابات، لافتاً إلى أنّ إيران تبرع في تحويل شركائها إلى "قوى سياسية جبارة". وعلّق الكاتب: "في الواقع، يحقق شركاء إيران ازدهاراً، في حين مُني حلفاء الولايات المتحدة بالهزيمة وأُخضعوا وأهينوا بشكل متكرر على يد وكالات إيران"، متحدثاً عن خسارة المجموعات المدعومة أميركياً في سوريا والعراق، وعن هزيمة الأكراد على يد الوكالات الإيرانية في كركوك في تشرين الأول من العام 2017.

وإذ أكّد علاء الدين أنّ إيران تتمتع بمهارة استثنائية على مستوى إصلاح بنيتها التحتية الأمنية وإعادة بنائها عندما تقتضي الحاجة، وبالتالي عزل نظامها عن الأضرار قصيرة الأمد الممكن أن يلحقها خصومها بها، حذر في الوقت نفسه من "خدوش" في البنية التحتية الأمنية الإقليمية والمحلية الإيرانية في الفترة التي تسبق 20 كانون الثاني.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك