Advertisement

عربي-دولي

دارفور.. معاناة بلا نهاية وأطباء يكافحون "الأوضاع المزرية"

Lebanon 24
18-09-2021 | 00:30
A-
A+
Doc-P-865012-637675206249245083.jpg
Doc-P-865012-637675206249245083.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أفرزت سنوات القتال ظروفا معيشية مزرية في إقليم دارفور، غربي السودان، حيث تستمر جهود مكافحة تفشي الأوبئة، وتخفيف المعاناة عن السكان والنازحين، بعدما أدى النزاع إلى مقتل مئات آلاف الأشخاص طيلة عقد من الزمن.
Advertisement

ومع أن مستوى العنف قد تناقص، فما زالت أحداث عنف تقع بين حين وآخر، وفي يناير وأبريل أدت النزاعات إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً، وأجبر أكثر من 100 ألف على النزوح من منازلهم، كما أُحرقَ وقتها مخيم كريندينق للنازحي، مما تسبب في تشريد ساكنيه من جديد.

وانتشر آلاف اللاجئين في أكثر من 100 موقع مما يسمى بمواقع التجمع، وهي عبارة عن تجمعات لمخيمات عشوائية في مناطق مفتوحة أو مبانٍ حكومية في أنحاء المدينة.

ومع إمكانية حدوث المزيد من العنف يخشى كثير من الناس العودة إلى قراهم.

وبالتزامن مع ذلك تواصل منظمات، بينها "أطباء بلا حدود"، العمل في المنطقة لمواجهة التداعيات السلبية، ويؤكد الطبيب السوداني هاشم جامع عمر عثمان أن منظمته بدأت في تسيير عيادات جوالة في خمسة مواقعِ تجمُّع ضمن مدينة الجنينة، عاصمة دارفور، أولاً، كي يجد النازحون مكاناً يؤمن لهم الرعاية الصحية.

وهذه العيادات كانت مشغولة على الدوام، مما يؤكد على حجم الفجوة في الخدمات المتاحة.

ويعمل عمر مع "أطباء بلا حدود" منذ عام 2013، وسبق أن أمضى 4 سنوات مع منظمات دولية أخرى قبل انضمامه إليها، ومن حينها عمل في أنحاء السودان وفي مشاريع المنظمة في الأردن ونيجيريا والصومال وإثيوبيا. وهو حاليا مسؤول عن الإحالة الطبية مع مشروع "أطباء بلا حدود" في الجنينة.

ويقول عمر: "في أغسطس، أطلقنا عيادات جوالة خارج الجنينة، في وادي راتي وكلكج، للوصول إلى السكان الذين لا يستطيعون القدوم بسهولة إلى المدينة (..) وفي يونيو فتحنا عيادة ثابتة في الجمارك حيث نشاهد عادة ما بين 250-300 مريض يومياً ويشمل ذلك أعداداً كبيرة من الأطفال المصابين بسوء تغذية متوسط وشديد. وخلال الأسبوع الماضي استقبلت العيادة 50 طفلاً في مركز التغذية العلاجية الإسعافية وساعدت 19 امرأة في الولادة".

وتلتزم "أطباء بلا حدود" كمنظمة محايدة، وغير متحيزة، بتقديم الرعاية الصحية لجميع المرضى الذين يحتاجونها، بغض النظر عن انتمائهم لأي جانب من جوانب النزاع.

وتشكل ظروف المعيشة المزرية في مواقع التجمع بيئة مناسبة لتكاثر الأمراض، حيث يعيش الناس في ملاجئ بسيطة مصنوعة من العيدان والصفائح البلاستيكية، يتهاوى الكثير منها عند هطول الأمطار.

وقبل أن تبدأ أطباء بلا حدود بتقديم الماء النظيف كان على النازحين شراء الماء بأنفسهم بسعر مرتفع. وقد أنشأت المنظمة مراحيض وركَّبت صنابير ماء، لكن مشكلة المجاري والمياه الآسنة والتغوط في الخلاء ما زالت قائمة.

ويعبر المرضى أيضاً الحدود من دولة تشاد المجاورة لمراجعة العيادة التي تقدم الرعاية الصحية الأولية واللقاحات للأطفال دون سن 18 شهراً وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية والصحة النفسية وتضميد الجروح والإحالات ورعاية ضحايا العنف الجنسي والجنساني.

لذلك، ووفقا للطبيب السوداني: "يملأ دور أطباء بلا حدود فجوة مهمة في الطب الوقائي والعلاجي لآلاف المحرومين من الرعاية الصحية. ونود أيضاً أن نرى جهات أخرى تنشئ عيادات ثابتة في كل محليات الجنينة لضمان توفير الخدمات للجميع".

كما تدعم أطباء بلا حدود مالياً طواقم وزارة الصحة المُعارين لعياداتها وتطور مهاراتهم، وقد بدأت في الآونة الأخيرة تقديم الماء والصرف الصحي لمستشفى الجنينة التعليمي التي تحيل إليه المرضى المحتاجين للاستشفاء. كما ستبدأ دعم قسمي طب الأطفال والتغذية الداخلية، إضافة إلى تعزيز تدابير مكافحة العدوى والسيطرة عليها.

ويتذكر عمر أنه في بداية وصول فريقه، وجد مناطق كاملة من حي الجبل محترقة فقد أُضرمت النار في ملاجئ ومتاجر الناس خلال الصدامات، أما الأهالي فقد فرُّوا. وإذ بدأ الوضع يهدأ خلال الشهرين الماضيين بدأ الناس بالعودة وإعادة البناء. وتوجد حاجة كبيرة للدعم في مجال التغذية واللقاحات ورعاية المرضى الخارجيين.

كما توفر "أطباء بلا حدود" العيادات الجوالة خمسة أيام في الأسبوع وتدرب حالياً عمال الصحة المجتمعية على كيفية التعرف على حالات سوء التغذية وفحصها، حيث يشدد عمر أنه لا ينبغي أن تكون منظمته الجهة الوحيدة التي تفعل ذلك، إذ يجب على جميع الجهات الإنسانية تقديم الرعاية الصحية والخدمات الأخرى لجميع المجتمعات المتضررة بالنزاع.

تدعم أطباء بلا حدود وزارة الصحة في التحضير لخطة من أجل مواجهة "الكوليرا"، بما في ذلك التدريب وصياغة البروتوكولات وإنشاء مراكز ووحدات لعلاج الكوليرا إذا ما ظهرت إصابات. وتثقف فرق التثقيف الصحي الناس حول مخاطر الأمراض المنقولة بالماء.

وينبه الطبيب السوداني أنه "دون حدوث تحسينات على المراحيض والنظافة الصحية فلن يتعدى الأمر جانب التوعية. وللأسف، تُقلص بعض الجهات هنا من أنشطتها أو تنسحب بالكامل نظراً لمشاكل في التمويل. وسيزيد هذا من تدهور صحة الناس".

كما  يدعو الجهات الإنسانية الفاعلة والمانحين "لفعل المزيد في سبيل دعم جميع الناس في الجنينة وما حولها. فالحاجة إلى تعزيز توفُّر الخدمات ودعم الوقاية من تفشي الأمراض لم تزل ملحة".
المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك