Advertisement

خاص

هل المخاوف من سيطرة حماس على الضفة الغربية مبالغ فيها؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
25-10-2021 | 03:30
A-
A+
Doc-P-878766-637707424893506147.jpg
Doc-P-878766-637707424893506147.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على مدى الأشهر القليلة الماضية، شهدت الضفة الغربية تصعيداً متواصلاً للعنف. وأسفرت اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في جنين والقدس وأماكن أخرى عن مقتل عدد من المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين وإصابة عدد من الجنود الاسرائيليين. كما وقعت عمليات طعن ودهس وإطلاق نار في مواقع مختلفة استهدفت جنودًا ومستوطنين إسرائيليين.
Advertisement
وتزامنت هذه الحوادث مع هروب ستة معتقلين سياسيين فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي.
وبحسب موقع "الجزيرة" القطري، "وفي ضوء هذه التطورات، أعربت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها المتزايد من تنامي المقاومة في الضفة الغربية. وبشكل أكثر تحديدًا، أثار المسؤولون الإسرائيليون شبح سيطرة حماس على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تخضع حاليًا للسيطرة من قبل السلطة الفلسطينية. لكن ما مدى واقعية هذا الاحتمال؟"
ورأى الموقع أنه "ومنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، نظرت إسرائيل إلى الحركة على أنها تهديد خطير. ثم أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن حكومته لن تتعاون مع حكومة بقيادة حماس، كما فعلت مع السلطة الفلسطينية بقيادة فتح. وتصاعدت التوترات اللاحقة بين فتح وحماس، التي أججتها قوى خارجية، إلى اشتباكات مسلحة تمكن فيها مقاتلو حماس من السيطرة على قطاع غزة. وفرضت إسرائيل حصارًا مُنهِكًا على القطاع، وفي السنوات التالية شنت حروبًا مميتة متكررة، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتدمير منازل المدنيين والبنية التحتية. وفي غضون ذلك، شنت السلطة الفلسطينية، التي أصبحت الآن تحت سيطرة فتح مرة أخرى، عملية أمنية واسعة النطاق لاقتلاع حماس من الضفة الغربية".
وأضاف الموقع، "ومنذ ذلك الحين تمكنت الحركة من تشكيل خلايا صغيرة لتنفيذ عمليات محدودة ضد القوات الإسرائيلية. لكن أعمال العنف في الأشهر القليلة الماضية أثارت مخاوف داخل المجتمع الأمني الإسرائيلي بشأن مدى تغلغل حماس في الضفة الغربية وقدرتها على حشد الجماعات الأخرى للقيام بأنشطة مقاومة. رأى البعض أن "البنية التحتية الأمنية" الجديدة التي بنتها حماس مختلفة عن الخلايا المحدودة التي كانت لديها في الماضي ويصعب تعقبها. يمكن اعتبار هذا التطور فشلاً ذريعاً لقوات الاحتلال والاستخبارات الإسرائيلية، التي شددت على مدى السنوات القليلة الماضية قبضتها على الضفة الغربية".
وتابع الموقع، "كشف استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ونُشر في أيلول، أن 80 بالمائة من المشاركين يريدون استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. في الوقت نفسه، يعتقد 45٪ أن حماس يجب أن تقود الفلسطينيين، فيما قال 19٪ فقط إن فتح تستحق هذا الدور".
ولفت الموقع إلى أن "المعارضة الشعبية لعباس والكفاح العسكري المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية قد أشعلت مخاوف بعض الأوساط من أن حماس قد تستفيد من هذه الأحداث وتعبئ الفصائل الأخرى لمصالحها الخاصة. تحدث بعض المحللين الإسرائيليين والأجانب عن احتمالية أن تؤدي هذه التعبئة إلى سيطرة حماس على الضفة الغربية كما فعلت في غزة. صحيح أن حماس تود أن تكون القوة المهيمنة في السياسة الفلسطينية وأن تنهي حكم عباس الديكتاتوري، لكن التصريحات حول إمكانية سيطرة حماس على الضفة الغربية تبدو مبالغ فيها إلى حد كبير ولأسباب عدة.
أولاً، لا تزال حماس تفتقر إلى بنية تحتية متكاملة ودائمة في الضفة الغربية، وبالتالي لا تملك القوة اللازمة لبسط نفوذها على المنطقة. ربما ازدادت شعبيتها، لكن السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي يواصلان بذل جهود جادة لتفكيك الخلايا والشبكات الموالية للتنظيم. هذا الامر يمنعها من إنشاء بصمة أعمق.
ثانيًا، قد يتم رفض السلطة الفلسطينية من قبل العديد من الفلسطينيين، لكنها لا تزال تتمتع بسلطة عسكرية كاملة على الضفة الغربية. قد تعاني من توترات داخلية، لكنها لا تزال قادرة على حشد كل الموالين لها، الذين يتحدون في خوفهم من فقدان امتيازاتهم إذا سقط أنصارهم من السلطة. مسؤولو السلطة الفلسطينية مستعدون لفعل كل شيء وأي شيء للبقاء في السلطة ولن يترددوا في طلب المساعدة العسكرية الإسرائيلية.
ثالثًا، تسعى إسرائيل باستمرار إلى طرد حماس من الضفة الغربية بأي ثمن، نظرًا للتهديد الخطير الذي ستشكله أي قدرات متزايدة لحماس هناك لأكثر من 400 ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون بشكل غير قانوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة. من المستبعد جدًا أن يسمحوا لحماس بزيادة قوتها في الضفة الغربية إلى الحد الذي يمكنها من خلاله السيطرة على السلطة".
وتابع الموقع، "قد يكون هذا التخوف من جانب المسؤولين الإسرائيليين حول قدرات حماس يهدف إلى تقويض أي جهود وساطة بين حماس وفتح، بعد التوترات الأخيرة التي أعقبت إلغاء الانتخابات. من مصلحة إسرائيل المباشرة إبقاء الفصائل الفلسطينية منقسمة حتى لا تشكل جبهة موحدة لاحتلالها وجرائمها. كما أن القيادة الإسرائيلية تستخدم حجة "عودة" حماس هذه ربما لكسب المزيد من الدعم الدولي لحملاتها الأمنية الوحشية ضد الفلسطينيين. وأثار تسليط الأضواء الدولية المتزايدة على الغارات على ثالث أقدس المواقع الإسلامية، المسجد الأقصى، والطرد القسري للمقدسيين من منازلهم القلق. لذلك فهي تسعى إلى صرف الانتباه عن هذه الجرائم والهيمنة على رواية فلسطين من جديد".
وختم الموقع، "ومع ذلك، فإن ما لا تستطيع إسرائيل وحلفاؤها منعه هو الخسارة الفادحة للشرعية التي عانت منها السلطة الفلسطينية، مما يجعل حكمها على الضفة الغربية على المدى الطويل غير مقبول تمامًا".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك