Advertisement

خاص

تطويق أردوغان أم إعادة العلمنة إلى تركيا؟

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
26-10-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-879278-637708494184885580.jpg
Doc-P-879278-637708494184885580.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تندرج الازمة الديبلوماسية  بين تركيا وعدد من الدول الغربية  ضمن إطار الاستعداد لحقبة مفصلية ستحدد هوية تركيا المستقبلية في  العام 2023 التي  بتحضر إليها  الزعيم التركي رجب طيب أردوغان ليس من ناحية  الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بل لجهة  الاستعداد للتخلص من  معاهدة لوزان.
Advertisement

ليس من قبيل الصدفة ان يثير الرئيس التركي عاصفة سياسية لمجرد مطالبة عدد من السفراء الإفراج عن المعارض التركي عثمان كافالا ، فالقضية من منظور داخلي تتجاوز انتهاك  حقوق الإنسان نظرا لرمزية كافالا كناشط سياسي يدافع عن قيم العلمنة بوجه رؤية حزب العدالة والتنمية العودة لقيم الأجداد ،كما التوسع وفرض زعامة عالمية على اسس إسلامية تعيد مجد الخلافة بشكل من الأشكال.

من منظور  استراتيجي، ليس من مصلحة أوروبا بالدرجة الأولى قيام عملاق إسلامي يقوم على اسس تاريخية متجذرة وطاقة بشرية هائلة على أجزاء من اراضيها، خصوصا وان حكم اردوغان  طوال 16 عاما قرن التنمية البشرية بالتكامل الاقتصادية وحقق قفزات نوعية اتاحت ظروف المحيط، من حروب العراق المتكررة إلى الربيع العربي وتوسع إيران، ان يجسد  في مشروع  تركيا الجديدة  زعامة إسلامية تعيد المجد للإمبراطورية  العثمانية.

 تعارض الأهداف الاستراتيجية كما تناقض المصالح، أفضى إلى حرب صامتة مع الغرب سواء الاوروبي او الأميركي بحكم عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي ولو صوريا، إذ ما عاد يمكن كتم أصوات المعارك الدائرة في الداخل وخارج الحدود والتي تهدف عمليا إلى تطويق اردوغان بالازمات السياسية والاقتصادية في الداخل كما الحد من التوسع خارج الحدود والذي بات يمتد من عمق ادغال أفريقيا إلى سهول اسيا حتى سواحل القرم في روسيا.

على الصعيد الداخلي، تنبه "حزب العدالة والتنمية" إلى عمق المأزق الداخلي مع سقوط بلديات المدن الكبرى في أيدي منافسيه بكونها إنذارا انتخابيا مبكرا بأن شعبية اردوغان وصورته ما عادت عوامل جذابة، خصوصا ان جيل الشباب التركي بات  يضيق ذرعا من نزع قيم العلمنة والتحرر التي غرسها اتاتورك مع قيام الجمهورية، وهذه عوامل تدعو إلى القلق وتستلزم التحضير المبكر لحملة انتخابية شرسة في العام 2023 والتي تتزامن مع انقضاء معاهدة لوزان وفك القيود الاقتصادية.
وفق مراقبين أتراك فان الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة تعتبر مفصلية وستحدد مستقبل تركيا ، حيث يحاول اردوغان ان يخوضها تحت شعار استعادة المجد الوطني الذي سلبته  قوى الاستعمار  وإثبات زعامته  الإسلامية في ارجاء العالم. في المقابل  يستعد الخارج لمنازلته في الداخل حيث تعتبر التناقضات العائلة داخل المجتمع التركي بمثابة  خاصرة رخوة يمكن استغلالها خصوصا وأن نسب الفوز التي حازها اردوغان في السابق لم تتجاوز النقطتين بأفضل الأحوال.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك