لماذا تعتبر سيفيرودونتسك في شرق أوكرانيا نقطة محورية في الحرب الروسية؟

تشكل معركة سيفيرودونتسك ، وهي إحدى آخر المدن الكبيرة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في مقاطعة شرقية رئيسية ، نقطة محورية في الحرب الروسية.
وبحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية، "قال رئيس منطقة لوهانسك إن القوات الروسية، التي تقصف المنطقة باستمرار، تستخدم تكتيكات "الأرض المحروقة" في سيفيرودونتسك. وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن القتال في الشرق أصبح داميًا بشكل متزايد، حيث يُقتل ما يصل إلى 100 جندي أوكراني كل يوم. وتسعى روسيا لتطويق سيفيرودونتسك، والتي بلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 100000 نسمة، الآن بعد أن انتهت معركة مطولة للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية. وتحاول روسيا السيطرة على دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك. قال ماثيو شميدت، الأستاذ المساعد للأمن القومي والعلوم السياسية بجامعة نيو هافن في ولاية كونيتيكت الأميركية، إن القوات الروسية "تقصف كل ما لديها على هذه المنطقة". بعد الفشل في جهود كبيرة أخرى، قال، "إنهم مستعدون لكسب هذه المعارك التكتيكية". وقال إن موسكو كافحت من أجل الفعالية القتالية، حيث تكبدت خسائر فادحة في صفوف الضباط الأمر الذي أدى بها إلى الاستعانة بمجموعات "فرانكشتاين" المكونة من قوات من وحدات مختلفة. والعديد من هذه القوات مرهقون".
وتابعت الصحيفة، "قال شميت إن القوات الروسية "بحاجة إلى انتصار". بسبب افتقارهم إلى ضباط قادرين على قيادة هجمات فعالة ضد أوكرانيا، فإنهم يحاولون تحقيق مثل هذا النصر في سيفيرودونتسك من خلال التغلب على الأوكرانيين بالقوة النارية. وقال شميت إن الروس "يشقون طريقهم" بطريقة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على المدنيين، كما في ماريوبول. وأضاف: "إنهم يقصفون الأوكرانيين بالمدفعية". قال حاكم منطقة لوهانسك سيرهي هايداي إن القوات الروسية تعمل على "محو سيفيرودونتسك من على وجه الأرض"، بما في ذلك التحرك في شوارع المدينة وإطلاق النار على المباني. ولم تستطع "واشنطن بوست" التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل. قال هايداي في مقابلة عبر قناة أوكرانية نشرها على صفحته على "تيليغرام" يوم الأحد: "إنهم يحاولون كل يوم كسر خط الدفاع. هناك قصف على مدار الساعة، وللأسف اختار الجيش الروسي أسلوب الأرض المحروقة ضد مدينة سيفيرودونتسك: إنهم ببساطة يدمرون المدينة بشكل منهجي. إن القصف مستمر في كل مكان". قالت ليودميلا دينيسوفا، أمينة مظالم حقوق الإنسان في أوكرانيا، إن المدينة أصبحت "ماريوبول جديدة". ودمرت القوات الروسية جسرا في سيفيرودونتسك يوم السبت مما زاد من صعوبة إجلاء المدنيين وتأمين الإمدادات. قال هايداي يوم الأحد: "إذا دمروا جسرًا آخر، فستكون المدينة معزولة تمامًا، للأسف". وقال إن حوالي 10000 شخص ما زالوا في سيفيرودونيتسك، أي حوالي عُشر سكانها قبل الحرب، وأن معظمهم "تقريبًا في الملاجئ بشكل دائم". وقال إن المخاطر كبيرة بالنسبة لقوات موسكو. الخسارة ستكون "مدمرة لمعنوياتهم وموقعهم الاستراتيجي"."
وأضافت الصحيفة، "حتى الفوز يمكن أن يأتي بخسائر فادحة في صفوف القوات كما وإلحاق خسائر في المعدات. وقال شميدت إن القوات الأوكرانية، في غضون ذلك، يمكن أن تعود إلى موقع آمن وهجومي يمكن من خلاله مواصلة الضغط على روسيا. سأل صحفي من القناة 24 هايداي عما إذا كانت القوات الروسية "ستهدأ إذا نجح هجومها على سيفيرودونتسك". وأجاب: "لا، بالطبع لا. الجيش الروسي يهدأ فقط حيث يتم تهدئته، مما يعني أنهم سيتوقفون حيث يتم إيقافهم"."