Advertisement

خاص

متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا؟ وكيف؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
27-05-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-956420-637892421803487970.jpg
Doc-P-956420-637892421803487970.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه سيتم كسب الحرب في أوكرانيا في ساحة المعركة ولكن لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال المفاوضات. متى تتوقف عن القتال وبأي شروط؟ يقول الغرب أن القرار يعود لأوكرانيا. ومع ذلك، بعد ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب، ها هي الدول الغربية تتخذ مواقعها حول نهاية هذه الحرب.
Advertisement
وبحسب مجلة "ذا ايكونوميست" البريطانية، "ها هم ينقسمون إلى معسكرين عريضين، كما يوضح إيفان كراستيف، من مركز الاستراتيجيات الليبرالية، وهو مؤسسة فكرية في صوفيا. الأول هو «حزب السلام» الذي يريد وقف الاقتتال وبدء المفاوضات بأسرع ما يمكن. والآخر هو "حزب العدالة"، الذي يعتقد أنه يجب على روسيا أن تدفع ثمناً باهظاً لعدوانها. والجدل الدائر حالياً يتمثل في ما يلي: هل سندع روسيا تتمسك بالأرض التي احتلتها حتى الآن، أم سنعيدها إلى نقطة البداية في 24 شباط، أم سنحاول دفعها إلى أبعد من ذلك، إلى الحدود الدولية، لاستعادة الأراضي التي استولت عليها في عام 2014؟ كما ويدور الجدل حول أسياء أخرى كثيرة إلى جانب التكاليف والمخاطر والمكافآت المترتبة على إطالة أمد الحرب، بالإضافة إلى مكانة روسيا في الترتيب الأوروبي. ها هو معسكر السلام يتحرك. دعت ألمانيا إلى وقف إطلاق النار. وتعمم إيطاليا خطة ذات أربعة مسارات لتسوية سياسية. كما وتتحدث فرنسا عن اتفاق سلام مستقبلي دون "إذلال" لروسيا. وتعارض كل من بولندا ودول البلطيق هذا المسار، بتأييد بريطاني. ولكن، ماذا عن أميركا؟".
وتابعت المجلة، "لم يحدد الداعم الأهم، والذي يتمثل بالولايات المتحدة، لأوكرانيا هدفًا واضحًا، بخلاف تعزيز الدولة لمنحها يدًا أقوى للمساومة. لقد أنفقت أميركا ما يقرب من 14 مليار دولار على الحرب حتى الآن، وخصص الكونغرس لتوه 40 مليار دولار أخرى. كما وحشدت التبرعات العسكرية من أكثر من 40 دولة أخرى. لكن هذه المساعدة محدودة. فقد أرسلت مدفعية، ولكن ليس أنظمة الصواريخ البعيدة المدى التي تطلبها أوكرانيا. وتزيد تصريحات لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي، من الغموض. بعد زيارة كييف الشهر الماضي، قال إن على الغرب أن يساعد أوكرانيا على "الفوز" و"إضعاف" روسيا. وبعد ثلاثة أسابيع بدا وكأنه توجه إلى معسكر السلام، داعيًا إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، سيرجي شويغو. ويصر البنتاغون على عدم وجود تغيير في السياسة. والضربة الأخرى لحزب العدالة تمثلت في مقال افتتاحي في صحيفة نيويورك تايمز زعم فيه أن هزيمة روسيا كانت غير واقعية وخطيرة. ثم قال هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأسبق، إن المفاوضات يجب أن تبدأ في غضون شهرين لتجنب "الاضطرابات والتوترات التي لن يتم التغلب عليها بسهولة". وأعلن في المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو منتدى نقاش في دافوس، أنه سيكون هناك عودة بشكل مثالي إلى خط 24 شباط؛ "متابعة الحرب بعد تلك النقطة لن يكون حول حرية أوكرانيا، ولكن حرب جديدة ضد روسيا نفسها". وقال إن لروسيا دور مهم تلعبه في ميزان القوى في أوروبا، لا ينبغي دفعها إلى "تحالف دائم" مع الصين".
وبحسب المجلة، "في الوقت الحالي، يتم احتواء مثل هذه التشققات في الغرب من خلال شعار أن المستقبل يقرره الأوكرانيون. ومع ذلك، فإن خيارات أوكرانيا تتشكل بدورها من خلال ما سيوفره الغرب. وقال زيلينسكي في اجتماع في دافوس، "على أوروبا، والعالم بأسره، أن يكون موحداً. نحن أقوياء بقدر ما أنتم متحدون". قال إن "أوكرانيا ستقاتل حتى تستعيد كل أراضيها". لكنه بدا أيضًا وكأنه يترك لنفسه مساحة للتسوية. وقال إن المحادثات مع روسيا يمكن أن تبدأ بمجرد انسحابها إلى خط 24 شباط. يتعين على أميركا وأوروبا وأوكرانيا أن تستمر في تعديل مواقفها وفقًا لما يعتقد كل طرف أن الآخر سيقبله. وقالت أولغا أوليكر من مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية، "يتفاوض الأوكرانيون مع شركائهم الغربيين بقدر ما يتفاوضون مع الروس، وربما أكثر". ويعكس الغموض أيضًا الشكوك التي تكتنف الحرب. هل أوكرانيا تفوز لأنها أنقذت كييف ودفعت روسيا للتراجع عن خاركيف؟ أم أنها خاسرة، لأن روسيا استولت على ماريوبول وقد تطوق سيفيرودونيتسك قريبًا؟ يشعر حزب السلام بالقلق من أنه كلما طال القتال، زادت التكلفة البشرية والاقتصادية لأوكرانيا وبقية العالم. يردّ معسكر العدالة قائلاً إن العقوبات على روسيا بدأت للتو في التأثير؛ ومع مزيد من الوقت والمزيد من الأسلحة الأفضل يمكن لأوكرانيا الفوز".
ورأت المجلة، "خلف كل ما يجري قلقان متناقضان. الأول أن القوات الروسية ما زالت قوية وستنتصر في حرب طاحنة. والآخر هو أنها هشة. إذا تمت هزيمتها، يمكن لروسيا أن تهاجم الناتو، أو تلجأ إلى الأسلحة الكيماوية أو حتى الأسلحة النووية لتجنب الهزيمة. على المدى الطويل، كما يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستحتاج أوروبا إلى إيجاد طريقة للعيش مع روسيا. وترد رئيسة وزراء إستونيا، كاجا كالاس، قائلةً: "الاستسلام لبوتين أكثر خطورة من استفزازه". ساعد المسؤولون الأميركيون والأوروبيون أوكرانيا بهدوء على تطوير مواقف تفاوضية. من أهم النقاط التفاوضية هي مطالبتها بضمانات أمنية من الغرب. باستثناء الوعد بالدفاع عن أوكرانيا بشكل مباشر، تشمل الأفكار القدرة على "استعادة" أي عقوبات يتم رفعها عن روسيا؛ وإعادة تسليح أوكرانيا بسرعة إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى. في الوقت الحالي، أوكرانيا متفائلة بشكل معقول. لقد حرمت روسيا من الغزو السهل، وتظهر أسلحة غربية جديدة على الخطوط الأمامية. ويقول ميخايلو بودولاك، كبير مفاوضي زيلينسكي، إنه يشعر بقلق متزايد من "الإرهاق" في بعض البلدان الأوروبية. "إنهم لا يقولون ذلك بشكل مباشر، لكنه يبدو وكأنه محاولة لإجبارنا على الاستسلام. أي وقف لإطلاق النار يعني تجميد الصراع". كما اشتكى من "الجمود" في واشنطن: الأسلحة لا تصل بالكميات التي تحتاجها أوكرانيا".
وختمت المجلة، "إن انتهاء الحرب يعتمد بشكل كبير على روسيا. فهي ليست في عجلة من أمرها لوقف إطلاق النار. ويبدو أنها مصممة على احتلال كامل دونباس في الشرق، وتتحدث عن الاستيلاء على المزيد من الأراضي في الغرب. يقول فولوديمير فيسينكو، المحلل السياسي في كييف: "المفارقة في الموقف هي أن كلا الجانبين لا يزالان يعتقدان أنهما قادران على الفوز". وأضاف: "فقط إذا وصلنا بالفعل إلى طريق مسدود، واعترفت كل من موسكو وكييف بحقيقة الأمر، عندها من الممكن أن يكون أي حديث عن حل وسط ممكنًا. حتى حينها، من المحتمل أن يكون مؤقتًا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك