Advertisement

عربي-دولي

الناحية الإيجابية من أوهام بوتين

Lebanon 24
18-08-2022 | 17:41
A-
A+
Doc-P-982107-637964667379012511.jpg
Doc-P-982107-637964667379012511.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت "فوراين أفيرز": لن يعطي التاريخ "القيصر" الروسي الراهن لقب "فلاديمير العظيم" بل "فلاديمير الأحمق". حتى حربه الفاشلة ونتائجها العكسية لن تطلق حقبة جديدة من الحروب بين الدول، بل سيجعل جنونه الحكّام الآخرين أكثر حذراً وتحفظاً ويُمهّد لاستمرار ظاهرة تراجع الحروب الدولية.
Advertisement
عندما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العملية العسكرية الروسية «الخاصة» ضد أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، كانت أوروبا بمنأى عن الحروب الدولية منذ ثمانين سنة تقريباً، وقد تكون هذه المدة أطول فترة تخلو من الحرب في القارة، التي شهدت أكبر الحروب سابقاً، منذ أيام الإمبراطورية الرومانية على الأقل.
في العقود الأخيرة، انتشر نفور تام من الحروب الدولية على نطاق واسع، بما يشبه النزعة السائدة في أوروبا. نتيجةً لذلك، وقعت ثلاث حروب أخرى بين الدول فقط، واعتُبِرت صراعات مسلّحة أسفرت عن مقتل ألف شخص على الأقل خلال المعارك سنوياً.
خاضت إثيوبيا وإريتريا حرباً مماثلة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، وارتبطت الحربان المتبقيتان بالغزو الأميركي، الذي كان يهدف إلى إسقاط الأنظمة، في أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003 بعد هجوم 11 أيلول، ثم تحوّلت كل حرب منهما إلى صراع مطوّل لمكافحة التمرد أو التصدي للاحتلال.
يخشى بعض المحللين الآن أن يتوقف هذا التراجع في عدد الحروب بين الدول ويتخذ مساراً معاكساً. في مقالة نشرتها صحيفة "فورين أفيرز" في شهر أيار، عبّرت العالِمة السياسية، تانيزا فازال، عن قلقها من أن تؤدي حرب بوتين إلى زيادة حالات الحرب وتصاعد وحشيتها أيضاً".
لكن بعد مرور خمسة أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا وبلوغها مرحلتها الراهنة، يرتفع احتمال أن تُرسّخ مغامرة بوتين النفور العام من الحروب الدولية وتعيد إحياءه، ولا يرتبط الهدف الأساسي بتحقيق النصر بقدر ما يتعلق بتدهور وضع البلد الذي أطلق الحرب نتيجة اتخاذه هذا القرار، سبق وتحقق هذا الهدف بشكل عام.
ردّ العالم على غزو بوتين لأوكرانيا بالقدر نفسه من الاشمئزاز، مثلما تعامل مع استيلاء صدام حسين على الكويت في عام 1990.
وعبّر بعض صانعي السياسة عن القلق من أن تقوم الصين بالمثل وتغزو تايوان، لكن تتراجع المؤشرات على تكرار التجربة نفسها من الجانب الصيني.

تكاليف الحرب
ويستحيل ألا يلاحظ المعتدون المحتملون ضخامة تكاليف الحرب المفروضة على روسيا، من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية والعزلة الدولية.
فالاقتصاد الروسي الكليبتوقراطي في وضعٍ سيء أصلاً منذ عشر سنوات، ومن المتوقع أن تُبعِد الحرب الروسية المشترين والمستثمرين مادام بوتين في السلطة على الأقل، أو ربما فترة أطول بكثير.
كذلك، قد يلاحظ المعتدون المحتملون أن بوتين سيضطر لإعادة بناء الأراضي التي استولى عليها في أوكرانيا وتمويلها وحُكْمها.
ففي المناطق التي احتلّتها القوات الروسية منذ بدء الحرب، وجد الروس صعوبة في حُكم المساحات المكتسبة، إذ يبدو أنهم لا يجيدون احتلال الأراضي وإدارتها بطريقة مدنية، بل تميل القوات الروسية إلى ارتكاب الأعمال الوحشية التي تزيد عدائية الناس تجاه المحتلين الأجانب.
من دون اتفاق مستدام وجدير بالثقة لوقف إطلاق النار، ستضطر روسيا للدفاع عن مكاسبها الجديدة طوال سنوات أو حتى عقود.
وقد عبّر بوتين في مناسبات متكررة عن استيائه من إقدام القوات الأوكرانية على مضايقة وقصف أراضي "دونباس" الصغيرة التي انفصلت عن أوكرانيا في عام 2014 ثم تقبّلت الحماية الروسية. وتشكّل الأراضي التي تحاول روسيا غزوها والسيطرة عليها الآن، بما في ذلك مقاطعات كاملة من "لوهانسك" و"دونيتسك"، هدفاً أكثر أهمية للقوات الأوكرانية التي تزداد تسلّحاً وعدائية.
يبرز أيضاً احتمال الدفاع عن المناطق المحتلة حديثاً بعد سنوات من الحروب غير النظامية التي أطلقها المتمردون الأوكرانيون في المدن، وبدأ هذا التوجه يتحقق منذ الآن، ففي الفترة الأخيرة، قُتِل رجل أوكراني كانت القوات الروسية قد عيّنته رئيساً جديداً لإدارة الشباب والرياضة في مدينة "خيرسون" خلال تفجير سيارة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك