Advertisement

عربي-دولي

العد التنازلي بدأ... هل ستنجح الدبلوماسية في مواجهة تصعيد بوتين؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
23-09-2022 | 05:30
A-
A+
Doc-P-993383-637995230290805882.jpg
Doc-P-993383-637995230290805882.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
جعلت الانتصارات الأوكرانية الأخيرة من إعلان الحكومة الروسية عن التعبئة الجزئية ضرورة عسكرية من وجهة نظر روسيا. بدون هذا القرار، لن تتمكن روسيا من الاستمرار في الحرب على المدى الطويل.
وبحسب موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي، "حقيقة أن بوتين تردد لفترة طويلة قبل القيام بذلك - وأن التعبئة لا تزال جزئية فقط - هي علامة على مدى مخاوفه من رد الفعل الشعبي في روسيا. إن الاحتجاجات الجماهيرية يوم الأربعاء ضد التجنيد الإجباري والزيادة الهائلة في عدد الأشخاص الذين يحاولون مغادرة روسيا تشير إلى أن مخاوفه كانت محقة. كما وتشير إلى أن الحكومة الروسية تدرك مدى فشلها الاستراتيجي. هذا، وحقيقة أن بوتين أشار في خطابه بشكل إيجابي إلى مقترحات السلام التي أصدرتها الحكومة الأوكرانية في آذار الماضي، تشير إلى أن روسيا قد تكون جاهزة الآن للمفاوضات، طالما أنها تحقق على الأقل بعض أهداف الكرملين الأولية. لكن إلى متى ستكون هذه اللحظة في متناول أيدينا؟ إن التعبئة، بالطبع، هي عمل تصعيدي كبير في حد ذاته (على الرغم من أنه أيضًا استجابة يمكن التنبؤ بها للنجاحات الأخيرة في ساحة المعركة الأوكرانية). لكن ما يجعل الأمر خطيرًا حقًا هو الإعلان عن ذلك جنبًا إلى جنب مع تأييد بوتين للتصويت المخطط له في دونباس والمناطق الأخرى التي تحتلها روسيا في أوكرانيا حول ما إذا كانت تلك المناطق ستنضم إلى الاتحاد الروسي. إذا ضمت روسيا هذه المناطق، فإن هذا سيجعل أي تسوية سلمية في أوكرانيا أكثر صعوبة لفترة طويلة مقبلة".
Advertisement
وتابع الموقع، "أفضل ما يمكن أن نأمله بعد ذلك هو وضع مشابه لكشمير على مدى السنوات الـ 75 الماضية: وقف إطلاق نار غير مستقر تتخلله اشتباكات مسلحة وهجمات إرهابية وحرب واسعة النطاق بين الحين والآخر. إلى جانب كل الأخطار والمعاناة الأخرى التي يسببها مثل هذا الصراع شبه المجمد والطويل الأمد، فإنه سيجعل من المستحيل تقريبًا على أوكرانيا تحقيق نوع التقدم الضروري للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى، إذا بدت أوكرانيا وكأنها ستعيد استرجاع هذه الأراضي، فإن الحرب النووية ستصبح احتمالًا حقيقيًا. في الأشهر الأخيرة، قال مسؤولون روس سابقون لكاتب المقال إن الظروف الوحيدة التي يمكنهم فيها تخيل استخدام روسيا للأسلحة النووية ستكون إذا بدت أوكرانيا على وشك الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، "لأن القرم هي أرض روسية، إذا تحقق هذا الأمر، فإن رادعنا النووي موجود لحماية الأراضي الروسية". إذا أصبحت خيرسون ودونباس أيضًا "أرضًا روسية"، فمن المفترض أن الأمر نفسه ينطبق عليهما".
وأضاف الموقع، "وبالتالي، فإن الفرصة السانحة لتحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا تضيق بسرعة. ومع ذلك لا تزال موجودة. وذلك لأن بوتين لم يعلن بعد أن روسيا ستعترف رسميًا بـ "نتائج" الاستفتاءات وستضم هذه المناطق إليها. تجدر الإشارة إلى أن جمهوريات دونباس الانفصالية أعلنت استقلالها عن أوكرانيا في عام 2014. ومع ذلك، في حين أنها قدمت لهم الدعم العسكري، إلا أن روسيا لم تعترف باستقلالهم إلا بعد ثماني سنوات، عشية الغزو الروسي لبقية أوكرانيا في شباط. إن السبب وراء هذا التأخير الروسي هو أنه، في غضون ذلك، كانت روسيا منخرطة في عملية تفاوض مع الغرب ودعمت فكرة عودة هذه المناطق إلى أوكرانيا في مقابل ضمان الحكم الذاتي الكامل. تم وضع هذه الخطة في اتفاقية مينسك الثانية لعام 2015، التي توسطت فيها فرنسا وألمانيا وقبلتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة. كان فقدان روسيا التدريجي للثقة على مر السنين بأن أوكرانيا لن تمنح الحكم الذاتي، أو أن الغرب سيدفعها للقيام بذلك، كان أحد العناصر الأساسية في قرار بوتين النهائي بخوض الحرب. بعبارة أخرى، لا يزال هناك احتمال بأن روسيا ستضع "نتائج" الاستفتاءات في جيبها كورقة مساومة للتفاوض ولكنها لن تنتقل إلى الضم الفوري. وبالتالي، فإن هذا لا يزال يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إجراء محادثات سلام. لا نعرف كم من الوقت ستستمر هذه الاحتمالية، ولكن نظرًا لأن هذا الوقت قد يكون قصيرًا للغاية، سيكون من الحكمة أن تستكشفه واشنطن على وجه السرعة. تحتاج الحكومات الغربية إلى الاعتراف بأن "ردع" روسيا لم يعد كافياً: لقد هزمت الشجاعة الأوكرانية والأسلحة الغربية بالفعل الخطط الروسية لإخضاع أوكرانيا بأكملها. عوضاً عن ذلك، نحن الآن في دوامة تصعيدية مع وجود مخاطر محتملة مروعة لجميع الأطراف، وهو أمر ضروري بشكل عاجل لكسرها".
وبحسب الموقع، "أي مبادرة سلام يجب أن تأتي من الولايات المتحدة. فرنسا وألمانيا أضعف من أن تتصرفا بشكل مستقل عن واشنطن. حتى الآن، كان موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هو أن مفاوضات السلام هي مسألة أوكرانيا. إلى جانب الإجراءات الروسية، يساهم هذا الموقف في جعل عملية السلام شبه مستحيلة. كما أنه خطأ من الناحية السياسية والأخلاقية. لقد قدمت الولايات المتحدة مساعدة عسكرية (بما في ذلك مساعدة استخباراتية في قتل القادة الروس) مما جعل أميركا تقريبًا شريكًا في هذه الحرب. تسببت هذه العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا في خسائر اقتصادية فادحة للأميركيين وتورطت الولايات المتحدة ومواطنيها في مخاطر جسيمة. في أسوأ الحالات، يمكن أن تواجه أميركا إمكانية الإبادة في حرب نووية. في ظل هذه الظروف، فإن القول بأن الولايات المتحدة ليس لها الحق في الانخراط في مفاوضات وتقديم مقترحاتها الخاصة للسلام هو تنازل عن المسؤولية الأخلاقية والدستورية لإدارة بايدن تجاه الشعب الأميركي. علاوة على ذلك، فإن مشاركة أطراف ثالثة في التوسط في تسويات سلمية واقتراح شروطها أمر مشروع تمامًا من حيث التقاليد الدولية والسياسات الأميركية السابقة في أماكن أخرى. لا يمكن الشروع في عملية سلام ما لم يتخل الطرفان عن الشروط المسبقة للمحادثات التي لا يقبلها الطرف الآخر على الإطلاق. استشهاد بوتين صراحةً وبشكل إيجابي باقتراح السلام الأوكراني في خطابه الذي أعلن فيه التعبئة الجزئية لروسيا، قدم بصيص أمل للدبلوماسية".
وأضاف الموقع، "إذا لم تستكشف إدارة بايدن هذه الفرصة المحتملة للسلام، فإن عواقب استمرار دوامة التصعيد قد تكون كارثية لجميع المعنيين. أظهرت روسيا أنها تحتفظ بإمكانية كبيرة للتصعيد، سواء من حيث التعبئة ومن حيث الاستهداف الهائل للبنية التحتية الأوكرانية والحكومة الأوكرانية. تتمتع الصين أيضًا بالقدرة على تعزيز المجهود الحربي الروسي بشكل كبير. حتى الآن، كانت الصين حذرة للغاية وأبدت علامات استياء من الحرب. إن إضعاف روسيا بشكل خطير من خلال الهزيمة الكاملة في أوكرانيا سيكون بمثابة ضربة قاسية للمصالح الجيوسياسية للصين، وهو أمر منطقي الافتراض أن بكين ستحاول جاهدة منعها".
وختم الموقع، "الحرب عمل لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير، وقد تحدى مسار حرب أوكرانيا توقعات معظم المحللين. حتى الآن، تسير الأمور لصالح أوكرانيا. لن يكون هذا هو الحال دائما. إن السعي لتحقيق السلام وكسر دوامة التصعيد الحالية هو في مصلحة أوكرانيا نفسها، وكذلك مصالح أميركا والعالم".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك