Advertisement

مقالات لبنان24

من سفر برلك الى فايسبوك.. اللبناني هو هو

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-03-2017 | 00:14
A-
A+
Doc-P-285440-6367055224105462831280x960.jpg
Doc-P-285440-6367055224105462831280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ما جرى في اليومين الماضيين يستأهل التوقف عنده مليًّا، وقد قيل في الضرائب المفروضة فرضًا، وفي السلسلة والهدر والفساد ما لم يقله مالك في الخمرة، ولم تُترك نكتة إلاّ وتمّ تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا كل ما نفلح به وكأن كل ما يجري على ساحتنا يجري في غير بلدٍ. يروى أنه في زمن "سفر برلك" وفي عزّ المجاعة، حيث كان يضطّر اللبناني للتفتيش عن حبة شعير بين زبل خيل عسكر العثمانيين ليسدّ جوعه ويطرد عن عياله موتًا محتّمًا، كان "الجيش العثملّي" ينقل القمح يوميًا بالأطنان من لبنان إلى سوريا عبر السكك الحديدية، وكان يوكل مهمة الحراسة إلى جندي واحد فقط. وعلى رغم كل ذلك لم يسجّل التاريخ حادثة واحدة إستهدفت القمح المنقول من دون حراسة، في الوقت الذي كان فيه اللبناني يموت جوعًا. ومنذ مئة وثلاث سنوات لم يتغيّر الموقف كثيرًا وبقي اللبناني في صفوف المتفرجين، وجلّ ما يفعله توجيه الإنتقادات من وراء الستارة وفي الصالونات، ولا يكّلف نفسه عناء النزول إلى الشارع للتعبير عن وجعه وللدفاع عن حقّه وللمطالبة برفع الغبن الذي يلحق به، نتيجة ما يُفرض عليه من ضرائب مرفوضة من الجميع في العلن وفي سوق المزايدات، ولسان حاله "شو وقفت عليّ؟" والأنكى من كل ذلك أننا نحمّل الدولة، بصيغة المجهول ومستعملين الضمير الغائب المستتر، كامل المسؤولية ونلقي عليها كل التهم، الباطل منها والمحقّ، على رغم التقصير الفادح الناتج عن قلة مسؤولية بعض ٍ من الطبقة السياسية، وهنا نستخدم صيغة ضمير الحاضر والمخاطب، بإعتبار أن من أوصلنا إلى هذا الدرك معروفة أسماؤهم، ومعروفة صفقاتهم، ومعروفة أهدافهم. ولكن، وعلى رغم الفساد اللأحق بكل مفاصل وتفاصيل دولتنا العليّة، نرى كثيرين من "الشعب العظيم" متربعًا في صدور الصالونات، وخلف هواتفهم، يصّبون جام غضبهم ونقمتهم ببعض من كلمات "فيسبوكية" و"تويترية" لا تقدّم ولا تؤّخر، بل تزيد الطين بلّة، ولا تساهم ولو بتقديم إقتراحات عملية للخروج من الأزمة الخانقة والمستعصية، التي ساقتنا إليها تلك الطبقة السياسية، التي لم تستطع حتى الساعة من التفاهم على صيغة مقبولة لقانون الإنتخاب، لا تكون مفصّلة على قياس كل واحد من "ابطالها"، وهم مطمئنون إلى أن "الشعب الثائر" "فيسبوكيًا" ومن على المقاعد الوثيرة سينتخبهم بورقة "زي ما هيّ"، أيًّا كان شكل القانون، الذي سيكون حتمًا شبيهًا لوجوه سياسية كثيرة، وهم في النهاية متشابهون بأوجه كثيرة. وتسأل المواطن "الفيسبوكي": كيف يمكنك أن تنتخب الأشخاص أنفسهم الذين أوصلوك إلى ما وصلت إليه من أوضاع مزرية، فيجيبك وبراءة الأطفال في عينيه: هيدا شي وهيدا شي تاني، وكأنه يريد أن يقول لك: لا تخلط شعبان برمضان. فهذا النائب هو الذي قام بواجباته على أكمل وجه يوم دفن المرحوم والدي، فكيف لا أنتخبه؟ فمبروك على الشعب "الفايسبوكي" هذه السلسلة من حلقات مفككة ومن ضرائب ستأكل أخضر هذه السلسلة ويابسها، حتى قبل أن تُقرّ. وكل سلسلة وانتم بخير!
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك