Advertisement

مقالات لبنان24

"جريمة كترمايا" تابع.. كيف تحول "محمود" إلى قاتل جماعي؟!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
21-08-2015 | 08:25
A-
A+
Doc-P-50043-6367053118686379091280x960.jpg
Doc-P-50043-6367053118686379091280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"كترمايا تغرق بالدم"، وذاك المنزل الواقع على كتف الوادي، تحول فجأة، وفي لحظة تخلٍّ، إلى محط أنظار الجميع، حيث قضى فيه 4 من عائلة واحدة من "آل ياسين"، إذ شهد ليلة شؤم قضاها الجاني والمجني عليهم. الخراب يعمّ المكان، ورائحة الموت العبثي تقشعر لها الأبدان والعقول والقلوب. وكما أهالي الضحايا كذلك سكان البلدة وكل من سمع الخبر؛ الصدمة واضحة والكلام يضيع، خصوصاً "الزوجة الناجية" من زوجها، الذي تحول إلى قاتل جماعي، في تطور رسم ألف علامة استفهام؟. مساء الأول من أمس، قام المدعو محمود حسين ياسين. (مواليد 1966) "الهادئ، والذي لا يؤذي "نملة"، بحسب جميع الشهود والجيران ورئيس بلدية البلدية الدكتور بلال قاسم، إلى بشهر مسدسه بوجه شقيقي زوجته الإثنين محمد (مواليد 1954) ومحمود (مواليد 1963) وزوجة إحداهما ريما سيف الدين (مواليد 1965)، وأرداهم جميعاً قتلى ثم إنتحر! أما السبب، وبحسب ما أكدته التحقيقات في قوى الامن الداخلي، فهو "ميراث عائلي" على خلفية دعوى قائمة حول "شقة"!! هنا تنتهي القصة المأساوية، وتبدأ مآسي من نوع آخر لكثيرين من أبناء العائلة المصدومة، وخصوصاً أبناء "القاتل" الثلاثة. اللافت في هذه ثنايا القضية، ما أكده رئيس البلدية بأن "آل ياسين" من العائلات المسالمة في منطقة إقليم الخروب، حيث لا خلفيات عدائية سابقة لها مع أي من الجيران، كما أن القاتل هذه المرة ليس معروفاً بأنه يعاني من مرض نفسي أو من سوابق جرمية، حتى أنه ليس بعصبي المزاج، وهو ما زاد من صدمة الأهالي، فكيف يفسر العلم الجريمة الجماعية التي وقعت في كترمايا؟ وكيف تحول محمود إلى قاتل جماعي؟ لحظة الانفعال وحوافز القتل يؤكد الدكتور نبيل خوري، الإختصاصي في علم النفس العيادي، أن "الجريمة لا تحدث في "لحظة شيطانية" بل هي لحظة إنفعال وغضب نتيجة تراكم مجموعة من الظروف الإجتماعية والطائفية والمذهبية والدينية والسياسية"، مشيراً إلى أن "محمود، أي القاتل، خلال الزيارة التي قام به إلى منزل شقيق زوجته، كان ذاهباً بنية التحدي، وهو حافز للقتل، فالكلام الذي ينطوي ضمن المناقشات يستقبلها القاتل على انها تحريضية والظروف التي تتراكم تسقط امامه كل الروادع، وبالتالي تقوده إلى استعمال السلاح والقتل، ثم تأتي لحظة "الندم" ليدرك فيها ما قام به.. فينتحر". أما عن أسباب تكرار الجرائم في لبنان في هذه الفترة بالذات، فإن "السبب الأول يعود إلى أن السلطة تحولّت إلى تسلط، كما أنه هناك ضعف على مستوى الاحكام القضائية بسبب خضوع بعض القضاة إلى مشيئة السياسيين، إذ أن القاضي لا يملك حرية التحرك باتجاه أخذ القرارات المناسبة، بالإضافة إلى أن المراجع السياسية والطائفية والدينية والمذهبية فقدت مكانتها في مجتمع يُسحب البساط من تحت قدميه دون وجود مرجعيات موثوقة". وشدد على أن "شريعة الغاب هي السائدة وثقافة المجتمع إلى الإنحدار، فمثلاً: قتل العصافير يعتبر "هواية صيد" والتشبيح أما الأولاد أمر محتم، ما يولد أجيالاً تعتبر أن العنف هو رمز للرجولة، دون إغفال التفلت الامني والشغور الرئاسي الذي، الذي زاد من تفلت "الشبيحة" الذين يملكون قوة وسلطة مالية تمكنهم من القيام بأي عمل دون محاسبة". في لبنان، هكذا وببساطة يقتل الزوج زوجته ويرميها من على الشرفة، يشهر الشقيق سلاحه بوجه شقيقه ويرديه قتيلاً، يطعن الجار جاره، تسمم الوالدة "الخائنة" أطفالها، يحرق الوالد "اليائس" أبنائه، يقتل فتى يافع طفلاً بريئاً بعد محاولة اغتصابه، ويذبح مدمن مخدرات رجلاً أمام زوجته والمارة ببرودة أعصاب!! وكأن الانسان السويّ بات يعيش غريباً في وطنه، يخاف من محيطه وجميع من حوله، إذ ببساطة قد يكون ضحية محتملةً لمجنون سُلب عقله أو يعتبر نفسه مسنوداً بخلفية سياسية أو .. أو.. وكل ذلك ينذر بأن الامن الإجتماعي بات في خطر. (خاص "لبنان 24")
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك