Advertisement

صحافة أجنبية

«حبال الهوا»

عبد الفتاح خطاب

|
Lebanon 24
28-09-2015 | 23:42
A-
A+
Doc-P-64027-6367053200772453051280x960.jpg
Doc-P-64027-6367053200772453051280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لستُ أفهم هذا الإنسان اللبناني الذي يُبدِع ويتفوّق ويبرز في سائر أصقاع الدنيا، على اختلاف نًظمها وثقافاتها واقتصاديتها، ومع ذلك نجده، داخل لبنان، يصطفُّ ضمن أُطُرٍ مذهبية ومناطقية وعشائرية ضيّقة، وتذوب شخصيته ويضمحل دوره، وصولاً إلى أنْ يعمل خلاف مصالحه الشخصية، وضدَّ مستقبل أولاده وأحفاده. ومع إنّ الأيام تتوالى في لبنان حبلى بالمفاجآت، وجُلّها ليس في مصلحة وطننا، العجيب أنّ البعض منّا يتعلّق «بحبال الهوا»، والأعجب من ذلك هو الاسترخاء ووهم الاطمئنان الزائف بأنّ كل شيء سيكون على ما يُرام، والأفظع هو ضياع الفطنة والحذر بسبب هيمنة المصالح الفئوية والاستغراق في عبادة الزعماء. إنّ الكتابة في لبنان تشبه الإمساك بالجمر المتلظّى، فكيفما تضع يدك تُصاب حتماً بالحروق البالغة... وليس مرغوباً أنْ يكون رأيك معتدلاً ووسطياً، لأنّ اللون الرمادي مكروه، ووحدها ألوان الاصطفاف هي المقبولة.. وبمعنى آخر أنْ تكون معنا أو أنْ تكون معهم.. نقطة على السطر! نُضيّع الفرصة تلو الأخرى في تحويل البلد إلى وطن حقيقي مؤسّساتي نفتديه حقاً بالأرواح والمُهج، لأنّه ملاذنا ومصدر فخرنا واعتزازنا، ولأنّه مربط لقمة عيشنا بكرامة، ومآل ومستقبل أبنائنا وأحفادنا. متى نفيق من غيبوبتنا، ومتى نراعي الله في أهلنا؟ «قل أعوذ بربّ الناس» من هكذا «سيّاس»!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك