تتواصل التحذيرات الأميركية من البعبع الروسي في لبنان. فبعد شهادة السفير الأميركي السابق والأشهر في لبنان، جيفري فيلتمان، أمام الكونغرس الأسبوع الفائت، كرر
السيناتور الديمقراطي، كريس مورفي، الذي غادر لبنان أمس، التحذيرات من الروس. وإذا كان فيلتمان قد طرح سيناريو استغلال روسيا "موانئ لبنان الثلاثة ومخزونات الهيدروكربون البحرية" وبالتالي فوزها "في شرق وجنوب المتوسط، حسابنا"، في كشف علني وصريح للنوايا الأميركية، فإنّ مورفي حذّر من أنّ حجب المساعدة الأميركية للجيش سيدفع بروسيا إلى الحلول محل الولايات المتحدة بصفتها الداعمة للجيش.
وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشر السيناتور الديقراطي الذي التقى قائد الجيش جوزيف عون في إطار زيارة دامت 24 ساعة فقط، سلسلة تغريدات تشدد على ضرورة إفراج واشنطن عن المساعدة العسكرية المقدّرة قيمتها بـ105 ملايين دولار. وفي تغريداته، حذّر مورفي من تكرار السيناريو الأوكراني أو الكردي في لبنان، مشدداً على أنّ "هذه اللحظة خطيرة"، إذ قال: "الأمر هام، وعليكم معرفة ذلك".
وكتب مورفي: "يُعتبر الجيش المؤسسة المختلطة (استخدم مصطلح متعددة الأعراق) الأكثر شعبية وأهمية في البلاد. وهي تساعد على إبقاء البلد العنيد متماسكاً"، مشبّهاً "التخلي عن الجيش" بـ"التخلي عن لبنان". وأضاف: "اليوم، تندلع احتجاجات ضد الفساد وضد النخب (بينها "حزب الله") في لبنان. إنّها لحظة مؤثرة. إلاّ أنّ "حزب الله" المدعوم إيرانياً يرد ويواجه التحركات الشبابية، التي غالباً ما تقودها النساء"، مشدداً على أنّ الجيش هو القوة الوحيدة القادرة على حماية المتظاهرين. وحذّر مورفي من أنّه في حال قطع ترامب مساعدة الجيش، فإنّه سيصبح عاجزاً عن مواصلة عملياته، عارضاً سيناريو من اثنيْن: "سيطرة "حزب الله" و"حلول روسيا محلنا بصفتنا داعمين للجيش". وعلّق مورفي: "الاثنان فظيعان". وأوضح مورفي: "مثل المساعدة الأوكرانية، لم يقدّم ترامب أي حجة تبرر للكونغرس سبب تعليق المساعدة"، مضيفاً: "يقول البعض إنّه يريد وقف التمويل لأنّ "حزب الله" ما زال نافذاً في لبنان. هذا صحيح، لكنهم الأقل نفوذاً في الجيش، الثقل الموازن لـ"حزب الله".
ورأى مورفي أنّ وقف مساعدة الجيش هو "أغبى فعل نقدم عليه، إذا كنا نحاول إضعاف "حزب الله"، متابعاً: "مثلما ساعد وقف المساعدة الأوكرانية روسيا، يقوّي الحجب هنا إيران من أجل ملء الفراغ. ويمكن لذلك أن يؤدي إلى انهيار البلاد الذي من شأنه أن يمثّل كارثة أمنية قومية". وعليه: "الخلاصة بسيطة: (1) هذا سيناريو أوكراني جديد بشكل أو بآخر – لا يجوز لترامب وقف تمويل أقرّه الكونغرس. (2) مهما كانت حجته، يخدم وقف التمويل الأهداف المناقضة تماماً لأهدافنا السياسية، ويدل إلى تخلٍ آخر عن حليف أساسي".
إذن، على عكس فيلتمان الذي حذّر من تنامي النفوذ الصيني، وصعوبة مقاومة اللبنانيين تقنية الجيل الخامس الصينية "بالنظر إلى الحالة المؤسفة لشبكة الاتصالات"، لم يأتِ مورفي على ذكر الصينيين، إلاّ أنّه تمّم إفادة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية،
ديفيد هيل، الذي لفت إلى أنّ المساعدة اللبنانية حُجبت تزامناً مع قرار واشنطن حجب المساعدة الأوكرانية. ومن جهته، رد السفير الروسي إلى لبنان ألكسندر زاسيبكن إذ قال: "دورنا ايجابي في لبنان، أمّا دور أميركا فتخريبي"، مؤكداً أنّ العقوبات على "حزب الله تؤثر على كافة النواحي المالية والاقتصادية والاجتماعية". وأمس، أكّد زاسبكين عقب لقائه برئيس الجمهورية ميشال عون أنّ "التعاون بين روسيا ولبنان قائم وسيشهد المزيد" وأنّ "موسكو كانت الى جانب لبنان وستبقى". يدل تصريح زاسيبكن هذا إلى أنّ روسيا ستواصل مراقبتها الوضع في لبنان بحذر.
أمّا في ما يتعلٌّق بمسألة المساعدات العسكرية، فلا يمكن إلا التذكير بالهبة الروسية التي رفضها لبنان، نتيجة ضغوط غربية، وتحديداً أميركة، كما سبق لـ"رويترز" أن نقلت عن "مسؤول سياسي كبير".
يُذكر أنّ لبنان تلقى مساعدات أميركية بقيمة 1.7 مليار دولار منذ العام 2006.
المصدر:
ترجمة "لبنان 24" - Twitter