افتتحت جمعيّة حماية جبل موسى رسمياً اليوم الخميس الحلقة الكاملة للمسارات السياحيّة في محميّة جبل موسى للمحيط الحيويّ، في احتفال أقامته عند مدخل المحميّة في قهمز (بيدر الشوك)، بحضور رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مستشارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لشؤون البيئة السيدة كلودين عون روكز، ورئيسة دائرة الأنظمة الأيكولوجية في وزارة البيئة لارا سماحة، ورؤساء بلديّات البلدات المجاورة ومخاتيرها وناشطين بيئيّين والجهات المعنية بقطاع السياحة البيئيّة في لبنان وإعلاميّين وصحافيّين. وأكدت الجمعية التي تزامن هذا الإفتتاح مع العيد العاشر لتأسيسها، أن وجود المحمية ساهم في زيادة "الحركة الإقتصادية المستدامة" في المنطقة، وفي حماية التقاليد والتراث لا الطبيعة فحسب.
واستُهلّ الإحتفال الرسميّ بجولة مشي على "مسار البنفسج" الجديد، والذي معه إكتملت حلقة المسارات، مما أتاح للمشاركين التعرّف على فرادة محميّة جبل موسى الطبيعيّة والثقافيّة. وأُقيم الإفتتاح الرسميّ في محيط مركز الإستقبال عند مدخل المحميّة، حيث عُرضَتمنتجات جبل موسى الغذائيّة والحرفية.
ألقى رئيس الجمعية بيار ضومط كلمة ذكّر فيها بجهود الجمعيّة ومثابرتها خلال السنوات العشر التي مضت على تأسيسها، للحفاظ على هذا الجبل وحمايته ولوضعه على الخريطة السياحيّة العالميّة، وذلك "بهمّة الداعمين والمؤمنين بقضيّة الجمعيّة وأهدافها". وأضاف أن "هدف الجمعية الأهمّ هو الإنماء المحلّي المستدام"، كاشفاً في هذا الإطار أنّ "الحركة الإقتصاديّة المستدامة تزداد يوماً بعد يوم في المنطقة وتجعل من جبل موسى محميّة حامية لتقاليدنا وتراثنا ولهويّتنا وجذورنا".
وتحدثت كلودين عون روكز، فشددت على توصيات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ب"تشجيع ومساعدة كل المشاريع البيئية لحماية الطبيعة"، وقالت: "اكتشفنا اليوم في مشوارنا أشياء جديدة، كالمشحرة وحياة الخنازير وكيفية حماية الصخور، إضافة إلى أنواع عدة من الأعشاب والأزهار"، ونوهت ب"طريقة عيش اللبنانيين قديما واحترامهم للبيئة"، ودعت إلى "زيارة المحمية وتشجيع السياحة البيئية والثقافية والصحية والرياضية".
ونوّه الداعم للمشروع عضو رابطة أصدقاء جبل موسى السيد خليل فتّال بـ"الدور الرياديّ الذي تؤدّيه جمعية حماية جبل موسى"، داعياً الحاضرين ليكونوا "سفراء فاعلين للجمعيّة داخل لبنان وخارجه لأن تطلّعات الجمعية غير محدودة والمبادرات من هذا النوع لا يمكن لشيء أن يوقفها".
وأعرب الرياضيّ سيلفيو شيحا في كلمته عن امتنانه الكبير للجمعيّة لاختياره لاختبار المشي على الحلقة الكاملة لمسارات المحميّة برفقة خبراء بيئيّين متمرّسين، مشدّداً على أهمية "التنوّع البيولوجي والثقافيّ الفريد في المحميّة" وداعياً الجميع إلى أن "يعيشوا هذا الاختبار بأنفسهم".
وتخلّل الإحتفال توزيع شهادات تقديرٍ حملت شعار "بكّلناها" -I Walked the Loop على عشرة ناشطين بيئيّين ورياضيّين، لاجتيازهم حلقة المسارات الكاملة التّي تمتدّ نحو 19 كيلومتراً في كل أنحاء الجبل. وعرض فيلم قصير يظهر إختبار المشي على حلقة المسارات الكاملة، علماً أن في المحميّة دروباً جانبية أخرى خارج الحلقة، مما يجعل العدد الإجمالي 15 مساراً.
وفي نهاية الإحتفال، تذوّق المشاركون مأكولات محلّيّة تختصّ بها قرى جبل موسى السبع، أعدّها أصحاب بيوت الضيافة وسيّدات المنطقة.
يذكر أن محميّة جبل موسى للمحيط الحيوي تقع فى كسروان الفتوح-جبيل على مسافة 50 كيلومتراً من العاصمة بيروت ويتراوح ارتفاعها بين 350 م و1700م عن سطح البحر ومساحتها 6500 هكتار وهي ضمن شبكة محميّات المحيط الحيوي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وتعمل الجمعيّة على حماية ثروة هذا الجبل البيئية والثقافية، وتساهم حركة السياحة البيئية في تنشيط القرى الرئيسية المحيطة بجبل موسى، وهي يحشوش وقهمز ونهر الذهب وغبالة والعبره وشوان وعين الدلبة وجورة الترمس، وفي تأمين فرص عمل لأبنائها.
وكانت الجمعيّة قد تعاونت أخيراً مع مديريّة التعاون العسكريّ المدنيّ CIMICفي الجيش اللبناني وقاعدة بيروت الجوّيّة لتنفيذ عمليّة نقل 20 طنّاً من مواد البناء بالطوّافات العسكرية من مدرج ميروبا للطائرات الصغيرة إلى داخل محميّة جبل موسى لتدعيم موقع البيوت الأثري فيها وإنقاذه من التدهور الحاصل فيه جرّاء عوامل الزمن والمناخ.