تسبّبت شركة صينية عملاقة تدعى "إتش أن أيه" بإثارة العديد من التساؤلات حول أنشطتها وأصولها المالية، فيما تسعى كلّ من الولايات المتحدة وأوروبا لاستكشاف الغموض حول المجموعة التي استحوذت على عشرات الشركات في وقت وجيز، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن وكالة "بلومبرغ".
وكانت " أتش أن أيه" (HNA) وهي شركة طيران غير معروفة، قامت بالحصول على ديون مقدرة بمليارات الدولارات لمساعدتها في عمليات استحواذ بقيمة 40 مليار دولار في 6 قارات منذ بداية عام 2016.
ومع الاهتمام بالسياحة والخدمات اللوجستية والخدمات المالية، أصبحت "أتش أن أيه" الآن أكبر مساهم في أسماء معروفة مثل "هيلتون" العالمية القابضة، و"دويتشه بنك إيه جي"، كما أنّها تواجه تكاليف متزايدة لتمويل عمليات الإنفاق.
قلق أميركي وغربي
وبحسب "بلومبرغ" فإن "أتش أن أيه" تخضع حالياً للتدقيق في الولايات المتحدة، بسبب سعيها لشراء حصة في شركة صناديق التحوط "سكاي بريدج كابيتال"، المملوكة لأنتوني سكاراموتشي، الذي كان لفترة وجيزة مدير اتصالات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتأخرت الصفقة المقترحة من قبل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، التي تقوم بالإشراف على عمليات بيع للأصول الأميركية للمشترين الأجانب من أجل حماية الأمن القومي. وقد تم رفع دعوى ضدّ "أتش أن أيه"، كجزء من عملية إشهار إفلاس شركة سياحة تتبع المجموعة.
كما أنّ إحدى شركات التكنولوجيا رفعت دعوى قضائية على الشركة الصينية بسبب تقديمها معلومات زائفة وغير منسقة حول ملكيتها إلى لجنة الاستثمار الأجنبي، وهو ما أسفر عن انهيار صفقة استحواذ.
وذكرت تقارير أنّ المراقب المالي الألماني يحقّق في ما إذا كانت الشركة الصينية قد أبلغت عن أصولها بدقة عند بناء حصتها في "يويتشه بنك"، فيما يتوقع أن يحقق "البنك المركزي الأوروبي" في الصفقة.
وقررت السلطات التنظيمية في سويسرا رفض عملية استحواذ للشركة الصينية بعد اكتشفاهم تقديمها معلومات غير صحيحة عن الأسهم.
وفي نيوزيلندا، رفضت السلطات التنظيمية استحواذ "أتش أن أيه" على شركة تمويل أصول بسبب هيكل الملكية الغامض للشركة الصينية.
أما في الصين، فقد صعدت السلطات من تدقيقها في أنشطة الشركات التي تجري صفقات كثيفة، بما في ذلك أتش أن أيه، كجزء من حملة لإبطاء وتيرة عمليات الاستحواذ في الخارج، والتي سجلت رقماً قياسياً عام 2016، وساهمت في زيادة تدفقات رأس المال إلى خارج البلاد.
وذكرت "بلومبرغ" أنّ العديد من البنوك التي كانت قد ساهمت في تمويل عمليات استحواذ شركة "أتش أن أيه"، أضحت أقلّ شغفاً في الانخراط في عمليات أخرى.
فساد وروابط مع الحزب الشيوعي؟
وتأسست "أتش أن أيه" في عام 1993 كشركة طيران إقليمية. وتقول الشركة إنّها خلقت 410 آلاف وظيفة حول العالم، وراكمت أصول تبلغ نحو 180 مليار دولار.
وزعم قوه وون غوي، رجل الأعمال الصيني الأكثر ثراء والذي يعيش الآن في المنفى بالولايات المتحدة، أنّ لدى الشركة روابط مالية سرية مع كبار مسؤولي الحزب الشيوعي، وهو ما نفته الشركة وقامت برفع دعوى تشهير ضده في نيويورك.
وكشفت "إتش إن إيه" في تموز الماضي أنّها خاضعة لسيطرة مؤسستين خيريتين متصلتين بشركة تدعى "سيهانغ"، إحداهما في نيويورك، والأخرى في جزيرة هاينان الصينية، إضافة إلى مساهمة 12 مسؤولاً في الشركة، لكن الشركة قالت في وقت لاحق أنها وزعت الأسهم على 5 أفراد فقط.
وتربط تقارير استحواذات الشركة الصينية بالفساد بين الزعماء الصينيين وأفراد عائلاتهم، بحسب "بلومبرغ".
(سكاي نيوز - بلومبرغ)