وضع عاموس هرئيل، المحلل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة 52 مقاتلاً مدعومين إيرانياً بالقرب من البوكمال الأحد الفائت، في إطار العلامات الدالة إلى أنّ "العالم يستعد للتحرّك في وجه إيران"، محذّراً من أنّ طهران لن تتراجع عن خطط الشرق الأوسط الخاصة بها على الرغم من ذلك.
في تقريره، رأى هرئيل أنّ "جهوداً ديبلوماسية ترافق الغارات في سوريا واليمن"، لافتاً إلى أنّ غارة البوكمال "غير التقليدية" نُفّذت في ظل الجهود التي تبذلها روسيا لإبرام اتفاق جديد في جنوب سوريا، حيث تتفاءل إسرائيل بإمكانية التوصل إلى اتفاق عقب سفر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي شويغو قبل أسبوعين.
وشرح هرئيل أنّ غارة الأحد "غير تقليدية لجهة الموقع والنطاق"، إذا كانت قريبة من البوكمال في شرق سوريا، أي شديدة البعد عن الغارات التي سبق لإسرائيل أن نفذتها في سوريا. وعلى الرغم من أنّ هرئيل ألمح إلى أنّها جاءت إنفاذاً لقرار عملاتي عاجل أو إلى أنّها بمثابة إشارة استراتيجية، نبّه إلى إمكانية اعتبارها مكمّلة للجهود الهادفة إلى إبرام اتفاق جنوباً أو عودة لاستخدام القوة العسكرية في ظل فشل الجهود الديبلوماسية.
توازياً، تحدّث هرئيل عن ازياد نشاط الحركة الديبلوماسية في المنطقة، مذكّراً بزيارة نتيناهو إلى عمان، وزيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى موسكو، ووصول قائد القوة الروسية التي تحرس الحدود إلى إسرائيل، وزيارة مبعوثيْ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي لمحادثات السلام في الشرق الأوسط جيسون غريبنلات إلى المنطقة، حيث التقيا الملك عبدالله قبل الاجتماع بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض.
هرئيل الذي أكّد أنّ السعوديين دخلوا على الخط في غزة، التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية أمس، متصل بأحداث المنطقة الأوسع، زعم أنّ رغبة الرياض في دعم القطاع المحاصر مالياً مرتبط بعزم الولايات المتحدة على تنحية الإيرانيين.
وفي هذا الصدد، تناول هرئيل عمل السعوديين على استعادة السيطرة على الحديدة في اليمن من الحوثيين، المدعومين إيرانياً، ملمحاً إلى أنّ إيران تواجه صعوبات في الشرق الأوسط مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وفوز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الانتخابات في العراق.
وعلى الرغم من وصول إيران إلى هذه المرحلة، حذّر هرئيل من أنّه ما زال بيد الإيرانيين الكثير من الأوراق للعبها، واعتبر أنّ المعركة على الهيمنة الإقليمية تجددت بحماوة أكبر، مبيناً أنّ واشنطن تبدو مستعدة هذه المرة لأن تكون أنشط بالمقارنة مع ما كانت عليه في السنوات الأخيرة.
(ترجمة "لبنان 24" - Haaretz)