Advertisement

عربي-دولي

سوريا في تركيبة جديدة.. وتركيا تتقدم!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
29-06-2018 | 01:27
A-
A+
Doc-P-488342-6367056665066383725b35ba1f9345c.jpeg
Doc-P-488342-6367056665066383725b35ba1f9345c.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بعد الفوز الكبير الذي حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لولاية رئاسية جديدة، يبدو ان تركيا تتجه نحو خطوات اكثر اندفاعاً وحزماً وصلابة في سياستها في المنطقة التي قد تجد ترجماتها في الميدانين السياسي والاقتصادي. ربما هذا ما لم تستطع رسائل التهنئة والاتصالات من عدد من القادة للرئيس أردوغان اخفاء توجسهم منها. وقد بدا ذلك واضحا في المواقف الاميركية والروسية الاخيرة حيال السلوك التركي في الميدان السوري بشكل خاص. فلقد فتحت واشنطن ابواب التوافق مع انقرة في منطقة منبج على الحدود السورية التركية التي تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية واضعة جدولا زمنيا لانسحاب الاخيرة، بدأ بدخول القوات العسكرية التركية الى المدينة مسيرة دوريات مشتركة مع نظيرتها الاميركية، وفي الوقت عينه اقفلت عليها باب شراءها طائرات مقاتلة (F35 –جوينت سترايك)  التي تنتجها في حال لم تتخل عن شراء منظومة ( S400) للدفاع الصاروخي من روسيا.

سياسة العصا والجزرة الاميركية لم يبتعد عنها كثيرا الدب الروسي في تعاطيه مع انقرة حيث من جهة يعتبر الرئيس الروسي بوتين ان العلاقة الروسية التركية شارفت على بلوغ مستوى استراتيجي على أصعدة عدة بعدما سجل لها موطىء قدم في سوريا باتفاق "حلب" الروسي التركي، الذي كان مرفوض رفضا قطعيا من قبل ايران التي كانت تعول على الحل العسكري في تلك المنطقة. ومن جهة أخرى ووفقا لتصريحات روسية نقلتها احدى الصحف بان "موسكو تنظر للتحركات التركية شمال سوريا على انها غير شرعية في ظل غياب التنسيق مع الحكومة السورية".

لا شك أن دبلوماسية أنقرة الاخيرة استفادت من التوازن الروسي- الاميركي في سوريا. وفي نفس الوقت نجحت في استخدام الورقة الكردية في صالحها بحيث ضمنت ولو بشكل مبدئي أمن حدودها مع سوريا من التهديد الكردي مما عزز من حصانتها في وجه اي عقوبات اميركية جدية نظرا للدور الذي يلعبه تواجدها في الشمال والشرق السوري في سد منافذ  الحراك الايراني من والى العراق. هذا عدا عن ادراكها بان اية تحذيرات او عقوبات قد تطال اقتصادها فانها لن تجد صداها كون جعبتها طافحة بالخيارات الغازية البديلة عند اي منعطف ان في علاقتها مع اي من روسيا او اميركا او حتى طهران وذلك عبر خط "السيل التركي" او عبر مشروع انابيب الغاز الروسية "الاذرية" او حتى عبر مشروع خط انابيب الغاز الطبيعي العابر للاناضول "تاناب" المدعوم من الاتحاد الاوروبي واميركا.

من هنا يمكن القول ان المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرا في المسار السياسي لدول المنطقة انطلاقا من سوريا اذ ان الحراك التركي في سوريا لن يقتصرعلى الجانب العسكري فقط وانما سيتعداه الى الجانب السياسي والاقتصادي لوجه سوريا الذي يبدو انه لن يحمل لونا واحدا او لونين مناصفة، وانما ستدخل تركيبته عناصر بنفس ولون سياسي جديد وهذا ربما قد بدأت ملامحه مع قيام تركيا ببناء الجامعات في الاراضي الشمالية من سوريا وانشاء السلطات المحلية والمحاكم والخدمات البريدية وغيرها، عدا عن بدء ظهور يافطات الطرق فيها باللغة التركية وفقا لما ذكرته احدى الصحف.

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك