كشف تقرير استخباراتي ألماني أنّ "إيران سعت للحصول على مكونات لبرنامجها الصاروخي من ألمانيا بشكل غير مشروع، ضمن محاولات مستمرّة لتعزيز قدراتها الصاروخية". وقال التقرير الذي صدر عن وكالة مخابرات شمال الراين - ويستفاليا، ونشرته صحيفة "جورزاليم بوست" الإسرائيلية، إنّه "بسبب الطلب على السلع ذات الصلة مع برنامجها الصاروخي، تواصل إيران العمل ضدّ جهود وقف الإنتشار النووي".
وذكر التقرير، الذي يُغطي عام 2017، أنّه فيما يتعلق بالجهود الإيرانية (..) غير القانونية للحصول على تكنولوجيا الصواريخ ، "في الغالبية العظمى من عدد الحالات، لم يحدث أيّ تسليم لبضائع معينة". ولم يتضح من التقرير عدد المحاولات التي بذلتها إيران لتأمين التكنولوجيا غير القانونية، أو عدد المحاولات التي أدت إلى نقل مكونات الانتشار النووي والتكنولوجيا المتصلة بها إلى النظام الإيراني.
الحصول على مكونات "مزدوجة"
وكتبت وكالة الإستخبارات في تقريرها الفنّي أنّ "إيران تمارس أنشطة تجسّس في ألمانيا تشمل أهداف التجسس الكلاسيكية مثل السياسة والاقتصاد والجيش"، مع إشارة التقرير إلى أنّ "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مارس أنشطة تجسسية في شمال الراين - ويستفاليا، وفي جميع أنحاء ألمانيا".
ويؤكّد تقرير شمال الراين- ويستفاليا على بيانات مماثلة صدرت من وكالات استخبارات في بادن فورتمبيرغ ، وساكسون أنهالت، وبافاريا ، وساكسونيا السفلى، حيث أوردت "معلومات دامغة حول شبكات مشتريات غير مشروعة لصالح إيران في ألمانيا". وذكرت وكالة استخبارات الدولة في ولاية بادن فورتمبيرغ: "استمر سعي إيران للحصول على المكونات والمعرفة التكنولوجية لاستخدامها في تطوير أسلحة الدمار الشامل ولتحسين أنظمة إطلاق الصواريخ".
وقد ارتفعت الصادرات الألمانية لإيران إلى 3.5 مليار يورو في عام 2017، من 2.6 مليار يورو عام 2016. وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت في شباط الماضي أنّ رجال أعمال إيرانيين اشتروا موادا صناعية من شركة "كرمبيل" في "بادن فورتمبرغ"، تمّ العثور عليها فيما بعد في صواريخ كيماوية استخدمت في قصف مدنيين سوريين في كانون الثاني وشباط. وقال المكتب الإتحادي الألماني للشؤون الإقتصادية ومراقبة الصادرات للصحيفة إنّ مواد "كرمبيل" ليست مادة ذات استخدام مزدوج، ورفضت وقف التجارة بين كرمبيل وإيران.
ويتضح من هذه المعلومات أنّ النظام الإيراني الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة، يفضل إنفاق المليارات في الخارج من أجل الحصول على تكنولوجيا الصواريخ، بينما يغلي الشارع في الداخل بسبب الفقر والغلاء وتردي الخدمات. وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي أنّ أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة سياسات إيران العدوانية في الشرق الأوسط. وقالت ميركل في الأردن: "لا يجب مناقشة توجهات إيران العدوانية فحسب، بل نحتاج إلى حلول عاجلة". ولم تقترح ميركل خطة محددة لوقف الأعمال العدائية الإيرانية، وما إذا كانت ستقوم باتخاذ إجراء ضد حزب الله في ألمانيا أو تسمية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
"حزب الله" في ألمانيا
ووفقاً لتقرير شمال الراين-وستفاليا، "يوجد 105 أعضاء في حزب الله في ألمانيا، حيث يقومون بجمع الأموال وتجنيد أعضاء جدد"، فيما سجل تقرير المخابرات "زيادة" في مؤيدي الحزب في الولاية مقارنةً بالعام السابق. وصنفت الإدارة الأميركية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية في تشرين الأوّل، فيما حثت مراراً حكومة ميركل على حظر "حزب الله" في ألمانيا.
وقال السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل إنّه يتعين على الشركات الألمانية إنهاء الأعمال التجارية مع الشركات الإيرانية. ودعا مجلس العموم الكندي الأسبوع الماضي الحكومة الليبرالية برئاسة جاستن ترودو إلى تطبيق حظر شامل على الحرس الثوري باعتباره منظمة إرهابية وعدم إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران.
(سكاي نيوز)