Advertisement

عربي-دولي

إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز.. فهل تُنفذ؟

Lebanon 24
08-07-2018 | 14:36
A-
A+
Doc-P-491252-6367056687241621775b41d059d05df.jpeg
Doc-P-491252-6367056687241621775b41d059d05df.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

وسط شكوك حول قدرة واستعداد إيران على إدخال تهديدها حيز التنفيذ، لوّحت طهران مجدداً بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، وذلك ردًا على إعلان واشنطن نيتها تقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر.

وفي الرابع من تموز الجاري، هدد القيادي بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري، بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز، إذا حظرت واشنطن صادرات بلاده منه.

تهديدات كوثري سبقتها تهديدات مشابهة أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني، حين قال: "إن منع إيران من تصدير النفط يعني أن دول المنطقة كافة ستكف عن بيع النفط"، وقد تم تفسير هذا الكلام على أن إيران ستغلق مضيق هرمز أمام مرور النفط الإقليمي.

وعبّر قاسم سليماني، عن دعمه لروحاني قائلًا "إننا في خدمتك"، مشيرًا إلى أن قواته مستعدة لتطبيق سياسة تعرقل الصادرات الإقليمية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وفي الـ 8 من أيار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 بين طهران ومجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، وإعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران، والشركات والكيانات التي تتعامل معها.

وعقب الخطوة، أعلنت السعودية أنها مستعدة لسد النقص المتوقع في إمدادات النفط العالمية، جراء العقوبات المرتقب أن تفرضها واشنطن على طهران، ثالث أكبر منتجي النفط في "أوبك".

وفي الخامس من الشهر الجاري، وغداة التلويح الإيراني الجديد بورقة "هرمز"، تعهد الجيش الأميركي بالحفاظ على حرية الملاحة لناقلات النفط في الخليج العربي.

وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى في الجيش بيل أوربان إنّ "القوات البحرية الأميركية والحلفاء الإقليميين جاهزون لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للبضائع حيثما يتيح القانون الدولي– في الخليج العربي"، بحسب قناة "الحرة" الأميركية.

 

مجرد تهديدات فقط

وفي مقال نشره عام 2009 تحت عنوان "تكلفة وصعوبات إغلاق مضيق هرمز"، أكد الباحث ويليم د. أونيل، أن "إغلاق إيران للمضيق سيولد نتائج من شأنها تخفيض عائدات النفط الإيراني، وتضرر البنى التحتية الحساسة، وإضعاف القوات المسلحة الإيرانية".

وأشار إلى أنه يتعين على إيران من أجل إغلاق المضيق، أن تكلف غواصتين بالعمل المكثف لمدة أسبوع لزرع حوالي ألف لغم بعرض المضيق، لافتًا إلى أن الأمر غير ممكن بواسطة الغواصات لعدم عمق المياه بالشكل الكافي.

وأضاف في الشأن ذاته، أن زرع الألغام بواسطة السفن غير ممكن أيضًا، لسهولة اكتشافها خلال قيامها بالمهمة.

ويؤكد محللون أن إيران لا تمتلك اليوم المقومات التي تؤهلها لاستخدام القوى الجيوسياسية بالمنطقة، خاصة في وقت تحولت فيه العقوبات الاقتصادية إلى أزمة داخلية، ما يجعل طهران غير قادرة على الوقوف في وجه الولايات المتحدة، قياسًا بالتوترات السابقة بين الجانبين.


وبالرغم من تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز خلال زيادة وتيرة التوترات مع الجانب الأميركي في فترات سابقة، إلا أنها لم تتخذ أي خطوات من شأنها توليد نتائج ثقيلة ضدها، سواء بموجب القوانين الدولية، أو موازين القوى العالمية.

ومع أن احتمال إغلاق إيران للمضيق يبدو ضعيفًا، إلا أنه قد يكون السبب في إحداث مشاكل هائلة لنظامها قد تُعجل بنهايته، مع انتشار مشاكل اجتماعية واقتصادية داخلية عديدة في أنحاء إيران، من قبيل ارتفاع الأسعار، والتضخم، والبطالة، والفساد، والجفاف، ونقص المياه.

وفي الوقت الذي قد يفضي فيه إغلاق إيران للمضيق إلى ارتفاع أسعار النفط لصالح السعودية، والإمارات، وروسيا، والولايات المتحدة، ستؤدي هذه الخطوة لإلحاق الضرر بالصين والدول الأوروبية.

 

أحد شرايين العالم لنقل النفط

ويشير الخبراء إلى أن استمرار الجانب الإيراني في التدريبات والمناوشات مع عناصر البحرية الأميركية، منذ سنوات طويلة، عقب كل توتر في العلاقات بين طهران وواشنطن، ما هو إلا محاولة من إيران لإثبات سيطرتها على مضيق هرمز.

ويعتبر مضيق هرمز واحدًا من الشرايين الرئيسة حول العالم في نقل النفط، حيث يمر عبره نحو 80% من النفط السعودي، والعراقي، والإماراتي، والكويتي، في طريق التصدير إلى دول معروفة باعتمادها العالي على مصادر الطاقة مثل: الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وسنغافورة.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)، فإن مضيق هرمز يعد المضيق الأول حول العالم من حيث كمية النفط التي تمر عبره، إذ بلغ معدل مرور النفط اليومي منه عام 2016، حوالي 18.5 مليون برميل، ما يشكل نحو 40% من تجارة النفط عبر البحار.

ويحيط بالمضيق من سواحله الشمالية إيران، ومن الجنوب سلطنة عمان، بينما يقع في أضيق منطقة بين خليجي البصرة وعمان، بعرض يبلغ حوالي 50 كم، في حين يبلغ عرض الممر الخاص بعبور سفن الشحن الثقيلة نحو 10 كم.

ويعد المضيق من جهة أخرى، النقطة الوحيدة التي تنفتح منها صادرات دول الخليج العربي وإيران من النفط إلى المحيط.

واكتسب المضيق أهمية إضافية، عقب فشل تشغيل خط أنابيب النفط السعودي، الذي أُنشئ كبديل لنقل النفط عام 1974، بالدرجة المرجوة.

وعبْر مضيق هرمز يمر أكثر من ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يوميًا، ويربط المضيق الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسة في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.

ويعتبر النفط من أهم موارد إيران المالية، وتنتج نحو 3.8 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وتصل صادراتها منه إلى 2.3 مليون برميل يوميا.

(إرم)

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك