أوردت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن طريقة تعامل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع مختلف دول العالم، ذلك أنه ينتهج سياسة هجومية، ولم تسلم أي دولة من سهام نقده وتصريحاته النارية.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن ترامب سينطلق يوم الثلاثاء المقبل في جولة أوروبية، وسيشارك يوم الأربعاء في قمة حلف الشمال الأطلسي. كما من المنتظر أن يسافر يوم الخميس إلى لندن في إطار زيارة عمل. أما في 16 تموز الجاري، فسيلتقي ترامب بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين. وبناء على ذلك، لسائل أن يسأل، هل سيخلق ترامب أزمة جديدة خلال هذه الجولة الأوروبية؟
وأكدت الصحيفة أن ترامب، وقبل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة ، تهجّم على حلف الناتو، حيث وصفه خلال حواريْن أجراهما مع صحيفة "تايمز" الأميركية و"بيلد" الألمانية "بالمهجور"، نظرا لأنه لم يبذل مجهودات كافية من أجل مكافحة الإرهاب. وقد أثار ذلك غضب أعضاء حلف الناتو. وخلال نيسان 2017، تراجع ترامب عن تصريحاته النارية تجاه الناتو بعد أن التقى بالأمين العام للحلف، لكنه لم يغير موقفه المبدئي منه.
وذكرت الصحيفة أنه في 20 كانون الثاني 2017، ألقى ترامب خطابا هز معظم قادة الدول الغربية. وعلى الرغم من أن مختلف الأطراف توقعت أن يلقي الرئيس الأميركي خطابا إيجابيا بعد حملته الانتخابية، إلا أنه فاجأ الجميع بخطاب أعلن فيه عن انتهاج بلاده سياسة خارجية جديدة تقوم على شعار "أميركا أولا"، وهو ما يعتبر رسالة ضمنية تدعو مختلف دول العالم إلى مراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في 23 كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب عن انسحاب بلاده من اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ. ومن خلال هذه الخطوة، برهن الرئيس الأميركي عن مدى جديته في انتهاج سياسة "أميركا أولا". وفي 27 و28 من الشهر ذاته، توترت العلاقات بين ترامب وكل من الرئيس المكسيكي، إنريكه بينيا نييتو، ورئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تورنبول، على إثر اتصال هاتفي.
وأوضحت الصحيفة أنه في 17 آذار 2017، رفض الرئيس الأميركي مصافحة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال لقاء جمع بينهما في البيت الأبيض. أما في 27 2017، فقد هدد ترامب بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وفي 26 آيار 2017، تهجم على الألمان ووصفهم "بالسيئين للغاية" خلال لقاء جمعه برئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك.
وأفادت الصحيفة أنه في 27 أيار 2017، ألقى ترامب خطابا انتقد فيه ضعف النفقات العسكرية لشركائه في حلف الناتو. وفي تموز 2017، أقدم ترامب على الإعلان عن انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ. من ثم، وفي 19 أيلول 2017، هدد ترامب بتدمير كوريا الشمالية.
وأوردت الصحيفة أنه في 12 تشرين الأول 2017، أعلن ترامب عن انسحاب بلاده من منظمة اليونسكو نظرا لأنها انتقدت إسرائيل. وفي 12 كانون الثاني 2018، وجه الرئيس الأميركي الشتائم للدول الأفريقية خلال جلسة عقدت بشأن سن قانون جديد للهجرة. وفي التاسع من آذار 2018، أعلن ترامب عن فرض عقوبات جمركية على واردات الصلب والألمونيوم القادمة من المكسيك وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة أنه في الثامن من آيار 2018، أعلن ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاق الإيراني، محققا بذلك إحدى وعوده الانتخابية. ومنذ ذلك الوقت، تعمل الدول الموقعة على الاتفاق على الحفاظ عليه حيث أنه يمنع إيران من تطوير صواريخ نووية إلى غاية سنة 2030.
وبينت الصحيفة أنه في التاسع من حزيران 2018، سحب ترامب تأييده من بيان مجموعة الدول الصناعية السبع بسبب تصريحات رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، التي أكد فيها أن "بلاده ستدافع عن نفسها إزاء العقوبات الجمركية الأميركية غير العادلة". وفي 19 من الشهر ذاته، أعلن ترامب عن انسحاب بلاده من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحجة أنه ينتقد إسرائيل.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه في 18 حزيران 2018، خرق ترامب كل الأعراف الدبلوماسية بحديثه على حسابه على تويتر عن ارتفاع نسبة الجريمة في ألمانيا وعن معارضة الشعب الألماني لسياسة الهجرة، التي تنتهجها حكومة بلاده.
("زود دويتشه تسايتونغ" ـ عربي 21)