كتب المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشائي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن سقوط درعا في يد قوات النظام السوري يشكل بداية نهاية الحرب، إلا أن الأمر لم ينته بعد، وثمة تداعيات إيجابية وسلبية لهذا التطور، مشيرا الى أن "روسيا تبدي تفهماً لمخاوف "إسرائيل"، على رغم بعض الخلافات في شأن الانسحاب الإيراني، وعلى "إسرائيل" أن تبدأ الإعداد لمرحلة ما بعد الحرب".
انتصار معنوي
وفي رأي يشائي أن سيطرة النظام على درعا ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن يعتبر انتصاراً معنوياً مهماً للرئيس السوري بشار الأسد والروس، لأنه يعتبر ضربة قوية للمعارضة التي تتراجع على كل الجبهات الأمامية، ودرعا هي رمز بالنسبة إليها، لأنها المكان الذي بدأت فيه الانتفاضة قبل سبع سنوات، وفيها تمكنت من الصمود على رغم الهجمات المتكررة للجيش السوري والقوات الإيرانية. ولهذا السبب من شأن سقوط المحافظة أن تقوض حماسة المعارضة للاستمرار في القتال.
عزلة في القنيطرة
ولفت إلى أنه لا تزال ثمة منطقتان في سوريا تحت سيطرة المعارضة، إدلب في الشمال والمناطق الواقعة في شرق الفرات والتي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد بمساعدة أميركية.
ومع تقدم القوات السورية في درعا، صار المقاتلون في القنيطرة معزولين عن شريان الامدادات الرئيسي لهم من الأردن، ومن المرجح أن تسقط مرتفعات الجولان في أيدي النظام. وسيكون على مقاتلي المعارضة توقيع اتفاق استسلام تتوسط فيه روسيا.
تداعيات ذات وجهين
ويرى يشائي أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، أدى الوضع الجديد في جنوب سوريا إلى تداعيات ليست كلها سلبية، بينها أن قوة صغيرة فحسب من "حزب الله" المدعوم إيرانياً شاركت في عملية درعا والقوى المحيطة لها. وهؤلاء لبسوا ازياء الجيش السوري، الا أنهم لا يعملون ضمن الوحدات السورية، وإنما ثمة وحدات صغيرة منهم فحسب ترسل إلى مهمات عند الحاجة إلى خبرات معينة.
حرص روسي
وقال بن يشائي إن "عددهم الصغير يظهر أن الروس حريصون على المطالب الإسرائيلية، وحضوا الإيرانيين على الانخراط بالحد الأدنى، في مقابل فرض هذا الطلب على السوريين والإيرانيين"، مضيفاً: "التزم الروس سد الفراغ الذي تركته القوات الإيرانية على الأرض بقصف جوي دفع المقاتلين في درعا إلى الإذعان لمطالب الروس الذي توسطوا ايضاً على اتفاق لوقف النار، وأرغموا المعارضة على إلقاء اسلحتها".
إلى ذلك، قال إن درعا كانت مركز عمليات في جنوب سوريا لمنظمات مرتبطة بالقاعدة، سميت جبهة النصرة ثم جبهة فتح الشام. ومن شأن سيطرة النظام على درعا أن يزيل قاعدة لعمليات المنظمات المرتبطة بالجهاد العالمي والتي سيطرت أيضاً على القنيطرة الحدودية مع "إسرائيل".
ويلفت إلى أن فتح الشام قد يكون لها وجود في مرتفعات الجولان، ولكنها باتت معزولة. كذلك، ثمة جيب لداعش في الجولان، عند الحدود السورية الإسرائيلية-الأردنية، ولكنه صار أيضاً معزولاً وبات سقوطه مسألة وقت.
مواجهة مباشرة
كل ذلك برأي يشائي يشكل أنباء جيدة لـ"إسرائيل". أما الجانب السيء فله وجهان، أولهما احتمال أن يستغل الجيش السوري واقع انسحاب قوة فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة من مواقع عدة في المنطقة المنزوعة السلاح على الجانب السوري من الحدود، ويخترق اتفاق فك الارتباط لعام 1974 الذي يمنع وجود قوات سورية وأسلحة ثقيلة على الحدود. وثمة مخاوف من أن يحاول الأسد دخول منطقة كانت ممنوعة عليه، مع دبابات وأسلحة ثقيلة. وإذا قام بذلك برعاية الروس، يمكن أن يخلق وضعاً جديداً قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين "إسرائيل" وسوريا. وفي هذه الحالة سيكون على "إسرائيل" إبقاء قوات كبيرة في الجولان في شكل دائم لمنع تسلل محتمل لقوة إرهابية إيرانية أو لـ"حزب الله" إلى "إسرائيل".
تمدد النزاع
أما الوجه الآخر فهو احتمال أنه عندما يرسل الأسد قواته للقتال في هضبة الجولان المحتل، قد يتمدد النزاع إلى الأراضي الإسرائيلية، وهو ما سيدفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد على كل قذيفة تسقط على أراضيه، ومثل هذا الوضع قد يتفاقم.
(روسيا اليوم)