أجرت مجلة "ذا ناشيونال" الإماراتية مقابلة مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي وصل إلى العاصمة أبو ظبي مساء الإثنين للمرة الأولى منذ توليه منصبه آتياً من جولة شملت بيونيانغ وطوكيو وهانوي وأوروبا في إطار جهوده الرامية إلى تشديد العقوبات وتعزيز العمل الجماعي ضد إيران، تناول فيها دور طهران في المنطقة والتحرك الدولي اللازم لردعها.
وانطلق بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، من الوجود الإيراني في سوريا، "المرتبط بالقوات الموالية العراقية التي تزيد شبكة حلفاء طهران والمقاتلين الذين تدعمهم في المنطقة قوة"، ولا سيما "وحدات الحشد الشعبي" التي يقودها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، قائلاً: "يثير قاسم سليماني المشاكل في العراق وسوريا وعلينا أن نرفع الثمن الذي يجب على منظمته تكبده والذي يجب عليه تكبده شخصياً".
ولم يتحدّث بومبيو بشكل مباشر عما إذا تطرّق مع نظيره الروسي إلى مسألة إخراج إيران من سوريا، قائلاً: "تحدّثنا مع عدد من الأفرقاء في سوريا، بمن فيهم الروس، وأوضحنا، كما الإسرائيليين، أنّ الوجود الإيراني في سوريا غير مناسب ولن يكون مقبولاً".
بومبيو الذي شدّد على ضرورة محاسبة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لزعزعته استقرار الخليج وإطالته معاناة الشعب اليمني، رأى أنّ الطرق لتحقيق ذلك كثيرة، موضحاً: "أولاً، يُعدّ وجود معارضة موحدة أمراً بالغ الأهمية، وهذا أحد الأسباب التي دفعتني إلى المجيء إلى هنا، لدينا شركاء عظيمون في الإمارات العربية المتحدة ولدينا شراكات عظيمة مع السعوديين والبحرينيين". وعلى الرغم من أنّ بومبيو لفت إلى أنّ الأدوات التي سيتم اللجوء إليها ستكون ديبلوماسية على الأغلب، حذّر من أنّ بلاده مستعدة للدفاع عن المنطقة عسكرياً.
وفي ما يتعلّق بزيادة "حزب الله" وإيران دعمهما للحوثيين في اليمن، أمِل بومبيو في التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أهمية العقوبات لتحجيم "دور إيران الخبيث في المنطقة"، ورابطاً بين مسألة رفع العقوبات عن طهران في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما وازياد نشاط طهران "الخبيث" في المنطقة. وعلى مستوى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني والحديث حول إمكانية التوصل إلى آخر، بيّن بومبيو أنّ الاتفاق، مع طهران، سيكون مختلفاً هذه المرة إذا ما تم التوصل إليه، مشدّداً على أنّه سينحصر بنشاط إيران النووي فحسب.
وعن أزمة قطر، قال بومبيو: "تفيد رسالتي ورسالة الرئيس (ترامب) إلى منطقة الخليج بأسرها بأنّنا نأمل أن يبدأوا خوض المحادثات وحل الخلاف. ونحن ندرك وجود اختلافات في وجهات انظر، وهذا أمر يتكرر حدوثه بين البلدان، ولكننا نقر بأنّ هذه الخلافات تؤدي إلى زيادة إيران قوة وتسمح لإيران بأن تدق إسفيناً بين الدول الخليجية التي تتشارك الإحساس بتهديد الجمهورية الإيرانية الإسلامية نفسه، ونحن نأمل بل مستعدون للمحاولة على حل الأزمة بقدر استطاعتنا".
(ترجمة "لبنان 24" - The National)