تتجه أنظار العالم نحو القمة - الحدث في "هلسنكي" بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لمعرفة ماهية السياسة العالمية بين القطبين، وما من شك بأن مصائر شعوب ودول وقارات مرتبطة بنتائج المشاورات، بما في ذلك شكل الاتحاد الاوروبي بضوء رؤية أميركية قائمة بعدم الحاجة للقارة العجوز موحدة الى جنوب آسيا حيث صراع الكوريتين والتهديد النووي، وصولا الى أكثر المناطق التهابا في العالم أي الشرق الاوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية كما الحرب السورية .
الجانب الاميركي أعدّ العدة نحو تكريس الاعتراف الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل بعدما نقل سفارة واشنطن اليها، الى جانب تسويق الحل معضلة الحل بين الدول العربية وإسرائيل من باب الموافقة على صفقة القرن وإعادة تشكيل المنطقة وفق مفهوم التفوق الاسرائيلي وتشرذم الصف العربي، وبالتالي يرتبط الحل المقترح بتجاوب الدول العظمى مع الطرح الاميركي وسط ضبابية ملفتة على هذا الصعيد .
أما على الجبهة السورية فيبدو المشهد أكثر وضوحاً، فالاتجاه الغالب عند ترامب يميل نحو الانكفاء عن الساحة السورية بما في ذلك إخلاء القواعد العسكرية الاميركية، لكن هذا يتطلب حكماً إجراء التفاهمات المطلوبة مع روسيا والحصول على ضمانات تتعلق باستئصال النفوذ الايراني بشكل نهائي، كما آليات الحكم السوري وشكل الدولة بغض النظر عن مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
في هذا السياق، استبق الاكراد الحلول المطروحة بالمباشرة الفورية بالتفاوض مع النظام السوري للعودة الى كنف الدولة السورية، أول الغيث ما كشفه مصدر في حزب الاتحاد الكردي لـ "لبنان 24" عن اتفاق تم التوصل اليه مع الحكومة السورية يقضي تسليم حقول النفط في محافظة الحسكة وانتشار وحدات الجيش السوري خلفا لقوات سوريا الديمقراطية.
الملفت بأن ضخ النفط الخام من الحسكة الى اقليم كردستان على مقربة من الحدود العراقية استمر منذ بداية الازمة، وظلت تستفيد من تمويله المليشيات الكردية في الشمال السوري حيث كانت تحصل على ثمة الذي شكّل أحد أبرز مصادر التمويل للفصيلين الكرديين الابرز في الحرب السورية "وحدات حماية الشعب" و "قوات سوريا الديمقراطية" وفق حماية ورعاية أميركية مطلقة .
ووفق المصدر المذكور، فإن مبررات الموقف الكردي نحو النظام السوري ناتجة عن التحول بالموقف الاميركي من الداعم لحقوق الاكراد بالحكم الذاتي الى إجراء صفقة مع تركيا لتسليم منبج وتل عفرين، ما دفع الاكراد نحو القرار المفصلي بالتخلي عن النزاع المسلح والعودة نحو كنف اجهزة الدولة .
الخطوة الكردية بغض النظر عن مفاعيل القمة المرتقبة في هلسنكي لها دلالتها على صعيد بسط الخارطة السورية على بسط البحث، فتموضع قوات النظام في مناطق الاكراد يصب في توجه الرئيس الاسد تسجيل نصر مفترض عبر بسط سلطته على أكبر قدر من الاراضي السورية، وهذا ترفضه دول عدة تتقدمهم المملكة السعودية داعمة للمعارضة السورية ورافضة لبقاء الاسد في سدة الرئاسة .