قال وزير "الدفاع" الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنّ "إحراق آلاف الدونمات من الحقول الزراعية أمر لا يطاق، ولن نقبل أن يذهب المستوطنون للملاجئ أكثر من 20 مرّة في اليوم". وأكد خلال جولته في مستوطنات غلاف غزة، اليوم الجمعة، أنّ "حركة حماس تفرض على إسرائيل معادلة جديدة، والردع الإسرائيلي تآكل بفعل ذلك"، مضيفاً: "سنصل لحالة يتعين علينا فيها الشروع بعملية عسكرية واسعة ومؤلمة في غزة، ستكون أكثر إيلاماً من حرب 2014". وقال ليبرمان إنّ "الجيش الإسرائيلي يتعامل مع الموقف بشكل مسؤول وبضبط النفس، رغم أنّ المشكلة الحقيقية في ذلك هي تآكل الردع، وتغيير المعادلة".
وفي موازاة التطورات الميدانية في فلسطين، دعا 3 من كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، حركة "حماس" إلى الإعتراف بإسرائيل. جاء ذلك في مقال مشترك كتبه كبير مساعدي ترامب، وصهره جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريديمان، ونشر في صحيفة "واشنطن بوست". وتحدّث الثلاثة، وهم الفريق المكلّف من قبل ترامب بصياغة خطة لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ترتكز على اعتراف "حماس بإسرائيل"، والتزامها بـ"الإتفاقيات السياسية ونبذها العنف".
وقال فريق ترامب الثلاثي: "سيكون من الحكمة أن تعترف بذلك فلا يوجد خيار جيد. والجميع في الشرق الأوسط يقبلون هذه الحقيقة". وأضافوا: "يمكن للحياة أن تتحسن بشكل ملحوظ في وقت قصير بالنسبة للشعب الفلسطيني، إذا سمحت حماس بذلك". وتابعوا: "إذا أظهرت حماس نوايا واضحة قولاً وفعلاً، فإنّ كلّ الفرص الجديدة (المتعلقة بمشاريع اقتصادية) ستصبح ممكنة". واستطرد الثلاثة: "لا سبب يمنع الفلسطينيين (في الضفة وغزة) من تحقيق النجاح الاقتصادي، إذا سمحوا لنا بالمساعدة". وقالوا لـ"حماس": "يجب التركيز على تحسين اقتصاد غزة". ودعوها إلى "تسليم المهام" في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية.
وترفض "حماس" الإعتراف بإسرائيل على أرض فلسطين، وإنْ كانت أعلنت مؤخراً قبولها بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، لكن من دون الإعتراف بإسرائيل. وكذلك ينتقد مسؤولون فلسطينيون فريق ترامب الذي يكثف انتقاداته للفلسطينيين، من دون الإشارة إلى أفعال إسرائيل.
ويعاني قطاع غزة الذي يزيد سكانه عن 2 مليون فلسطيني من ترد كبير في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية، جراء الحصار المفروض من إسرائيل منذ نحو 12 عاما، وتعثر جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية. كما تجدر الإشارة إلى أنّ الأيّام الماضية شهدت تصعيداً لافتاً بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في ظل تكرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، ما دفع الفصائل للرد بإطلاق قذائف صاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة.
(وكالات)