صادق رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتيه، أمس الجمعة، على قانون يمنح حكماً ذاتياً موسعاً لشعب مورو المسلم. ويتوجب عرض القانون على موافقة شعب مورو في فترة أقربها 90 يوماً و150 يوماً على أبعد تقدير.
ومع القانون الجديد، يتوقع أن تزيد المكاسب القانونية والاقتصادية لمسلمي المنطقة، حيث سيمنح القانون حكماً ذاتياً موسعاً للجزر المحيطة بمنطقة "ميندنداو" أكثر من كيان الحكم الذاتي الموجود.
وبموجب القانون الجديد، سيتم تشكيل حكومة بانغسامورو ذاتية الحكم، وافتتاح محاكم تطبق الأحكام الشرعية بشكل مستقل في إطار الحريات الدينية.
وستنقل الحكومة المركزية السلطات الإدارية في ميندنداو إلى حكومة بانغسامورو، كما ستتم إدارة المياه في منطقة بانغسامورو بشكل متزامن مع الحكومة الوطنية، فيما ستتولى الحكومة ذاتية الحكم استخراج مصادر الطاقة وإدارتها.
وعقب القانون، سيمكن لمقاتلي "جبهة تحرير مورو" الوطنية السابقة، و"جبهة تحرير مورو الإسلامية" الانضمام إلى القوات النظامية، كما سيمكن لـ 6 بلديات في ولاية "لاناو ديل نورتو" و39 بلدة في ولاية "كوتاباتو" الانضمام إلى المنطقة الموافق عليها بموجب القانون الجديد عبر إجراء استفتاء.
ويوم الثلاثاء الفائت، صادق مجلس النواب الفلبيني على القانون الذي يحمل اسم "قانون بانغسامورو الأساسي"، وذلك غداة مصادقة مجلس الشيوخ عليه.
"بانغسامورو الأساسي"، كان تتويجاً لاتفاق سلام وقع بين الحكومة الفلبينية و"جبهة مورو" الإسلامية قبل 4 سنوات، خلال فترة ولاية الرئيس السابق، بينينو أكينو الثالث. وسيترتب عليه إنشاء منطقة "بانغسامورو" المتمتعة بالحكم الذاتي في منطقة "مينداناو".
من هم مسلمو المورو؟
يُطلق اسم مورو على المجتمعات المسلمة، التي تعيش ضمن الأرخبيل الذي يضم جزر "مينداناو"، و"بالاوان"، و"سولو"، وجزراً أخرى بالفلبين.
وشعب "مورو" الذي يشكل حوالي 11% من سكان الفلبين، وتعرّض للإهمال والأحكام المسبقة، بسبب نمط حياة أفراده، دخل الإسلام في القرن الـ14 للميلاد.
ويشكل شعب "مورو"، الذي يطلق عليه "بانغسامورو" أو "بانغسا مورو"، المجموعة الدينية الثانية بعد المسيحيين الكاثوليك بالفلبين، ويضم مجموعات عرقية تتحدث 13 لغة مختلفة.
ويتقاسم المورويون الأصول المشتركة عرقياً وثقافياً مع الجزء الأكبر من الشعب الفلبيني، وناضلوا على مدى مئات الأعوام ضد المستعمرين الإسبان، والأميركان.
وكان المورويون يعيشون في دولتهم المستقلة حتى القرن الواحد والعشرين؛ إلا أنهم فقدوا استقلالهم بعد ترك مصيرهم من قبل الإدارة الأميركية الاستعمارية، لإدارة الفلبين المسيحية في 1946، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الشعب الموروي باستخدام طرق المفاوضات السلمية لاسترجاع استقلالهم من جديد.
وفي ظل عدم حصولهم على نتيجة من المفاوضات السياسية تمنحهم استقلالهم الذاتي، وبسبب تحول الهجمات التي استهدفتهم إلى تطهير عرقي، لجأ الشعب الموروي المسلم اعتباراً من عام 1970 إلى نضال مسلح للدفاع عن أنفسهم.
وأدت الاشتباكات التي استمرت أكثر من 40 عاماً بين الحكومة الفلبينية، ومسلمي "مورو" إلى مقتل أكثر من 120 ألف شخص، ولجوء أكثر من مليوني شخص إلى دول أخرى.
ويتجاوز عدد سكان الفلبين حالياً 10 ملايين شخص، والمناطق التي يعيش فيها مسلمو "مورو" بكثافة هي: "ماغويندناو"، و"لاناو ديل سور"، و"سولو"، و"تواي"، و"باسيلان".
ومصطلح "مورو" مشتق من كلمة "مور" (مغربي)، وتأتي من كلمة "ماورو" التي كانت تطلق قديماً على سكان إقليم موريتانيا في شمال شرق إفريقيا خلال العهد الروماني، وتقع تلك المناطق حالياً ضمن الجزائر وموريتانيا والمغرب.
مجيء الإسلام إلى الفلبين
وانتشر الإسلام في الفلبين عن طريق التجار القادمين إليها من شبه الجزيرة العربية، وانتشر لاحقاً في مناطق جنوب الفلبين عبر المدعوين، والتجار الذين تزوجوا من السكان المحليين.
وبحسب المؤرخين، فإن أول مسلم وطأت قدماه أرخبيل "سولو" في 1280 للميلاد، وتزوج وشكل هناك مجتمعاً مسلماً، هو "توان ماشايكة"، وعقب ماشايكة، فإن المسلم كريم المخدوم، كان له دوراً كبيراً في نشر الإسلام بالمنطقة، بعد أن قدم إليها في القرن الـ14.
وانتشر الدين الإسلامي بشكل أكبر في المناطق الساحلية والجبلية والداخلية مع أواسط القرن الـ15، حيث أخذ التعليم الإسلامي بالمنطقة طابعاً مؤسسياً مع مرور الزمن.
وقانون "بانغسامورو الأساسي"، كان تتويجاً لاتفاق سلام وقع بين الحكومة الفلبينية و"جبهة مورو" الإسلامية قبل 4 سنوات، خلال فترة ولاية الرئيس السابق، بينينو أكينو الثالث.
(عربي بوست)