عادت جماعة أبو سياف الفلبينية إلى المشهد من جديد، بواقعة جديدة تضاف إلى عمليات الخطف والقتل التي ارتكبتها في السنوات الماضية، بينما رد الجيش بهجوم قد يؤدي إلى إضعاف المنظمة التي أعلنت ولائها عام 2014 لداعش.
وقتلت قوات فلبينية أحد قادة الجماعة، وهو متهم بارتكاب عمليات خطف مقابل فدية على مدى سنوات، وأنقذت، أمس الأحد، آخر أربعة من أسراه الإندونيسيين، بحسب الجيش.
وكان الرهائن الأربعة من بين خمسة إندونيسيين اختطفتهم الجماعة يوم 17 كانون الثاني من العام الماضي قبالة تامبيسان في ماليزيا. وقتل واحد من الرهائن الخمسة أثناء محاولته الهرب.
ويعتقد القائد العسكري الإقليمي الجنرال كورليتو فينلوان جونيور إن إنقاذ الرجال الإندونيسيين، آخر الرهائن المعروفين الذين تحتجزهم "أبو سياف"، سيسمح للقوات الحكومية بالقضاء على هؤلاء المتطرفين، فمن هي الجماعة وأين تنشط؟
التأسيس والنشاط
أعادت هذه العملية الجديدة تسليط الضوء على تاريخ جماعة أبو سياف المتطرفة، التي تشتهر بعمليات الخطف مقابل الفدية، والتي يتمركز عناصرها بشكل رئيسي في جزر سولو جنوب الفلبين بالقرب من تاوي تاوي.
وأسس الجماعة عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني عام 1989، وقتل في اشتباك مع الشرطة الفلبينية في كانون الأول 1998، وقاد الجماعة بعد وفاته شقيقه الأصغر قذافي جنجلاني حتى وفاته عام 2006.
وأدرجت جماعة أبو سياف في 6 تشرين الأول 2001 على قوائم الإرهاب العالمية لارتباطها بتنظيم القاعدة، بسبب "المشاركة في التمويل أو التخطيط أو التسهيل أو الإعداد أو ارتكاب أفعال أو أنشطة بالاشتراك مع أو تقديم أو بيع أو نقل أسلحة والمواد ذات الصلة أو دعم أعمال أو أنشطة تنظيم القاعدة"، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
ومنذ نشأتها نفذت الجماعة تفجيرات وعمليات خطف واغتيالات وعمليات ابتزاز، وتورطت في أنشطة إجرامية. وفي أيلول 2014، بدأت المجموعة في اختطاف الأشخاص مقابل فدية باسم تنظيم داعش وفقا لـ"رويترز"، ونفذت عدة عمليات إرهابية وعمليات قرصنة.
وشاركت الجماعة في عدد من الهجمات الإرهابية، بما في ذلك اغتيالات وقصف منشآت مدنية وعسكرية ومطارات وعبارات؛ وخطف مسؤولين محليين وسائحين أجانب، وقطع رؤوس الرهائن، والابتزاز ضد شركات محلية وأجنبية، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
وتسعى الجماعة للاستقلال بجزر سولو عن الفلبين، وتعتبر مسؤولة عن أسوأ هجوم إرهابي في الفلبين وهو تفجير سفينة سوبر فيري 14 عام 2004، والذي أسفر عن مقتل 116 شخصًا.
ويقدر عدد أعضاء الجماعة بثمانين عضواً، انخفاضًا من 1250 عام 2000، ويستخدمون في أغلب عملياتهم القنابل والمتفجرات وقذائف الهاون والرشاشات الآلية.
وتسببت الجماعة في إطلاق إنذار أمني في المنطقة خلال السنوات الأخيرة بعد أن بدأوا في الخروج من مخيماتهم في غابات سولو، وهي مقاطعة مسلمة مزقها الفقر في الدولة ذات الأغلبية الكاثوليكية الرومانية، ونفذوا عمليات اختطاف في المدن الساحلية الماليزية واستهدفوا أيضا طواقم سفن الشحن العابرة.
وتم تصنيف الجماعة إرهابية من قبل عدة دول ومنها الولايات المتحدة، وذلك في 8 تشرين الأول 1997، وقالت إن الجماعة تفرعت من "جبهة مورو الإسلامية للتحرير" في أوائل التسعينيات، وهي واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية عنفا في الفلبين. وتزعم الجماعة أنها تروج لدولة إسلامية مستقلة في غرب مينداناو وأرخبيل سولو.