تحت عنوان " لبنان ليس العراق: التدخل الإيراني لا يسهّل التأليف" كتبت هيام القصيفي في الأخبار مشددة على ان الكلام الايراني حول لبنان لم يسهّل تأليف الحكومة، لأن استثمار نتائج الانتخابات النيابية في لبنان، لا يشبه استثمارها في العراق. وحيث يظهر التدخل السعودي والاميركي واضحاً، يمكن معرفة سر التأخر في المشاورات الحكومية.
ولفتت القصيفي الى ان إيران المتهمة بأنها تقف وراء أحداث غزة العسكرية الأخيرة، والمتورطة في اليمن وتواجه خلافات متزايدة مع روسيا في سوريا، في ظل السعي المتكرر الى احتوائها والتخفيف من نفوذها، تمكنت من تنفيذ انقلاب واضح في العراق، فعمدت الى خلق مفاجأة سياسية بعد الانتخابات العراقية جوهرها السعي إلى استيعاب الوضع العراقي لصالحها، موجهة رسالة واضحة الى واشنطن والرياض، بأنها قادرة على جمع أضداد وحلفاء تحت راية واحدة، تمهيداً لتأليف الحكومة الجديدة في العراق.
وتابعت: في انتظار ردّ الفعل على ما جرى في العراق، بدأت أولى ملامح الرد الاميركي – السعودي لبنانياً على الرسالة الايرانية بالتعثر الحكومي. فإذا اعتبرت طهران أنها أمسكت بمفاصل اللعبة الداخلية من خلال المجلس النيابي الجديد، الا ان مفتاح الحكومة لا يزال في يد واشنطن والرياض. أقله هذا ما برز حتى الآن من خلال جولات المشاورات الاولية التي توقفت من دون أي مبررات، لا سيما أن الذرائع الداخلية لجهة الحصص وتوزع الحقائب لم تعد مقنعة، ما دام الاتفاق الطائفي والمذهبي بات واضحاً لجهة تقاسم الوزارات الاساسية. ولا يمكن التخفيف من أهمية التجاذب الاقليمي حول الحكومة، وإعطاء الحجج حول الحصص المسيحية أو السنية المعارضة للحريري، لأن هذه تماماً الواجهة التي يتغطّى بها الافرقاء المحليون في كل محطات تشكيل الحكومات منذ عام 2005، لتبرير غياب قرار اقليمي ودولي نافذ بالإقلاع بالصيغ الحكومية. فالرسالة الايرانية وصلت. والى الآن، ردّ المعنيون الدوليون والاقليميون بتعطيل المشاورات، وما حصل في موسكو من اتصالات جانبية بحسب بعض المطلعين، لم يضف الى الصورة سوى ملامح سوداء لا تبشر بالخير.
وأضافت: ولأن لبنان غير العراق، بتركيبته الطائفية والمذهبية وتوزع القوى السياسية، ولا سيما بعد نتائج الانتخابات، ولأن الذي كُلّف بتأليف الحكومة هو الرئيس سعد الحريري، فمن الصعب الخروج مبكراً من المأزق الراهن من دون دفع أثمان. فالحريري غير قادر حالياً على تخطّي السعودية وشارعه السنّي، والذهاب الى حكومة تترجم الصيغة التي تحدث عنها سليماني، والقوى المسيحية المعارضة لإيران لن تقف جانباً في معركة تحييدها وتشكيل حكومة من لون واحد. وليس من مصلحة العهد، مهما كان موقفه من إيران، المغامرة بنوع كهذا من الحكومات، في ظل الضغوط الدولية من خلال التضييق على حزب الله. في المقابل، لم تظهر واشنطن والرياض أنهما في وارد التخلي نهائياً عن لبنان. والمخرج المعروف سيكون تكراراً لشكل حكومات الاتحاد الوطني السابقة. لكن لا يبدو أن أحداً مستعجل للوصول إلى هذا الحل. والقلق من أن نكون أمام تجربة مماثلة لمرحلة تأليف حكومة الرئيس تمام سلام في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، فنحتاج إلى 11 شهراً لإنتاج حكومة جديدة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا