بعنوان "قائد الجيش اللبناني في واشنطن لضمان المساعدة العسكرية"، نشرت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية مقالاً للكاتبة جويس كرم، تحدّثت فيه عن زيارة العماد جوزيف عون اليوم الإثنين الى واشنطن، لكي يبحث مع مسؤولين أميركيين المساعدات للجيش، إضافةً الى محادثات حول أمن الحدود اللبنانية مع سوريا وفلسطين المحتلّة.
وقالت الكاتبة إنّها الزيارة الرسميّة الثالثة للجنرال عون إلى العاصمة الأميركية منذ استلامه منصبه، ومن المتوقّع أن يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى من وزارتَي الخارجيّة والدفاع، بمن فيهم رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال جوزف دانفورد وقائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل.
وأكّدت الكاتبة أنّ المساعدة العسكرية الأميركية للبنان والتعاون الأمني بين واشنطن وبيروت، على سلّم أولويات قائد الجيش. فمنذ العام 2006، قدّمت الولايات المتحدة مساعدات للجيش بلغت قيمتها أكثر من 1.5 مليار دولار، بمعدّل 70 مليون دولار سنويًا.
وعن هذا الموضوع، قال مدير معهد الجزيرة العربية في واشنطن فراس مقصد "إنّ الجنرال عون يشكّل جزءًا من لقاءات التعاون الدوريّة بين القيادتين العسكريتين الأميركية واللبنانية"، وأضاف: "هذه الزيارة تبرهن الإستمرارية بالتعاون، في الوقت الذي زادت فيه التكهّنات حول المساعدة العسكرية للبنان".
والجدير ذكره أنّ التوقعات الأخيرة التي سادَت حول المساعدات العسكرية للجيش، انتشرت بعد قيام مشرعين أميركيين بالضغط لإعادة النظر بالمساعدات للبنان، بمحاولة لمكافحة "حزب الله" المدعوم من إيران.
وكانت وكالة "بلومبرغ" الأميركية قد نقلت مؤخرًا أنّ السيناتور الجمهوري والمشرع القانوني تيد كروز أرفق تعديلاً لمشروع قانون تفويض مجلس الشيوخ بالطلب من وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ووزارة الخارجية الأميركية إجراء تقييم حول مدى استيفاء الجيش اللبناني لشروط القرار 1701 الذي يدعو الى نزع سلاح "حزب الله" والمجموعات الأخرى.
وكشف مقصد أنّ واشنطن ترصد وتراقب تشكيل الحكومة المقبلة، والسياسات التي ستتبعها، قبل اتخاذ قرار بهذا الموضوع.
وللإشارة، فقد حقّق "حزب الله" مكاسب خلال الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، لكن ذلك لم يؤثر على الرئيس سعد الحريري، حليف الولايات المتحدة، الذي أُعيدت تسميته لتشكيل حكومة.
وذكرت الكاتبة أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في أعقاب الإنتخابات الأخيرة إنّ ميزان القوى في بيروت لن يتغيّر، متوقعًا عدم حصول تغيرات كبرى في المساعدات للجيش، إلا أنّه شدّد على أنّ فريق ترامب سيراجع هذا الملف للتأكّد من أنّ كلّ الأمور تسير على ما يُرام.
ولفتت الكاتبة الى أنّ الإدارة الأميركيّة تسعى الى زيادة الضغط على إيران ووكلائها في المنطقة، بما فيهم "حزب الله"، الذي ناقش الكونغرس عددًا من العقوبات بشأنه.
وقال مقصد: "إنّ خطوط التوجهات الحاليّة في واشنطن لا تشجّع، فهناك الكثير من الطلبات الأميركية المحددة من السلطات اللبنانيّة". وأوضحت الكاتبة أنّ الولايات المتحدة تريد أن يفرض الجيش السيطرة أكثر على المناطق الحدوديّة مع سوريا، ولعب دور أكبر في جنوب لبنان، حيثُ معقل "حزب الله".
من جانبه، قال مسؤول أميركي للصحيفة الإماراتية إنّ الإدارة الأميركية تعي جيدًا القيود التي يعمل في ظلّها الجيش، عندما يصل الأمر الى الضغط على "حزب الله"، موضحًا أنّ الإدارة الأميركيّة قررت الإستمرار بتمويل الجيش.
(ذا ناشونال - لبنان 24)