كتب نبيل هيثم في صحيفة "الجمهورية": "فتّش عن الثقة وعمّا يجري طبخُه في بعض الغرف المغلقة"؟ هي الخلاصة البديهية التي يمكن استنتاجها ممّا آلت إليه حركة المشاورات السياسية لتأليف حكومة سعد الحريري.
عاد التأليف إلى المربّع الأوّل، والأجواء التفاؤلية التي اقتحمت المشهد الداخلي منتصف الأسبوع الماضي وأوحت بأنّ الحكومة على وشكِ الولادة في نهايته، تبيّن أن لا أساس صلباً لها، بل كانت مجرّد قنبلة دخانية رُميَت على الحلبة السياسية التي تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه دوّامة مقفلة على أيّ حلول أو مخارج، يمارس فيها السياسيون ما باتت تسمّى لعبة "النطرة على الكوع!".
أكّدت مجريات التأليف وتعقيداته ومطبّاته أن لا ثقة بين السياسيين، الكلّ كامن للكلّ لصدّه، أو قطعِ الطريق عليه وإحباط طرحه. والسؤال البديهي الذي يطرح نفسَه وسط هذه الدوّامة، هو: لماذا إشاعة أجواء التفاؤل طالما إنّ الأمور لم تبلغ ولو تفاهم الحدّ الأدنى، حتى على البديهيات، وطالما إنّ عنصر الثقة مفقود بين القوى السياسية، وخصوصاً تلك التي ترتبط بين بعضها البعض بتفاهمات يبدو أنّها نُسِفت، أو تحالفات يبدو أنّها اهتزّت؟
ثمّة من يبرّر للرئيس المكلف ذهابه الى إشاعة الاجواء التفاؤلية، بأنّه بادر الى ذلك استناداً الى التصوّر الذي وضَعه لحكومته، كحلّ وسط راهنَ على انه سيَلقى قبولاً من مختلف الاطراف. لكنّ هذا التصوّر اصطدم بحاجز رئاسي وبرتقالي اعتراضي على تشكيلة حكومية تعاني ممّا سُمّي "عدم التوازن، والاختلال الفاضح في أحجام الاطراف، وبالتالي فشلَ لقاء بعبدا الاخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في تمريرها، بل أحبَط الولادة الحكومية كما أرادها الحريري.
وثمّة في المقابل مَن أخَذ على الحريري ما وصَفه "تسرّعه" في وضع هذا التصوّر، من دون مراعاة اعتراضات وتحفّظات بعض الأطراف سواء على حجم التمثيل ونوعية الحقائب، وبالتالي لم تشكّل صيغة الحريري عاملَ تعجيلٍ لتوليد الحكومة، بل شكّلت عامل تعقيد أكبر، بل إنّ بعض الاطراف اعتبرَته استهدافاً مباشراً لها، واللافت للانتباه هنا ما قاله جبران باسيل لجهة نفيِ الجوّ التفاؤلي الذي اشاعه الحريري ووصفِه بالوهمي وإشارتِه إلى وجود محاولة لإحراج فريقه، وتحميله مسؤولية التعطيل.
هل الاشتباك على حلبة الحكومة مرتبط بتأليفها أم هو أبعدُ من ذلك، ويخفي محاولات لخلطِ أوراق الداخل؟ وهل لهذا الاشتباك مسبّبات داخلية فقط، أم أنّ جانباً أساسياً منه له مسبّبات خارجية؟ وإنْ وُجدت فأين مصدرها؟
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا
(الجمهورية)