كتب عبد الكافي الصمد في "سفير الشمال": شكّلت تغريدة النائب اللواء جميل السّيد، أمس، الشغل الشاغل للأوساط السّياسية اللبنانية، بعدما قال علناً بعض ما يُقال ويُهمس به في السّرّ، عندما دعا إلى "إسقاط" تكليف الرئيس سعد الحريري لتأليف لحكومة، وتكليف شخصية غيره لتأليفها، متهماً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "باحتجاز" الحريري "بدعم سعودي"، و"عرقلة" تأليفه للحكومة.
ففي تلك التغريدة قال السّيد: "سابقاً فشل جعجع بإحتجاز الحريري بالسعودية لإسقاط الحكومة. اليوم نجح جعجع وجنبلاط بدعم سعودي بإحتجازه في لبنان لعرقلة الحكومة. إلى متى الإحتجاز الثاني؟ الأغلبية معنا، ربما عريضة موقعة من 65 نائب عبر المجلس النيابي إلى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكن، والبدلاء كثيرون".
الرسائل السّياسية المُشفّرة العديدة التي حملتها تغريدة السيد إستوقفت كثيرين، وهي بالتأكيد ستثير ردود فعل مختلفة، لأن أبرز ما فيها أن "بديل" الحريري جاهز إذا فشل بتأليف الحكومة. فهل وصل الوضع إلى هذا الحدّ، أم أن تلويح السيد بتكليف شخصية سوى الحريري هو لممارسة ضغوط عليه لكي يُسرّع عملية التأليف، وتهديد المعرقلين بأن "فريقه" السياسي، الذي يملك الأكثرية النيابية، يملك أكثر من ورقة بديلة إذا استمر في العرقلة ورفع سقوف شروطه؟.
(سفير الشمال)