Advertisement

لبنان

الحريري في بعبدا اليوم... فماذا يحمل في جعبته؟

Lebanon 24
27-06-2018 | 22:21
A-
A+
Doc-P-487967-6367056662535760075b34460dbda30.jpeg
Doc-P-487967-6367056662535760075b34460dbda30.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تتجه الأنظار اليوم الى القصر الجمهوري، الذي هو على موعد مع زيارة مرتقبة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، والذي من المتوقع بحسب المعلومات الصحافية أن يحمل معه مسوّدتين حكوميتين جديدتين، منقَّحتين في بعض جوانبهما عن المسوّدة التي سبقَ وعرَضها الاسبوع الماضي على رئيس الجمهورية، ولم يُكتب لها أن تخرق جدار التعقيدات الماثلة في طريق التأليف.

إلّا أنّ عاملين في مطبخ التأليف، لم ينفوا أو يؤكّدوا لـ"الجمهورية" وجود مسوّدة ثالثة، بل أبقوا تقديم مسوّدة ثالثة في خانة الاحتمال القائم لكنّه ضعيف، وخصوصاً أنّ الحريري سبق ان قدّم مسوّدة حكومية الى رئيس الجمهورية، وما زال ينتظر الردّ المباشر عليها من قبَله، وإن كان الردّ على هذه المسوّدة قد صَدر بشكل غير مباشر في الإعلام، وفي مواقف التيار الوطني الحر، وكذلك في البيان الرئاسي الصادر أمس الاوّل عن رئيس الجمهورية.

وفي هذا الاطار، علمت "الجمهورية" أنّ وقعَ البيانِ الرئاسي لم يكن مريحاً في بيت الوسط، وأثيرَت حوله علامات استفهام وتساؤلات، وحرّك اتصالات في شأنه على اكثر من مستوى سياسي. وعلى رغم سلبية البيان فإنّ الحريري، وكما يقول مقرّبون، سيزور بعبدا اليوم بروحٍ إيجابية ومنفتحة، وهو مهّد الى هذه الايجابية في الاتصال الذي أجراه أمس مع رئيس الجمهورية وتوافقا فيه على اللقاء اليوم.

طرح الحريري اليوم

وبمعزل عن وجود مسوّدة جديدة، أو عدمه، أكّدت أوساط الحريري لـ"الجمهورية" استعجال الرئيس المكلف على بلوغ غايته سريعاً جداً. وخصوصاً أنه يَستشعر دقّة وضعِ البلد وخطورة الأزمة التي يعانيها، وهذا ما يستوجب الذهابَ الى حكومةٍ تعمل فوراً، فكلّ يوم تأخير يزيد من الأضرار، ومِن حجم الخطر المحدِق بالبلد ولا سيّما حيال الوضع الاقتصادي.

وبحسب أوساط الحريري، فإنه ماضٍ في مهمته، والمشاورات التي أجراها في الفترة الاخيرة، أكّدت أنّ الامور غير مقفَلة، خلافاً للجوّ الذي شاع في البلد عن طريق مسدود، بل بالعكس، ثمّة نوافذ كثيرة مفتوحة ويؤمل عبورها سريعاً، وهذا ما سيُصار الى بحثِه بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية.

في هذا الوقت، تعوّل مصادر متابعة لمشاورات عملية التشكيل على لقاء بعبدا اليوم لجوجلة خارطة الحلول المتاحة لفكفكة عقد التأليف، تؤكد المصادر في هذا السياق لـ"المستقبل" أنّ حرص الرئيسين عون والحريري على إنجاح مساعي لمّ الشمل الوطني والحكومي يُشكل رافعة رئاسية قادرة على تذليل أي عقبات تعترض طريق التشكيل لما فيه مصلحة لبنان وأبنائه، مبديةً في ضوء ذلك تفاؤلها بقرب إيجاد صيغة جامعة للتشكيلة العتيدة تمهّد الطريق أمام ولادة الحكومة المُرتقبة في أقرب وقت ممكن.

في المقابل، أشارت الأجواء الرئاسية إلى وجود مقاربة هادئة لكلّ المسار الحكومي، مرتكزة في جانبها الأساسي، على الثوابت الحاسمة التي جرى التأكيد عليها في البيان الرئاسي الاخير، والتي كان لا بدّ من التأكيد عليها، لتصويب المسار، في الاتّجاه الصحيح.

بوادر ايجابية

وعشية الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها إلى بعبدا اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري، برزت في الأفق السياسي معطيات من شأنها ان تعطي "معنى عملياً" للاجتماع بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف بعد اتصال اجراه ببعبدا رئيس الحكومة، في وقت دخل الرئيس نبيه برّي فترة صيام عن الكلام، بانتظار العودة من الخارج:

1- طرح حكومة الـ24 وزيراً في التداول، وهي فكرة كانت إحدى الصيغ المطروحة لحكومة، تخفف من عبء الاستيزار والشروط والشروط المضادة، بالإضافة إلى الحكومة الثلاثينية.

2- الليونة السياسية التي تسعى "القوات اللبنانية" لترجمتها وسط معلومات عن ان مشكلة حصة "القوات" قطعت شوطاً باتجاه الحلحة.

3- نفي مصادر قصر بعبدا ان يكون الرئيس عون أبلغ الحريري ان البديل عنه جاهز في حال تأخره في تشكيل الحكومة.

4- تأكيد مصادر مقربة من الرئيس الحريري ان "لا فيتو على أي مطلب من مطالب لحزب الله".

5-  تأكيد مصادر مقربة من الوزير جبران باسيل انه ماضٍ بتمسكه بالمصالحة المسيحية، مع اشارته إلى ان التفاهم السياسي مترنح حالياً، بسبب ما يعتبره خروجاً من «القوات» على تفاهم معراب وهذا ما يجعل التيار لا يقاتل من أجل حصتها الوازنة، كما حصل في تأليف الحكومة السابقة.

مبادرتان لحفظ الاستقرار

وفي تقدير مصادر سياسية لـ"اللواء"، ان تعميم اتصال الرئيس الحريري بالرئيس عون، عبر مكتبه الإعلامي، والاتفاق على لقاء يعقد بينهما اليوم، وكذلك زيارة الوزير رياشي موفداً من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى بعبدا، مؤشران على ان ثمة محاولات لإيجاد مخرج من المأزق الحكومي الراهن، بعد ان استشعر كل من الرئيس الحريري والدكتور جعجع بخطر التصعيد الذي حصل في اليومين الماضيين، سواء على التسوية الرئاسية التي انتجت العهد الحالي، أو على تفاهم معراب، وما يمكن ان ينجم عن انهيار التسوية والتفاهم من مضاعفات على الاستقرار السياسي، وتبعاً لذلك الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلاد، ولذلك سارع الرجلان إلى استدراك هذا الأمر، عبر الاتصالات ببعبدا، من اجل تبريد الأجواء السياسية، قبل أي حديث عن تشكيل الحكومة، وعلى اعتبار ان تهدئة الأجواء من شأنها ان تتيح مناخات إيجابية تؤدي حتماً إلى ولادة الحكومة في ظروف سياسية وطبيعية بعيدة عن أجواء التشنج أو التوتر.

لا اعتذار

وحرصت مصادر "بيت الوسط" لـ"اللواء" على وضع زيارة الحريري إلى بعبدا اليوم ضمن إطار التشاور بين الرئيسين المعنيين بعملية التأليف لجوجلة كل الأفكار المطروحة من أجل إيجاد الحلول المناسبة، مؤكدة ان الحكومة ستبصر النور في نهاية المطاف بالصيغة التي يراها الرئيس المكلف، والذي يعمل على بلورتها بتأن وروية وبحكمته المعروفة بعيداً عن أي تسرع، خصوصاً وان لدى الحكومة المقبلة مهمات والتزامات دولية كثيرة وكبيرة تنتظرها في الأشهر والسنوات المقبلة، حيث من المتوقع ان يستمر عمرها طويلاً إذا لم تطرأ أمور معينة تُهدّد التسوية الرئاسية.

وأكدت المصادر ان لدى الرئيس الحريري باعاً طويلاً، وهو معروف عنه عدم استسلامه للصعوبات التي تعترضه، نافية ان يكون بصدد تقديم أي اعتذار عن التشكيل، لكنها شددت على ان المطلوب من الجميع هو التواضع ووقف السجالات، ووضع مصلحة البلاد فوق أي مصلحة شخصية ضيقة، ودعت الجميع للقراءة من كتاب واحد هو الدستور، وتطبيق ما ينص عليه هذا الكتاب بخصوص الصلاحيات.

ولفتت إلى ان موقف الرئيس الحريري أصبح واضحاً فهو لا يريد إقصاء أحد من القوى السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية عن التشكيلة الحكومية، وهو حريص على مشاركة جميع هذه المكونات في الحكومة المقبلة.

ورأت المصادر ان الأولوية في المرحلة الراهنة هي السعي لبذل كل الجهود من أجل إيجاد الحلول للعقد التي أصبحت معروفة والتوصل إلى تفاهم سياسي من أجل ولادة الحكومة وبدء مرحلة من العمل الجدي والاستثنائي.

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك