Advertisement

لبنان

كم من ميسي وكم من رونالدو في لبنان؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
01-07-2018 | 05:15
A-
A+
Doc-P-489007-6367056670241139765b38720e5b764.jpeg
Doc-P-489007-6367056670241139765b38720e5b764.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

الذين شاهدوا المباريات المخيبة لآمال الكثير من اللبنانيين بين فرنسا والأرجنتين من جهة وبين الأورغواي والبرتغال من جهة ثانية، والتي أسفرت عن خروج كل من العملاقين في كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو من حلبة التسابق للوصول إلى نهائيات "المونديال"، خرجوا بإنطباع كروي، يمكن تعميمه في كل ما يتعلق بالعمل الجماعي على كل المستويات، ومفاده أن الرقص منفردًا، ومهما كان الراقصون يملكون مهارة فردية إستثنائية، سيؤدي إلى النتيجة ذاتها التي حسمت بها مباريات نهاية "جبابرة كرة القدم"، وهما اللاعبان الأكثر شهرة، وهما اللذان يلعبان في أهم الفرق الأوروبية.

ظاهرة لا بدّ من التوقف عندها بما تحمله من دلالات، وهي تنطبق على الواقع اللبناني أكثر من أي دولة أخرى، خصوصًا أن الفردية في أي عمل، سواء أكان على المستوى الخاص أو العام، هي سمة معمّمة وتكاد تكون من بين الأمور التي تؤدي إلى نتائج غالبًا ما تكون مخيّة للآمال ولا تعكس مستوى النجاحات التي يقوم بها فريق عمل متكامل المواصفات.

ولا حاجة لنا هنا إلى التطرق لبعض أسماء عدد لا بأس به من الشخصيات اللبنانية، التي يشبه أداؤها أداء ميسي ورونالدو، من حيث المهارة الفردية ولكن من دون أن يرافق مهاراتهم عمل جماعي ضامن لمسيرة النجاح في أي مضمار، سياسيًا كان أم إقتصاديًا أم عملًا إجتماعيًا.

وعلى رغم الإلتزام بعدم الدخول في لعبة الأسماء فإنه من المؤكد أن ذهن القارىء سيذهب مباشرة إلى المكان الصحيح وإلى وضع إصبعه على الجرح، بإعتبار أن ثمة أسماء كثيرة تشبه في أدائها ما قام به كل من ميسي ورونالدو من جهود جبارة، ولكن النتيجة جاءت على عكس التوقعات، وذلك بسبب إتكال الفريق أو المدرّب عليهما والمراهنة على مهاراتهما وإهمال عمل الفريق الجماعي.

فكم في لبنان من ميسي وكم من رونالدو، الذين يعتبرون أنهم خُلقوا وكُسر القالب من بعدهم، وأنه لولاهم لما كان إنجاز ولما كانت مخططات وخطط، حتى أنه لم يكن هناك مما يستدعي الإفتخار أو الإعتداد به، وكأن قطار التاريخ توقف عند محطاتهم وأستراح، وكأن لا قبلهم قبل ولا بعدهم بعد.

مقولة مشهورة ويردّدها اللبنانيون الناجحون في الخارج، سواء في أعمالهم الخاصة أو من خلال المراكز المتقدمة التي وصلوا إليها، أن اللبناني في لبنان ناجح في عمله الفردي وفاشل في عمله الجماعي، وعندما يغادر إلى الخارج يبرع فرديًا وجماعيًا، لأنه يجد نفسه في مناخ تتكامل فيه المهارات الفردية لتنتج عملًا متاملًا وناجحًا، وتصبح المنافسة إيجابية بدلًا من أن تكون أنانية وشخصانية ترتبط بالفرد من دون الإلتفات إلى مهارات الآخرين، الذين يُنظر إليهم بكثير من الإستعلاء والشوفانية.

فلا الفردية تنجح في لبنان ولا الثنائيات ولا حتى "الترويكا"، وهي كلها آيلة إلى الفشل لأنها تنطلق من فكرة إلغائية للآخرين، وهذا ما يدخل البلاد في لعبة الإستفراد والتفرد والفردية، وهي لعبة تشبه إلى حدّ كبير لعبة "الروليت الروسية" أو لعبة إطلاق النار على الأرجل.

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك