قالت أوساط الرئاسة لـ "الحياة" إن "الرئيس ميشال عون "ليس في وارد ما يحكى عن وضع مهلة للحريري وعن البحث عن بديل له بفعل تأخير التأليف نتيجة عقد تمثيل "القوات" والتمثيل الدرزي، وأن الرئيسين يتعاونان على تفكيك العراقيل إلى أقصى الحدود".
كما أن مصادر مطلعة على أجواء الحريري أوضحت لـ "الحياة" أن "سلوكه الحذر والهادئ يدل إلى أنه "يسعى إلى استيعاب الأمور وعمليات الضغط والابتزاز التي تحصل وإذا كان هناك من تهويل عليه عبر مواقف إعلامية وتصريحات من هنا أو هناك، فإنه لا يأخذ بها لعلمه الكامل بأن لا أفق لها، ولذلك يتابع إشاعة أجواء التفاؤل بإمكان حلحلة العقد".
ولفتت المصادر إلى أن "الحريري وغيره من المنغمسين في عملية التأليف يعتبرون أن كل التهويل والابتزاز الذي يحصل "سيصبح خلفنا بمجرد ولادة الحكومة فيتبين كم أن الضغوط لا مفعول لها". وجاءت ملاحظة المصادر ذاتها على خلفية الاعتقاد بأن ولادة الحكومة "قد تقترب من خواتيمها من دون استبعاد وجوب التعاطي بحذر مع هذا الاستنتاج إذا أراد فريق ما الإبقاء على نمط العرقلة ووضع العصي في الدواليب".
وعن اجتماعه برؤساء الحكومة السابقين أول من أمس قالت مصادر واكبت الاجتماع ، إن الرؤساء الأربعة اتفقوا على التكتم على مواضيع البحث، لكنها أوضحت مما توفر لديها من معطيات عما دار خلاله، لـ "الحياة" أن "الحريري عرض شريط الاتصالات التي أجراها من أجل معالجة العقد، وأن "لقاءه الأخير بالرئيس عون الخميس الماضي كان جيداً وأن لا مشكلة بينه وبين رئيس الجمهورية". وخرج الرؤساء الثلاثة السابقون بانطباع، وفق هذه المصادر بأن الحريري ملتزم مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" في شأن مطلبه حصر تسمية الوزراء الدروز الثلاثة، في حكومة يصر على أن تبقى ثلاثينية ولا تتعداها إلى 32 وزيراً، كما سبق أن اقترح رئيس "التيار الحر" الوزير جبران باسيل وكذلك الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الجمعة الماضي.
وأضافت المصادر أن "الحريري كرّر ما سبق أن أبلغه للرئيس عون بأنه لا يعقل تجاوز الحجم الذي حصلت عليه "لقوات" في الانتخابات التي لا بد من مراعاة تمثيلها على هذا الأساس، وهو صامد على اقتناعه بموقفه مما يسمى عقدتي تمثيل "القوات" و"الاشتراكي". إلا أن المصادر "لم تتوافر لديها معلومات عما إذا كان الحريري أبلغ رؤساء الحكومة السابقين بعدد الوزراء الذي يقترحهم لتمثيل "القوات"، وإن كان الانطباع الذي تكون لدى هؤلاء بأن مسألة الحقيبة السيادية لم تحسم بعد، كذلك مسألة نيابة رئاسة الحكومة المتنازع عليها بين "القوات" وبين عون و"التيار الحر".
(الحياة)