تلقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً من الرئيس المكلف سعد الحريري الموجود خارج لبنان، أبلغه فيه أنه "أعطى توجيهاته الى وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن الخليل من أجل دفع مستحقات جمعية المقاصد لدى وزارة المال".
وأبلغ الحريري دريان أنه "سيتم دفع خمسة مليارات ليرة لبنانية بصورة مستعجلة لتخفيف المعاناة التي تعيشها المقاصد في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها".
وشكر المفتي دريان الرئيس الحريري على "رعايته واهتمامه بجمعية المقاصد أم الجمعيات في لبنان التي تعنى بالشأن التربوي والتعليمي والاجتماعي والصحي".
وأكد الرئيس الحريري للمفتي دريان أنه "يتابع موضوع جمعية المقاصد لحظة بلحظة وهو على تواصل دائم مع سماحته لمعالجة هذه القضية، وانه يقف دائماً الى جانب جمعية المقاصد للنهوض بها لتأدية الدور الذي تضطلع به على صعيد ابناء بيروت وبقية المناطق اللبنانية".
إلى ذلك، عقد مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت اجتماعاً برئاسة رئيس الجمعية الدكتور فيصل سنو واصدر بعده البيان التالي:
"1- يهم جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أن تؤكد للبنانيين جميعا والهيئة التعليمية في مدارسها وللأهالي الكرام ولتلامذتها وطلابها أنها حريصة ومتمسكة برسالتها التعليمية والتربوية، ولن تتخلى عن هذه الرسالة التي عملت عليها ما يزيد عن القرن والنصف من الزمن وان لديها من القدرات والطاقات والارادة ما يمكنها أن تتجاوز المصاعب المالية التي تتعرض لها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد والتي أثرت تأثيرا كبيرا على المؤسسات التربوية والتعليمية".
2- ان الجمعية تنبه الرأي العام الى ما تتعرض له المؤسسة من تشويش وتشويه للحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تهدف الى الاساءة لمسيرة المقاصد وبث الاشاعات المغرضة التي لا تمت الى الحقيقة بصلة، والتي لم تشأ أن ترد عليها أو تتصدى لها لانها لم تجد فيها ما يستحق الرد وهي تعتمد على ثقة مجتمعها، وهي اكبر من ان ينال منها اصحاب النيات السيئة ولأن نجاحاتها وريادتها في حقل التربية والتعليم ماضيا وحاضرا ومستقبلا يشهد له القاصي والداني.
3- إن المؤسسة قد وفت بكل التزاماتها وقامت ولا تزال تقوم برسالتها التعليمية والتربوية على أعلى مستوى، ولكنها تعرضت لبعض المصاعب المالية في الآونة الأخيرة لأن الدولة لم تؤمن المساهمات المتوجبة عليها، ومعظم مدارسها هي مجانية، منذ سنوات عديدة، فضلا على ان الزيادات الأخيرة على رواتب المعلمين بموجب سلسلة الرتب والرواتب التي فرضتها الدولة على المؤسسات التربوية في لبنان قد اثقلت كاهلها، وعلى رغم من سعي هذه المؤسسات الى التعاون مع الدولة لإيجاد الحلول المناسبة لحل هذه المشكلة، ومؤازرة وزير التربية شخصيا لهذا الأمر، فهي لم تتوصل الى اي نتيجة مما جعلها غير قادرة على الاستمرار بتحمل هذه الأعباء الكبيرة واصطدمت بهذا الواقع المرير.
4- ان ما اتخذته الجمعية من تدابير لمعالجة هذه الحالة الطارئة والمشاكل المتراكمة كان الغرض منها، من جهة، حماية افراد الهيئة التعليمية والتلاميذ والاهالي والدفاع عن حقهم المقدس في التعلم ولفت نظر الدولة الى المخاطر التي ستتعرض لها المؤسسات التربوية والتعليمية وحثها على القيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، وهي المعنية اولا وآخرا برسالة التعليم في لبنان، وسيتولى رئيس الجمعية مع الجهات المعنية وخاصة مع وزير التربية والتعليم العالي ووزير الصحة العمل لاستيفاء جميع المستحقات المترتبة على الدولة في هذا الشأن لكي تستطيع الجمعية الاستمرار في تأدية رسالتها التربوية والتعليمية والصحية في بيروت وفي كل المناطق اللبنانية، على الوجه الأكمل وسيكون موضوع كلية خديجة الكبرى محل عناية واهتمام مجلس الامناء.
5- يتوجه مجلس الأمناء بالشكر والتقدير الى دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري والى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ووزير التربية والتعليم العالي الأستاذ مروان حمادة ووزير المالية علي حسن الخليل لتفهمهم ومؤازرتهم ودعمهم".