فاتورة المولدات "المكهربة" في عزّ الصيف لسان حال جميع اللبنانيين من دون استثناء خصوصاً إذا ما استتبعت بالسؤال الذي حيّر الملايين على الأراضي اللبنانية في ما إذا كانوا سيعمدون إلى دفع فاتورة اشتراك المولد هذا الشهر أو يتجهون إلى تمضية عطلة نهاية الأسبوع في قبرص؟
قد تكون هذه العبارة من أكثر العبارات التي بدل أن تضحكنا تدفعنا إلى البكاء على حالنا وحياتنا وبلدنا، العاجز عن تأمين الكهرباء بعد ما يقارب الثلاثين عاماً على نهاية الحرب الأهلية. فحتى اليوم، لا كهرباء ولا ماء، ولا طرقات، ولا تلفونات، ولا حلول لأزمة النفايات، ولا مال للاسكان... واللائحة تطول. ولكن لمن نشتكي ولمن نبكي.
منذ أكثر من 10 سنوات والشعب اللبناني موعود بالمن والسلوى والكهرباء التي لن تنقطع وسننعم بها طوال اليوم، وصرف المال، وقطعت الإعتمادات... وعلى الوعد يا كمون.
سأكتب اليوم من وجع الناس، الذين أنا منهم، وبعيداً عن المحاصصة والتبعية السياسية، وسأنقل كلّ ما يقال في الشارع، من شعب ملّّ الوعود الكاذبة والشعارات الفارغة، والحملات الاعلانية والإعلامية. لا يهمني اذا كنتم تعرقَلون، وما يهمني هو أمر واحد... "أريد الكهرباء" أنتم اليوم السلطة، وأنتم الحكم، وأنتم رأس الدولة، فحلوها كما تريدون ومرروها كما تشاؤون لكن أنعموا علينا بالكهرباء.
اذهبوا إلى خصخصة القطاع، بيعوا شركات الكهرباء، خففوا العجز عن ميزانية الدولة، وميزانية اللبناني، واعطوا الكهرباء للمواطن، "بالسعر يلي بدكن اياه". لم نعد قادرين على دفع فاتورتين، لم نعد نرغب بتحكم أصحاب المولدات الكهربائية بحايتنا ومصيرنا.
إنّ أسعار المولدات هذا الشهر هي صرخة مدوية في وجه الجميع، لقد تخطت الأمور المعقول والمقبول والمحمول، لقد طفح الكيل وبات من حقنا الخروج من سياسة المافيات التي تطبق على رقابنا إلى سياسة الدولة التي تحمي المواطن وتؤمن له أبسط أمور الحياة. فلتكن أولى الإصلاحات التي ترغبون في تحقيقها هي الإصلاح في الكهرباء لأنّها الأهم ولأنّها الخطوة الأولى على طريق كل الإصلاحات الأخرى.