تحت عنوان "الثلث المُعطِّل": مَن يصرخ أوّلاً، كتب جوني منير في صحيفة "الجمهورية": ليس ثمّة فسحة تفاؤل في الأفق المسدود لولادة "حكومة العهد الأولى". الكلامُ الإيجابي الذي أُشيع يهدف الى ترطيب الأجواء واختراع الأمل والتخفيف من الضغط الشعبي الذي يئنّ تحت ثقل الكارثة الاقتصادية. وبالتالي فإنّ هذه الأجواء تفتقد الى أيِّ مضمونٍ جدّي وفعليّ وهدفُها ملء الوقت الضائع.
خلال لقاء الربع ساعة بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل كانت الاجواء باردة، لا بل "جافة". فالحريري المستاء ممّا تتناقله وسائل الإعلام من كلام منسوب الى رئيس الجمهورية حول ارتكاب الحريري أخطاء من مثل إصراره على الحصّة السنّية كاملة من دون أن يكون الزعيم الأوحد لطائفته، هذا الكلام استفزّ الحريري الذي طالب في بداية اللقاء القصير بتوضيح من رئيس الجمهورية حوله. لكنّ باسيل أجاب الحريري أنّ عون ليس مرتاحاً الى مسار الامور حول تأليف الحكومة.
الحريري فهم من الكلام المنسوب الى عون أنه يحاول إرساءَ معادلة ترتكز على مبادلة التمثيل الحكومي للمعارضة السنّية بمطالب "القوات اللبنانية" ووليد جنبلاط.
الفريق القريب من الحريري يلوم فريقه الانتخابي الذي لم يُحسن إدارة العملية الانتخابية والتحالفات التي أجراها ما أدّى الى خسارة كثير من الأصوات السنّية. طبعاً يقصد هذا الفريق هنا التحالفَ الانتخابي مع "التيار الوطني الحر".
الحريري متمسّك حتى الساعة بستة مقاعد وزارية لتيار "المستقبل" وهو ما يعني الحصة الوزارية السنّية كاملة مع موافقته على إجراء مبادلة بمقعد وزاري ولكن ليس بالتأكيد التنازل عن حصة الستة وزراء. وهو بات عاجزاً داخل فريقه السياسي بعد تصاعد مواقف تلوّح بالمحافظة على الحقوق والأوزان.
كما أنّ الحريري ملتزم ومتمسّك بمطالب "القوات اللبنانة" والتي رست على اربعة وزراء، ومطالب جنبلاط المتمسّك بالحصّة الوزارية الدرزية كاملة.
والمشكلة الفعلية هنا تبدو أبعد من حجم فريق داخل طائفته، فهي تصل في جوهر الموضوع الى مسألة امتلاك "التيار الوطني الحر" للثلث المعطّل لوحده، أي حصة الـ 11 وزيراً وهنا جوهر المشكلة والنزاع.
باسيل مصمِّم على عدم التنازل عن حصّة الـ 11 وزيراً والقوى المواجهة له ترفض منحَه مفتاحَ مجلس الوزراء. قد يكون باسيل يعتبر أنّ الظروف ملائمة للإمساك بحصّة "الثلث المعطل" في ظلّ العهد الحالي، فيما القوى المناهضة له لا تريد إعطاءَه هذه الورقة القوية لوحده.
وبغضّ النظر عن "النصيحة" السعودية بحماية مطالب جعجع وجنبلاط، إلّا أنّ الحريري يرى نفسَه أوّلَ المتضرّرين كرئيس لحكومة من أن يمتلك حزب واحد ورقة "الثلث المعطل" وما يجعله سيد مجلس الوزراء وحاكمه الفعلي.
وقد يكون من الخطأ إثارة رئيس الجمهورية منذ الآن موضوع التواصل الرسمي مع سوريا، ذلك أنّ الحريري وجد نفسَه ملزَماً بالاقتراب، لا بل الالتصاق أكثر بجنبلاط وجعجع، ذلك أنه مع طرح الموضوع غداً في مجلس الوزراء يصبح الحريري في حاجة الى غطاء ومساندة له داخل الحكومة ما يلزمه بالتقارب اكثر مع "القوات" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(جوني منير - الجمهورية)