ردّ القاضي المتقاعد راشد طقوش، في بيان، على الإجراء الذي اتخذه وزير العدل سليم جريصاتي بحقه، والذي أحاله بموجبه على التفتيش القضائي بمادة التحقير والمس بهيبة القضاء وكرامته.
وأشار طقوش إلى أنَّه "اطلع على ما ورد في صحيفة "الأخبار" بخصوص جريصاتي، حيثُ لفتت إلى أنّه لم يجرؤ وزير عدلٍ في تاريخ الجمهورية اللبنانية على مخاطبة القضاة باللهجة التي يعتمدها جريصاتي بقوله لهم: "ممنوع تحكوا"، وقال: "هذا صحيح، نعم لم يجرؤ وزير عدل على مخاطبة القضاة باللهجة التى استخدمها وزير العدل الحالي، لأنه لم يأتِ وزير عدلٍ بأخلاق جريصاتي، ولم يأتِ وزير عدلٍ حقودٍ وحسودٍ كجريصاتي، ولم يأتِ وزير عدلٍ يحمل في صدره الكراهية للقضاء".
وتابع: "لم يأتِ وزير عدلٍ غير متوازن، فكلُّ من شغل منصب وزير العدل، كان لديه الحكمة الكافية للتعامل مع القضاء. لم يأتِ وزير عدل يستقبل في مكتبه أصحاب علاقة بدعوى مقامة لدى أحد القضاة، ويتصل بالقاضي ويسمع أصحاب العلاقة الحوار الذي جرى بينه وبين القاضي، وفيه تهديد للقاضي بالتشكيلات القضائية". وسأل طقوش: "هل هذا تصرف يمكن أن يصدر عن وزير عاقل؟".
وأضاف: "لم يأتِ وزير عدل يصطحب معه أحد القضاة لمسؤول سياسي، حتى يقنعه بالموافقة على تعيينه في مركز معين. فهل يصدر مثل هذا التصرف عن وزير مسؤول؟".
وتوجه إلى جريصاتي قائلاً: "أقول لوزير العدل إنّ القضاة ليسوا موظفين، بل هم سلطة وفقاً للمادة 20 من الدستور اللبناني، ويفترض بأي وزير عدلٍ أن يتعامل مع القضاء كسلطة مستقلة، ويدافع عن استقلالية القضاء". وأضاف: "إن رائحة الحقد فاحت من كلامك يا معالي الوزير، وأسلوبك الفوقي و الإستفزازي في التعامل مع القضاء يثبت أن ما قلته كان مقصوداً وعن سوء نية".
وتابع: "وأخيراً أقول: عفواً يا معالي الوزير.. القضاة لن يسكتوا ولا أحد يستطيع منعهم عن "الحكي". أنت من سيسكت يا معالي الوزير لأنك فرد، والأفراد يزولون، منهم من يذهب الى النسيان ومنهم من تظل ذكراه عبر الأجيال. أما القضاء فهو سلطة، والسلطة لا تزول بزوال الأفراد".
وختم طقوش: "وأذكر الوزير بالمثل الذي يقول: لكل مقام مقال، ومقامك يستحق هذا المقال".
وكان جريصاتي أحال طقوش على التفتيش القضائي بمادة التحقير والمس بهيبة القضاء وكرامته، وذلك تمهيداً لإحالته على المجلس التأديبي الخاص بقرار من التفتيش القضائي أو وزير العدل لشطبه من منصب الشرف والامتيازات.