رأس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اجتماعاً لتكتل "الجمهورية القوية"، في معراب، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، أنيس نصار، ماجد إدي أبي اللمع، وهبة قاطيشا، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، جورج عقيص، أنطوان حبشي، عماد واكيم وجوزيف اسحق، الوزيرين السابقين: جو سركيس وطوني كرم، النواب السابقين: أنطوان زهرا، إيلي كيروز، فادي كرم، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، فيما تغيب وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، النواب: بيار بو عاصي، جان تالوزيان وسيزار معلوف، النائب السابق جوزيف المعلوف، الأمينة العامة الكتورة شانتال سركيس ورئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور.
وعقب الإجتماع، تلا جعجع بياناً أشار فيه إلى أنّ "التكتل يثمن الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف سعد الحريري في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة، ويدعو من جهة أخرى الأطراف المعرقلة الى الكف عن ممارساتها، تسهيلاً لعملية تشكيل سريعة باتت البلاد في أمس الحاجة اليها، في ظل الأوضاع الراهنة. وفي السياق نفسه، يستنكر التكتل محاولات الضغط والتهويل والوعيد التي يمارسها المعرقلون أنفسهم على الرئيس المكلف، والتي تصب في هدف واحد، ألا وهو الدفع بالرئيس المكلف إلى اعتماد تشكيلة حكومية بعيدة عن الواقع التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ولا تنسجم بالتالي مع قناعاته. من جهة أخرى، إن انتظام عمل المؤسسات يستوجب تحصين كل منها وإرساء اسس التعاون في ما بينها، انطلاقا من القواعد الدستورية المتفق عليها في وثيقة الوفاق الوطني".
وأعلن أن "تكتل الجمهورية القوية يستنكر الحملة المستمرة التي يتعرض لها نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني منذ أشهر عدة، وهي حملة مبرمجة تقوم على تحوير الوقائع وبث الشائعات سعيا إلى تشويه صورة الوزير حاصباني التي تشكل انعكاسا لصورة وزراء القوات اللبنانية بعد ان كانوا قد فازوا بثقة الغالبية الساحقة من اللبنانيين وتقديرهم، انطلاقا من حسن ادائهم الوزاري، وخدمتهم للمواطنين ومقاربتهم العلمية للملفات، يضاف اليها ما يتصفون به من صدق واستقامة وشفافية. إن هذا التأييد الكبير الذي ناله وزراء القوات اللبنانية أغاظ البعض، فعمد الى شن حملات مبرمجة على نائب رئيس الحكومة بغية النيل دفعة واحدة من صورة وزراء القوات اللبنانية ككل. وعليه تحتفظ "القوات" بحقها بالملاحقة القضائية لكل من يعمل على النيل من سمعتها عبر اختلاق الأخبار وتشويه الوقائع".
ولفت إلى أنّ "تكتل الجمهورية القوية ينظر بعين الارتياح الى ما رشح عن تفاهم اميركي - روسي لإعادة النازحين السوريين الى سوريا في اقرب وقت ممكن، انطلاقا من الأردن ولبنان. وثمّن التكتل في هذا السياق سلسلة الإتصالات التي أجراها الرئيس المكلف مع الطرف الروسي بشكل خاص في سبيل إيلاء عودة النازحين من لبنان الأولوية اللازمة والتحضير لوضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن. كذلك، تضع القوات اللبنانية كل علاقاتها في الداخل والخارج في خدمة هذه الخطة، بغية إنجاحها وعودة النازحين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن".
وقال: "تبين للتكتل من خلال متابعته للملفات الحياتية كافة، أن شركات عالمية عدة متخصصة في انتاج الكهرباء كانت قد تقدمت بعروض، أو في صدد تقديم عروض إلى الحكومة اللبنانية تقضي بإنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك من دون اي تكلفة على الدولة، كما استعدادها لسد النقص الحاصل في انتاج الطاقة حاليا، وبوسائلها الخاصة، بانتظار جهوز معامل الإنتاج المذكورة، كل ذلك بأسعار تنافسية كبيرة. وفي هذا الإطار، يؤكّد التكتل سعيه، مع تشكيل الحكومة العتيدة، للدفع باتجاه إجراء مناقصة، بدفتر شروط واضح يتيح المنافسة للجميع، ثم السير بالعرض الأفضل من بين العروض المقدمة حرصا على توفير ما يتراوح بين مليار وملياري دولار اميركي سنويا على خزينة الدولة، وبالتالي خفض العجز السنوي بنسبة تتراوح بين 20 و40%. إن هذه الخطوة منفردة تؤمن أولا كهرباء للبنانيين بمعدل 24 ساعة/24، وتريح ثانيا أوضاع الخزينة اللبنانية، وتؤدي الى خفض الفوائد، وبالتالي الى خفض خدمة الدين العام، مما يفضي الى تشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، وتدفق القروض الأجنبية، وبالتالي عودة دورة الحركة الاقتصادية الى ما يجب ان تكون عليه. ولهذه الأسباب مجتمعة، يعلق تكتل الجمهورية القوية اهمية بالغة على إصلاح قطاع الكهرباء كخطوة اولى على طريق الإصلاحات المطلوبة منذ زمن لتصحيح الخلل القائم في ميزانية الدولة، واستطرادا للوصول الى النهوض الاقتصادي المنشود".
أضاف: "يتوجه تكتل الجمهورية القوية من الجيش بأحر التمنيات مع اقتراب عيد الجيش الثالث والسبعين، ويجدد الثقة بالمؤسسة العسكرية، المؤسسة الشرعية التي تقع عليها حصرا مسؤولية الدفاع عن لبنان وحفظ سلمه الأهلي من اي خطر او عدوان".
وأشار إلى أنّ "تكتل الجمهورية القوية يتقدم بأحر التعازي من أهالي شهداء مجزرة السويداء الأخيرة، الذين اغتالتهم يد الغدر بكل دم بارد، ويدعو للمصابين بالشفاء العاجل".
حوار
وردّاً على سؤال عن إمكانية أن نشهد تحالفا قوامه "القوات اللبنانية"، "تيار المستقبل"، "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"حركة أمل" في مواجهة العهد، خصوصا بعد تصريحه الأخير عن التقارب في وجهات النظر بينه وبين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري، قال جعجع: "نحن من الداعمين للعهد، وبالتالي من أقصى تمنياتنا أن يكون أفضل عهد في تاريخ لبنان. ولذلك، لن نقدم على أي تحالفات لمواجهته، باعتبار أنّنا في صلب هذا العهد، ولكن ما يجري هو أنّ آراءنا تتشابه في مسألة تأليف الحكومة تحديدا. ولذلك، نقوم بتنسيق المواقف في هذه المسألة".
وعمّا إذا كان يرمي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر كلامه عن وجوب حصر كتلته من ضمن حصة التكتل بـ8 وزراء وليس ب11 وزيراً، قال: "لا أرمي الكرة في مرمى الرئيس عون، وإنما في طبيعة الحال تكون الطابة دائما في مرمى الرئيس أيا كان هذا الرئيس، باعتباره المسؤول. وأصبحت اليوم مقتنعا بأنّنا لن نتمكن من الوصول إلى تأليف الحكومة العتيدة من دون تدخل الرئيس عون".