وقّع الدكتور مازن شندب كتابه الذي حمل عنوان: "حزب الله وسنة لبنان.. المصارحة الكبرى"، خلال لقاء عقد على مسرح "الرابطة الثقافية" في طرابلس، بحضور عدد من الفاعليات السياسية والإجتماعية والديبلوماسية.
وتحدّث في النّدوة التي أدارها الدكتور خالد الخير، كلٌّ من الدكتور خلدون الشريف والصحافي قاسم قصير والنائب السابق الدكتور مصطفى علّوش.
الشريف
الدكتور خلدون الشريف أشار في مداخلته إلى أنّه "منذ عام 1979 تبدّى المشروع الإيراني، أمام "اللامشروع" العربي ولا زلنا في هذه المرحلة، والمستفيد طبعاً المشروع الإسرائيلي بدعم الولايات المتحدة الأميركية وروسيا اليوم".
ورأى أنّ "الكتاب يعالج الشقّ المحلّي اللبناني الصرف، بأسلوب سلس مرن لطيف خفيف"، معتبراً أنّ "ما يميز الثنائية الشيعية، أنّها تقوم على فريقين، و"حزب الله" تخلى عن السلطة لصالح حركة "أمل". وفي حين أنّ المسيحيين حاولوا ذلك، إلا أنّ الانتخابات ذهبت بنتاج تفاهمهم، أي اتفاق معراب".
وإذ شدّد على أنّ "الانتخابات النيابية بكلّ تفاصيلها أدّت إلى إعادة تموضع القوى على شكل أحزاب"، فإنّه اعتبر أنّه "عملياً كلّ المعارك السنية السياسية شخصية إذ لا مشروعَ سياسياً مستقلاً للسنة غير المشروع الوطني والسعي لبلوغ السلطة".
وخلص الشريف إلى أنّه "في المنطقة، خارج المشروع الصهيوني، هناك مشروع واحد هو مشروع إيران في مواجهة من يقول أنّه يدافع عن نفسه إنّما من دون مشروع حقيقي، وسياسة الدفاع أضعف سياسة، في حين أنّ سياسة الهجوم أقوى"، معتبراً "أنّنا لو امتلكنا الرؤية لواجهنا كلّ المشاريع، والمواجهة ليست حروباً بالضرورة، بل اقتصاد وسياسة ورؤية ومصالح، وهو ما نفتقده وهو السبب في ما وصلنا إليه من حال الأمة".
علوش
من جهته، رأى علوش أنّ "الكتاب لا يتحدث عن السنة كفئة، بل يتعدّى ذلك إلى قضية العلاقة بين "حزب الله" مع السنة" مؤكّداً أنّ "القضية ليست مذهبية على الإطلاق" مذكّراً بأنّه كان مهتماً دائماً في نهاية القرن الماضي بالمقاومة، وأنّه تمسّك بتعميمها لتخرج من الانتماء لفريق واحد".
واعتبر أنّه "طالما أنّ "حزب الله" مغلق إلا على اتباع ولاية الفقيه، فإنّه لا يمكن تعميم المقاومة في لبنان".
ولفت إلى أنّ "اغتيال الرئيس الحريري كان محطّة فاصلة، وانه اعتبر حينها بعدم إمكانية حصول ذلك بعيدا عن عيون حزب الله، وأنّه منذ العام 2006 برزت تفاصيل عدّة مكنتنا من قراءة إشكالية وجود حزب الله لتعود وتتغير العلاقة مع حزب الله مع أحداث 7 أيار".
وأشار إلى أنّ "الكتاب توصيف دقيق للانتخابات النيابية ولتداخل "حزب الله" في الحالة السنية في هذه الفترة"، معتبراً في الختام أنّ "المصارحة مع "حزب الله" يجب أن تقوم على مبدأ أن يكون الحزب جزءاً من الحالة الوطنية، وأن تكون المقاومة مقاومة".
قصير
الصحافي قاسم قصير اعتبر أنّ "عنوان الكتاب يوحي كأنّه يركّز على الاشكالات التي تضمنتها العلاقة بين السنة والشيعة ومستقبلهما"، لافتاً إلى أنّه "في الحديث عن سنّة لبنان لم تتمّ الإشارة إلى القوى الإسلامية بمختلف اتجاهاتها، فغاب الحديث عن هذه القوى كالجماعة والوسطيين وهم يشكّلون قوى مهمة في الساحة اللبنانية، ويعبّرون أيضاً عن السنة".
وشدّد على أنّ "السنّة في لبنان هم أهل العروبة وأهل المقاومة وأهل فلسطين، والشيعة منذ 1923 رموز الثورة ضدّ الإنكليز كانوا دائماً مع السنة مع عبد الناصر وفلسطين، ولم يكن هناك أصلاً اشكالية سنية - شيعية أو إشكالية حزب الله. فبرأيي هناك إشكال سياسي يختلف مع "حزب الله" وليست سنة وشيعة".
وخلص إلى أنّ "ثمة مشكلة حصلت في لبنان أخذت طابعاً معيناً، ونحن اليوم بحاجة إلى مراجعة كبرى عند السنة وعند الشيعة لاننا بحاجة الى علاقة استراتيجية تواجه ازمات المنطقة فنخرج من الجانب المذهبي والتفصيلي، فهناك متغيرات في المنطقة بعد سنوات الحرب السورية، وبعد ما يحصل الحاجة هي لمصارحة وللعودة الى خيار الوحدة".
شندب
بدوره، تحدث شندب واعتبر أنّ "الكتاب أخذ قيمته الأولى من خلال رفض دور النشر اللبنانية من تبنيه"، وأورد موجزاً أنّ "الكتاب محاولة متواضعة لاثارة موضوع حساس جداً وهو محلي العنوان إقليمي النزعة"، مبدياً خوفه "على حزب الله من حزب الله وخوفه على سنة لبنان روح لبنان وشريان عروبته".
وختاماً وقّع شندب كتابه.