يبدو أن الواقع اللبناني مرشح لمزيد من الخيبات بعدما توسم المواطن اللبناني خيراً بـ"سترة انقاذ" العهد الجديد، محاولاً تطويع نفسه مع الرقع السياسية المستجدة التي ما يلبث أن يأمن لها في مكان حتى يجدها تتمزق في مكان آخر. وما المناكفات والخلافات والسجالات الحاصلة اليوم بين الخصوم والحلفاء على ابواب تأليف الحكومة في ظل تردي الاوضاع على كل المستويات لاسيما الاقتصادية والاجتماعية سوى مؤشر على كون "سترة الانقاذ" لم تكن معيشة المواطن اللبناني ورخاءه المعنيين بها، وانما المعني بها هم الافرقاء السياسيين وفق قاعدة المقايضة والمحاصصة العادلة فيما بينهم، مشفوعين بشعار التوافق السياسي باعتباره الحاجة التي تبرر أي وسيلة .
لاشك ان انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون بتوافق سياسي ممهور بخطاب قسم حاسم وقاطع بالتغيير وتحقيق الاصلاح المنشود - وهو الرجل المؤسساتي الذي اختمرت فيه خبرة العمل الوطني على جبهتي المسؤولية العسكرية والمسؤولية السياسية الوطنية- زرعت هذه الخطوة الامل في نفوس اللبنانيين لاسيما ابناء المناطق المهملة والمحرومة وبخاصة عكار التي انتمي اليها والتي عانت ومازالت تعاني التهميش على شتى الصعد في ظل تغييب متعمد لها عن المشاريع الانمائية والخدماتية ومشاركة الشباب في إدارة الدولة وغيرها.
بعد طي العهد الجديد عامه الثاني، ربما اكثر ما يثير الخيبة لاسيما لدى ابناء عكار وغيرها من المناطق المهمشة ان المأمول والمنتظر من هذا العهد لم يتجاوزالمطالب البديهية لاي مواطن لبناني كرس له الدستور الحق بالحصول على مقومات العيش الكريم، وبالرغم من بداهتها لم يستطع العهد حتى اليوم من قص شريط مشروع انمائي واحد فيها.
هي غصة سبقها أمل كبير من مواطنة عكارية، فرحت بانتخابكم يا سيد العهد وهي العارفة مدى حبك لمنطقة عكار التي لها في بالك مكان دائم فهي مقالع الرجال وخزان الجيش اللبناني،هي التي لا تأمن ولا يهنأ لك زاد الا بسواعد طاهي من ابنائها وفق ما تحدثت عنها سابقاً ووصفتها. وهي العارفة أيضاً وأيضاً بأن العهد بالنسبة لكم "قرار" ينبع من صلب القناعة الوطنية الخالصة لديكم المقرونة بالمصلحة العامة بغض النظر عن أي اعتبار. ولكن بعد مرور سنتين في عمر عهد الانقاذ اسألك سيد العهد باسمي وباسم كل لبناني مخلص : هل حقاً نحن ابناء عكار وغيرها من المناطق المحرومة أخذنا حقنا فعلاً من عهد الانقاذ؟ وهل من دليل على عدم استمرار الخيبات للسنوات الاربع المقبلة؟!
حقيقة الامر، أخشى ما أخشاه ان يصبح تصريف الأعمال عدوى معممة!.
(ميرفت ملحم - محامٍ بالاستئناف)