إستهدفت صواريخ إسرائيلية أمس مطار النيرب في حلب، من دون تحديد طبيعة الهدف المستهدف أو حتى الوسيلة التي رجحت مصادر أنها صواريخ موجهة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات عن سبب هذا الإستهداف في توقيته ومكانه وشكله؟
ويبدو، وفق مصادر مطلعة، أن تل أبيب تحاول تغيير إستراتيجيتها العسكرية في سوريا، خصوصاً بعد إستهداف الإيرانيين في مطار الـ تي 4 قبل أسابيع، والرد الإيراني على هذا الإستهداف، وفي ظل التغييرات التي تطرأ على توزع القوى وإنتشارها في الجنوب السوري بطريقة توحي بأن الجيش السوري يتجه إلى السيطرة على كامل الحدود مع الجولان المحتل.
تتحدث المصادر المطلعة عن أن ما إستهدفته الصواريخ الإسرائيلية أمس، يشبه ما إستهدفته قبل نحو أسبوع في حمص، وتحديداً في مطار تي 4 العسكري، إذ إن الطائرات الإسرائيلية يومها أغارت على مواقع تابعة حصراً للقوات السورية الرديفة والتي تعمل إلى جانب الإيرانيين و"حزب الله"، وهذا ما حصل أمس، عبر إستهداف قوة رديفة أخرى تعمل مع الإيرانيين، الأمر الذي ادى إلى مقتل عدد من المقاتلين وجرح آخرين.
وترى المصادر أن غاية الإستهداف الإسرائيلي لهذه المجموعات مرتبطة بشكل مباشر بالمعارك في الجنوب السوري، حيث تقلص الدور الإيراني ودور "حزب الله" فيها أو أخذ أشكالاً أقل حضوراً لصالح المجموعات السورية القريبة منها والتي تعمل في إطارها، لذلك فإن الرسالة التي تريد تل أبيب إيصالها إلى هذه المجموعات هي أن الإقتراب من الحدود مع الجولان يعني أن المواجهة معها باتت مفتوحة على كامل الأراضي السورية من حمص وحلب وليس فقط في القنيطرة..
وتعتبر المصادر أن تل أبيب لا تجد نفسها، وبعد التفاهم مع الروس أو أقله فض الإشتباك معه بما يخص الوجود الإيراني في الجنوب السوري، لا تجد نفسها معنية بإستهداف قوات إيرانية كما حصل قبل مدة، لأن الأمر يعني حتماً إعادة خلط أوراق الإتفاق وإعادة القوات الإيرانية إلى واجهة المشهد.
وتشير المصادر إلى أن إستخدام الصواريخ بدل الطائرات ليس جديداً، إذ تعتمده إسرائيل أحياناً عند إستهداف مناطق شمالية مثل حماة وحلب، وأحياناً مواقع في البادية، نظراً للبعد الجغرافي وذلك لمنع سقوط أي طائرة إسرائيلية فوق الأجواء السورية، خصوصاً أن المنظومة الجوية السورية عادت إلى جزء من فاعليتها وإستطاعت أمس مثلاً إسقاط بعض الصواريخ التي إستهدفت مطار النيرب في حلب.