يربط متابعون لخفايا السياسية اللبنانية بين ما يُحكى عن إنزعاج "حزب الله" من حملة سياسية ضخمة يتعرض لها بعيداً عن الإعلام ربطاً بتأليف الحكومة، وبين الحملة الإعلامية التي تتعرض لها "القوات اللبنانية" ممثلة بوزير الصحة غسان حاصباني..
قبل أسابيع إلتقى مسؤولون فرنسيون بالمكلفين التواصل معهم في "حزب الله" بغية إستيضاح هدف "حزب الله" وما يطمح إليه في الحكومة العتيدة، فكان رأي "حزب الله" واضحاً بأن السعي هو لأخذ حصته الشيعية الكاملة إضافة إلى توزير حزبيين، وعلى هذا إنتهى اللقاء.
بعد ذلك سُربت عبر وسائل الإعلام معلومات حول رغبة "حزب الله" بالحصول على حقيبة الصحة في الحكومة، الأمر الذي تبعه أحاديث إعلامية عن أن رغبة الحزب بوزارة الصحة يهدف إلى الإستفادة منها من أجل إستيراد أنواع من الأدوية من إيران لبيعها في لبنان، وهذا ما نشرته لاحقاً بعض الصحف العربية.
الروايات الصحافية دعمتها معلومة تقول بأن "حزب الله" سينظم رحلة لعدد من الصحافيين إلى طهران قريباً من أجل تعريفهم على الخبرة الايرانية في مجال الصناعات الصحية هناك، الأمر الذي ساهم في إنتشار ما يشبه الحملة الإعلامية برغبة الحزب بالحصول على وزارة الصحة.
ووفق مصادر مطلعة فإن تواصلاً آخر تبع هذه المعطيات المنتشرة في الإعلام بين الفرنسيين و"حزب الله" طلب خلاله الموفدين الفرنسيين من الحزب التخلي عن المطالبة بوزارة الصحة مقابل حصوله على حقائب أخرى غير أن الحزب رفض رفضاً شديداً.
وتشير المصادر إلى تخوف أوروبي من سعي "حزب الله" إلى فتح السوق اللبنانية للدواء الإيراني، أو سعي وزير الصحة في حال كان من حصة الحزب من توقيع إتفاقيات مع طهران في هذا الإطار، الأمر الذي دفع هؤلاء للسعي إلى إقناع الحزب التخلي عن مطلبه بالوزارة.
غير أن المصادر تؤكد أن الحزب مصرّ على هذه الحقيبة تحديداً، ويعتبر أن "القوات اللبنانية" تقف وراء تسريب المعلومات المغلوطة وتخويف بعض الدول من حصوله على وزارة الصحة.
من هنا تربط المصادر بين الكباش الحاصل حول وزارة الصحة وبين الهجوم الذي يتعرض له وزير الصحة في وسائل إعلام محلية.
في المقابل، ترى أوساط شديدة الإطلاع أن حصول الحزب على حقيبة الصحة لا يمكن عرقلته، أو منع حصوله، رغم أن واشنطن هددت وقف مساعداتها لوزارة الصحة اللبنانية والتي تتراوح بين 50 و60 مليون دولار أميركي، وهو ما يعتبر غير مؤثر في عمل الوزارة أو عرقلة أي تشكيلة حكومية.