بات شبه مؤكد أن تقوم طائرات من دون طيار سورية أو غير سورية بالتحليق فوق الجولان بعد ساعات أو أيام من كل غارة ينفذها الطيران الحربي الإسرائيلي ضدّ أهداف عسكرية في سوريا، وإن كان الربط ليس بالضرورة رسمياً حتى الساعة غير أنه من الممكن ملاحظته بسهولة بعد الضربات الإسرائيلية الثلاثة الأخيرة.
وترى مصادر ميدانية مطلعة أن الردود السورية والإيرانية وغيرها على عمليات الإستهداف الإسرائيلية لسوريا، ليس بالضرورة أن تكون دائماً ردود متوازية، أي أنها تفرض عملية قصف تقليدية كرد على عملية قصف مماثلة، وقد تكون ردود مختلفة منها بعد الأمد ومنها غير المباشر.
وتعتبر المصادر أن إحدى نتائج الردّ الإيراني الصاروخي والذي إستهدف مواقع إسرائيلي في الجولان قبل أشهر كان رفع تكلفة أي غارة إسرائيلية على سوريا، أي أن الغارة التي كانت تكلف بحدّ ذاتها بسبب عمليات الإستطلاع والرصد وجمع المعلومات والطلعات الجوية، باتت تكلف بعد الردّ الإيراني تكاليف إضافية مرتبطة بالإستنفار في المواقع العسكرية في الجولان والشمال المحتل.
من هنا ووفق المصادر ذاتها يأتي الردّ السوري عبر إطلاق طائرات إسطلاع بعد كل ضربة جوية، ففي حين يكلف إطلاق طائرة إستطلاع سورية وإسقاطها بضع آلاف من الدولارات فقط، تتكلف تل أبيب عشرات آلاف الدولارات نظراً لسعر صاروخ الباتريوت الذي تستخدمه تل أبيب في إسقاط هذه الطائرات.
هكذا ترى المصادر أن جزءً من الردّ السوري يكمن في رفع تكلفة الغارات السورية إلى أقصاها حيناً، والردّ المباشر المتوازي عبر قصف وإستهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية.