على مدى ساعة ونصف الساعة استجوبت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبد الله، اللبناني- الأسترالي الموقوف عامر الخيّاط، المتهم مع أشقائه الفارين طارق الخيّاط ومحمود الخيّاط وخالد الخيّاط وابن الأخير محمد خالد الخيّاط بتهمة "الإنتماء الى تنظيم "داعش" الإرهابي، وإقدامهم بالإشتراك في ما بينهم على التحضير لعمل إرهابي، يهدف الى تفجير طائرة ركّاب مدنية تابعة لشركة "الإتحاد" الإماراتية، بعد إقلاعها من مطار سيدني، بواسطة عبوتين ناسفتين تمّ تجهيزهما لهذه الغاية، ووضعهما مع المدعى عليه الأول الذي استقلّ هذه الطائرة المتوجهة الى لبنان عن طريق أبو ظبي، الا أنه وبسبب الحمولة الزائدة لحقيبة اليد التي كان يحملها عامر، تمّ تعطيل العملية التي كان من المفترض أن تودي بحياة جميع ركّاب الطائرة".
قبل المباشرة بالإستجواب طلب الموقوف عامر الخياط توضيح أمر ما، فقال: "وصلت الى لبنان في 16 تموز 2017، وبعد ثلاثة أسابيع سمعت خبراً عبر محطة أخبار أوسترالية، مفاده عن تورط خمسة ارهابيين بمحاولة تفجير طائرة والقيام بعمل ارهابي، لم أفهم حينها شيئاً، لأعلم بعدها أنني أنا المقصود مع أخوتي وخالي وابن خالي. أقسم على القرآن الكريم أن لا علاقة لي بالإرهاب، أنا لست إرهابياً، كنت أعيش حياة حرّة في أوستراليا، وأتردّد الى الملاهي الليلية، ولي علاقات كثيرة مع النساء، فهل يمكن أن أكون ارهابياً وأنا أشرب الكحول وأرتاب الملاهي وأجالس النساء".
"داعش" إنسان!
الخياط المولود عام ١٩٧١ (وفق التذكرة اللبنانية) وعام ١٩٧٨ (وفق الباسبور الأميركي) التحق في العام 2000 بشقيقه خالد، للعمل معه في الملحمة، وتبعه بعد ذلك شقيقه محمود، وتزوج بعد عام واحد وزرق بطفلتين قبل أن يطلق زوجته. أشار الى أنه كان يتواصل مع أشقائه بشكل متقطع، وكانت تمرّ أشهر أو أعوام من دون أن يتصل بهم، مشيراً الى أنه علم كما يعلم الجميع، بأن شقيقه طارق أصبح المسؤول الشرعي لـ"داعش" في مدينة الرقة السورية، وكان لقبه "أبو عبد الله الطرابلس"، وأن ولدي الأخير عبد الرحمن ومحمد قد قتلا هناك".
يقسم "عامر" أنه لا يعرف شيئاً عن "داعش": "عندما سألوني في فرع المعلومات عن داعش، ظننت أن هناك إنساناً اسمه داعش". واضاف أن شقيقه خالد ومحمود كانا يتواصلان مع طارق باستمرار ويتابعون الأخبار بدقة، وعندما صار خالد متشدداً دينياً، انقطع عنه ثلاث سنوات نصف، وفي تلك الفترة، أي حوالي العام 2015، كان عامر يتعاطى المخدرات على شكل إبر، وأرشد المحكمة إلى مكان وخز الإبر في يديه.
كزدورة أم عمل إرهابي
ورداً على سؤال حول اعترافاته أمام شعبة المعلومات، من أنه خلال عطلة عيد الفطر في العام الماضي وأثناء تواجده في منزل شقيقه خالد لمعايدته، فاتحه الأخير بموضوع سلوكه المهين له ولعائلته والذي يجلب لهم العار نتيجة لما يتداوله النا عن حياته المليئة بالمعاصي، وأنه يتوجب عليه القيام بعمل إنتحاري يلقى به أجراً عند الله، أجاب: "لقد حاول خالد اقناعي باصلاح نفسي واتقاء الله فقط، ولكن المحققون في "المعلومات" كتبوا ما يريدون، وقد طلبوا مني أن أوقع على أوراق بيضاء، وشتموني وكتبوا ما يريدون"، نافياً علمه بموضوع المتفجرات أو أن يكون شقيقه طلب منه القيام بأي عمل إرهابي، أو تنفيذ عملية انتحارية في الطائرة.
وعن سبب مجيئه الى لبنان، قال: "أتيت الى لبنان كزدورة، خاصة بعد أن علمت أن عمتي وخالتي وخالي قد ماتوا وأختي تعاني من مرض السرطان وها أنا في "رومية" منذ 12 شهراً. وعن سبب اختياره للطائرة الإماراتية مع العلم أنه ذكر في التحقيقات الأولية أن الطيران القطري كان أفضل منه سعراً، أجاب "لقد اتصلت بأخي محمود الذي أخبرني بأن خالد هو من سيحجز لي تذكرة، لأن الأخير هو من أقنعني بالحضور الى لبنان لرؤية أهلي وأخوتي، وما لبث أن طلب مني خالد أن أحجز تذكرة الطائرة بنفسي، وهذا ما حصل".
"يلعن هيديك الساعة"
وعمّا إذا كان على علم بمخطط أخوته، قال "أقسم بالله لم أكن أعلم بشيء وأخي هو الذي اختار لي "الإماراتية" بدلاً من "القطرية"، وهو من شجعني على الإسراع بالحضور الى لبنان، لأني كنت سأزور لبنان هذا الصيف وليس الصيف الماضي، يلعن هيديك الساعة".
وشرح الموقوف عامر خياط أنه قبيل توجهه الى المطار، "حضر شقيقي محمود وأعطاني ماكينة لحمة لآخذها هدية لأختي "أم فايز"، وفي الطريق عرجنا الى منزل خالي عمر حيث جلست أنا في الصالون وبقي شقيقاي خالد ومحمود قرب الحقائب، ولا أعرف ماذا حصل بعد ذلك، الا أنني متأكد بأن ماكينة اللحمة بقيت في المنزل لم آخذها معي الى المطار، ولدى وصولنا الى المطار حيث كانا يرافقاني، دخل معي محمود لوزن الحقائب، فأخبرتنا الموظفة أن الوزن زائد، عندها سحب شقيقي محمد لعبة "باربي" كان شقيقي كلفني بإيصالها الى ابنته البالغة من العمر أربع سنوات، وكانت ثقيلة الوزن من دون أن أعلم ما بداخلها، فاستردها شقيقي مع بعض الأمتعة التي أجهل نوعها".
القضاء الأسترالي برّأني
وعن اعترافه أمام شعبة الممعلومات بأنه كان على علم بموضوع المتفجرة، واستغرابه كيف أن شقيقه عدل عن رأيه، قال: "غير صحيح كتبوا في التحقيق ما يريدون، وأقسم بالله أن لا علاقة لي بموضوع المتفجرات، وقد برّأني القضاء الأوسترالي من هذه التهمة". وأضاف "ربما أخوتي كانوا يريدون أن يلبسوني تهمة التفجير ليبرّئوا أنفسهم من العمل الإرهابي، لكنهم أوقفوا في أوستراليا، وغرقوا أكثر مني".
وعليه أرجئت الجلسة الى الرابع من أيلول المقبل، لمتابعة الإستجواب وعرض التسجيلات الصوتية التي طلبتها المحكمة من فرع المعلومات، المتعلقة بمكالمات عامر مع أشقائه لاسيّما عبر "الواتساب". وقبل رفع الجلسة طلب عامر الكلام قائلاً: "بدهم يورطوني كرمال أخي طارق الخيّاط، وبدأ بالبكاء قائلاً لم أعد أتحمل، أمي ماتت وأبي وأخي وأختي مريضة أفقد عائلتي شيئا فشيئاً، أنا حجزت للعودة الى أستراليا في 20 آب (2017) ولو كانت لدي النية للقيام بعمل إرهابي لما حجزت للعودة ولما أخذت إجازة مؤقتة من عملي. أرجو إخلاء سبيلي وأتعهد بعدم الهرب، ولم يعد بامكاني العيش في سجن روميه أكثر".