"لغة" الورود في كل بلد

تختلف اللغات بحسب البلدان والقارّات والشعوب، وتختلف معانيها باختلاف الحضارات والثقافات، ولكن تملك الورود لغة واحدة وموحّدة بين "أبناء الأرض" تكون بمثابة الهديّة التي ترسم الابتسامة على وجوههم وتدخل الفرحة إلى قلوبهم. فهل تختلف معانيها ورموزها باختلاف ألوانها وأنواعها؟ وهل تخضع الورود لإتيكيت وقواعد خاصّة تنظّمها؟ يعتقد البعض أنّ الورود هي الهديّة المثالية للفتيات فقط نظراً إلى طابعها الرومنسي، ولكن تبيّن أنّها هديّة لأكثر من مناسبة ولا تقتصر على السيّدات فقط بل يمكن أن تُشعر الرجل بالرضا والسعادة من دون المساس بـ"رجولته" و"قوّته". "كغيرها من الرموز والأسرار المحيطة بنا، تحمل الورود دلالات خاصّة ومعاني مختلفة بحسب أنواعها وألوانها"، تقول خبيرة الاتيكيت والبروتوكول فيرا يمّين، مقدّمةً في حديثها إلى "الجمهورية" معجم الورود الخاصّ "تجنّباً للوقوع في الخطأ عند اختيار الورود وتقديمها لأفراد العائلة أو للأصدقاء وزملاء العمل". معجم الورود... بحسب النوع - القرنفل: دليل صداقة وإعجاب وكبرياء وسحر، وغالباً ما يكون اللون الزهري منه الهديّة المثالية في عيد الأمّهات. - الأقحوان: دليل صداقة. - بخور مريم أو المعروف بـCyclamen: يستخدم في الوداع وعند تقديم الاستقالة. - النرجس البرّي: نوع الأزهار المتخصص بالحبّ من طرف واحد. - ديزي: دليل براءة وصداقة. - Forget-me-not: دليل مودّة وإصرار على إنجاح علاقة. - الغاردينيا: للدلالة على الحب السريّ. - Geranium: دليل صداقة. - الصفير البنفسجية: تدلّ على الحزن ومناسبة للاعتذار ممّن أخطأنا بحقّهم. - القزحية أو Iris: دليل إيمان وإعجاب وحكمة وشجاعة. - الزنبق: دليل براءة ونقاء وتعزية، ويمكن أن يُقدّم لدى ولادة طفل جديد. - الاوركيديه: وردة الحبّ والجمال والقوّة. - البتونيا: للدلالة على الغضب والاستياء. - البوينستيا: لتمنّي الخير والنجاح للآخرين. - عباد الشمس أو الـ Sunflower: دليل إعجاب وتفانٍ وولاء، وتقدّم تمنّياً لطيلة العمر. - التوليب: تعبير عن الصداقة والإعجاب والحبّ وإذا كانت بنفسجية فهي دليل تواضع وبساطة. ويُذكر أنّ زهرة التوليب باتت حالياً تستخدم كرمز للصداقة وليس لإعلان الحبّ كما كانت سابقاً، وبالتالي لا مانع من تقديمها للزملاء. بروتوكول عالمي وتلفت يمّين إلى أنّ "الورود والأزهار بألوانها وانواعها المختلفة تخضع لبروتوكول عالميّ قد يختلف بحسب البلدان والثقافات"، داعيةً الناس إلى إتقانها واحترامها "لأنّ ما قد يعبّر عن الحبّ في إحدى الدول قد يكون دليل تشاؤم في غيرها". وقدّمت "بروتوكول الازهار ومعانيها المختلفة بحسب البلدان بالاستناد إلى أنواعها وألوانها وأعدادها". أوّلاً: بحسب النوع - الأقحوان وغيرها من الازهار الصفراء ترتبط بالموت في المكسيك، أمّا في اليابان فإنّ الزنبق هو دليل الموت. - تعتبر الورود في المملكة العربية السعودية هدية شخصيّة جداً، ويمكن تقديمها للأصدقاء أو الزوّار. ثانياً: بحسب اللون - في الصين ترمز الأزهار والورود باللون الأخضر والأبيض والأسود إلى الموت وتقدّم في الجنازات، والأزرق هو لون الحداد. - في اليابان يرمز اللون الابيض إلى الموت، ومن المفضّل تجنّب تقديم الازهار الحمراء لشخص مريض وذلك لأنها ترمز إلى الدم. - بعض بلدان أميركا الجنوبية تستخدم الأزهار الأرجوانية في الجنازات وتعبيراً عن المآسي والأحزان. - في الهند تقدّم الورود والأزهار البيضاء في المآتم والجنازات، وكانت تستخدم في المكسيك لغزالة النوبات. - الورود الحمراء تعني في كلّ بلدان العالم الحبّ والشغف الكبير، مع بعض الاستثناءات كما يحصل مع المرضى في اليابان. * ثالثاً: بحسب العدد - في الصين يجب تجنّب إهداء "دزينات" الورود أو بالأعداد المفردة. - في اليابان وكوريا لا تعتبر دزينات الورد أو الورود بالأعداد المزدوجة خياراً جيّداً. - في الهند من غير المقبول أبداً تقديم ورود بالأعداد المزدوجة. * رابعاً: بحسب طريقة التقديم - في الكثير من البلدان الأوروبية وبلدان أميركا اللاتينية، يعتبر لفّ الورود بالأوراق تصرّفاً مُبتذلاً. - في مناطق الكارييب من المفضّل استبدال الورود بهديّة أخرى، لأنّ الورود متوافرة بكثرة هناك. - ويجب دائماً عدم نسيان أنّ الورد الأحمر يرمز إلى الحبّ في كلّ أنحاء العالم، وبالتالي من المستحسن تجنّب تقديمه للزملاء أو المدراء، واستبداله بلون آخر. • إذاً، تحمل الورود والأزهار على شتّى ألوانها وأنواعها وأعدادها معاني ودلالات ورموزاً تختلف بحسب البلدان والحضارات والثقافات، وعلينا إتقان رموزها لئلّا نقع في الخطأ. (اليسار حبيب – الجمهورية)