من منّا لم يتعرّض يوماً للرشح وبحثَ عن الوسائل التي تساعد على تقليص مدته وتخفيف أعراضه؟ لكن لسوء الحظ توجد أمور عدة خاطئة كليّاً يعتقد البعض أنها فعّالة، إلّا أنها في الواقع لا تملك أي فائدة أو قد ينتج عنها أحياناً تفاقم المشكلة. فما هي إذاً هذه الأخطاء التي عليكم تفاديها؟الرشح شائع جداً في الشتاء، ويمكن أن يُطاول جميع الأشخاص بمختلف فئاتهم العمرية. إنه مرتبط بفيروس ويؤدي إلى مجموعة أعراض تشمل تحديداً آلام الحلق، سعال، عطس، إحتقان الأنف، تعب الرأس وأوجاعه. أمّا الخبر الجيّد فيتمثّل في أنه يمكن الشفاء من الرشح تلقائياً في غضون أيام قليلة. لكن بانتظار حدوث ذلك، لا بدّ من تفادي الأخطاء التالية واستبدالها بالحلول الصحيحة:
إحتساء الكحول
يؤدي ذلك إلى إضعاف الجسم المطلوب منه القيام بأعمال عدة من أجل محاربة الهجوم الفيروسي. فضلاً عن أنّ الكحول تترافق مع تضييق الأوعية الدموية وتباطؤ مجرى الدم، ما يعني أنه بعد شعور قصير وخفيف بالدفء ستنخفض الحرارة مُؤدية إلى إعادة البرودة. بدلاً من الكحول، يُنصح باللجوء إلى المشروبات الساخنة، كالشوربة والشاي واليانسون، فهي تساعد على منع الجفاف الذي يُضعف الغشاء المخاطي للأنف والشعَب الهوائية، وتؤدي إلى تسييل الإفرازات.
الأدوية العشوائية
هناك كميّة هائلة من الأدوية المُضادة للرشح المُباعة من دون وصفة طبية، مثل الـ»Syrups» ومُهدّئات آلام الحلق... غير أنّ غالبيتها لم تُثبت فاعليتها حتى الآن.
ما العمل إذاً؟ يوصي الخبراء بتسكين الحلق بواسطة ملعقة من العسل، وإزالة احتقان الأنف والقصبات الهوائية من خلال الاستعانة باستنشاق النباتات. أما في حال الأوجاع وارتفاع حرارة الجسم، يمكن أخذ البراسيتامول لتحسين الراحة، والأهمّ التزام الجرعة القصوى المسموحة والمدوّنة على إرشادات الاستعمال.
إلتزام الفراش
الإنزواء في المنزل من دون القيام بأي عمل لا يشكّل حلّاً جيداً، إنما العكس تماماً، بحيث أنّ هذا السلوك يؤدّي إلى تفاقم التعب وإضعاف الجسم أكثر. لذلك، الأفضل القيام بأيّ حركة والخروج من المنزل عندما يسمح الأمر بذلك ووفق الوضع الصحي، وبالتأكيد من دون المبالغة. هذه الطريقة فعّالة لتحفيز الجسم ودفاعاته الطبيعية.
التدفئة في المنزل
لا يُنصح أبداً بالامتناع عن فتح النوافذ لأنه يؤدي حتماً إلى محاصرة الفيروس داخل المنزل. أمّا رفع حرارة الموقد والمبالغة في تدفئة المنزل فيساهمان في تجفيف الهواء، وبالتالي إضعاف الأغشية المخاطية. لذلك، حتى على رغم برودة الطقس والمرض، المطلوب تهوئة كلّ غرفة يوميّاً لمدة لا تقلّ عن 10 دقائق لتجديد الهواء وطرد الفيروسات.
المصافحة والعناق
كثرة الودّية خلال تفشّي الأمراض الفيروسية الشتوية تعرّض الإنسان ومَن حوله لمخاطر كثيرة. يُستحسن إذاً تفادي مصافحة اليد لعدم نقل الفيروس، وكذلك الأمر في ما يخصّ التقبيل خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يملكون مناعة ضعيفة، مثل المسنّين والمرضى والرضّع. يُذكر أنّ الرشح لدى البالغ قد يتحوّل إلى التهاب القصيبات الهوائية عند الرضّع.
التدخين
إستنشاق دخان السجائر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يفاقم أعراض الرشح، لذلك يجب الامتناع عن هذه العادة في المنزل أو المكتب أو في أي مكان آخر. يُنصَح أخيراً بغَسل اليدين بانتظام ومباشرةً بعد العطس أو إزالة المخاط من الأنف، كذلك من المفيد جداً تنظيف الأنف بواسطة مياه البحر أو مياه مالحة.
(سينتيا عواد - الجمهورية)