انتهت الإنتخابات البلدية والإ‘ختيارية في بعلبك، وبدأ العد العكسي لاحياء الذكرى الستين لإطلاق مهرجانات بعلبك الدولية. هذه الإحتفالية التي تتحضر كل المدينة لإنجاحها بدءاً من العمل المتواصل للجنة مهرجانات بعلبك الدولية، مروراً بجهود محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، وصولاً إلى بلدية المدينة وأبناء مدينة الشمس.
الأربعاء الماضي عقدت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية مؤتمراً صحافياً في القاعة الزجاجية لوزارة السياحة بحضور وزيري الثقافة والسياحة ومحافظ بعلبك والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وأطلقت برنامجها لهذا العام، والذي بدا في غاية التجدد بحيث تنوعت الليالي بين اللبنانية والعربية والعالمية .
البداية ستكون لبنانية مع ليلة من ألف ليلة وليلة، سيسافر فيها الحضور عبر الزمان والمكان في عمل ضخم لفرقة "كركلا" يحمل عنوان "على طريق الحرير"، ويضم نخبة من كبار الفنانين والممثلين، وعلى رأسهم السيدة هدى حداد التي لها صولات وجولات في مهرجانات بعلبك، إلى جانب شقيقتها السيدة فيروز في ستينيات وسبيعينيات القرن الماضي، إضافةً إلى الممثل والمطرب الكبير جوزف عازار الذي سبق وشارك في أعمال كثيرة في بعلبك، لا سيّما إلى جانب الشحرورة صباح في مسرحية "القلعة" لروميو لحود، كما شارك مع الأخوين رحباني وفرقة "كركلا" في الكثير من الأعمال الفنية ضمن مهرجانات بعلبك الدولية.
ومن أبرز المشاركين في هذا العمل الضخم، فارس من الفرسان الأربعة سيمون عبيد والفنان الكبير رفعت طربية وعدد من ألمع الممثلين والمطربين اللبنانيين، لتعيد مهرجانات بعلبك الدولية الإعتبار إلى الفن اللبناني الراقي والأصيل بإعادة كلّ هذه الأسماء اللبنانية إلى حضن القلعة.كما سيكون هناك مشاركة لفرق إيرانية وروسية في هذا العمل إلى جانب فرقة كركلا نظراً لموضوع العمل ولضخامته في آن، كما اعلن الأستاذ عمر كركلا.
واللافت هذا العام أيضاً، أنّه وبعد أن اعطت المهرجانات المجال للمطربين الشباب كعاصي الحلاني سابقاً وصابر الرباعي، ها هي اليوم تستقبل نجمة مصر الأولى المطربة شيرين عبد الوهاب التي تملك "ريبرتوارا" كبيراً ومنتشراً في كل العالم العربي. ومن حسنات هذه الخطوة أنها ستستقطب شريحة كبيرة من الشباب اللبناني الذي يهوى هذا النوع من الغناء.
أمّا محبي الشعر والحضارة والأمجاد العربية، فموعدهم هذا العام سيكون مع صوت رائع هو صوت المطربة عبير نعمة، التي صنفت من أجمل الأصوات التي عرفها الشرق الأوسط، والتي ستؤدي قصائد للشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي على أدراج معبد باخوس.
أمّا ليلة الحلم ومن دون منازع هذا العام، ستكون قدوم النجم الفرنسي العالمي جان ميشال جار الذي يعزف الموسقى إلكترونيا وسبق له أن قدم حفلات على اهم المسارح العالمية، لا سيما في الاهرامات ولندن والمغرب، كما عين سفيراً للنوايا الحسنة من قبل الأونيسكو. إضافةً إلى حفلات لكلّ من النجم العالمي اللبناني الأصل ميكا الذي سبق وألهب ليالي بعلبك سابقاً ويملك جمهوراً واسعاً في لبنان، خصوصاً بعد الإنتشار الكبير لبرنامج "ذا فويس". كما ان معبد باخوس ستعود إليه الحياة بعد ترميمه العام الماضي في أمسيات لكل من خوسيه فاندام وليزا سيمون وبوب جيمس.
باختصار برنامج مهرجانات بعلبك هذا العام هو عبارة عن رحلة ثقافية تؤكّد مرةً جديدةً أنّ المهرجانات الأعرق في لبنان والشرق مازالت جسر عبور بين الحضارات في زمن صراع الحضارات.
ماذا عن الشق الأمني؟
أمّا فيما يتعلق بالشق الأمني، فقد أكّد محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في حديث خاص لموقعLEBANON24 ، أنّ "بعلبك اجتازت أصعب الإمتحانات الأمنية خطورة وتحديداً الإنتخابات البلدية والاختيارية، وأثبت أهالي المدينة أنّهم غاية في الرقي والديمقراطية وبعلبك لم تعد بحاجة إلى فحص دم بالأمن عند كلّ استحقاق سياحي". وأضاف: "الأمن مستتب وطبعاً هناك إجراءات استثنائية سيتمّ اتخاذها خلال ليالي المهرجانات على طول الطريق المؤدّي إلى القلعة، وأنا أتابع وأسهر شخصياً على هذا الموضوع مع القوى الامنية والجيش اللبناني".
ونوه خضر بالبرنامج الفني لهذا العام مثنياً على الجهد الكبير الذي بذلته اللجنة وعلى رأسها السيدة نايلة دوفريج، لافتاً إلى أنّ "برنامج بعلبك لهذا الصيف سيكون الاقوى بين كل المهرجانات الدولية في لبنان".
الأحياء تتحضر
بدورها الأحياء المحيطة بالقلعة الأثرية تتحضر هي أيضاً لإحياء الذكرى الستين لإطلاق المهرجانات وبمبادرة من السيدة دوفريج وبالتعاون مع جمعية help Lebanon والسفارة الألمانية وشركة التأمين SNA، وسوف يتمّ تزيين جدران المباني برسومات تحاكي ألوان الشمس خصوصاً أنّ شعار المهرجان هذا العام هو "زور الشمس"، وبهذه الطريقة تكون دوفريج أشركت المجتمع المدني وأبناء المدينة عملياً بهذه الإحتفالية الضخمة التي يتمّ التحضير لها. كما أنّ هذه الأحياء ستشهد عملية تنظيف كبيرة الأمر الذي سيدفع رواد المهرجان للتجول داخل احياء المدينة وزيارة مقاهيها في منطقة راس العين القريبة من القلعة ما سيفعل الحركة الاقتصادية والتجارية في المدينة.
بعلبك باختصار ستعود هذا العام لتضم في قلعتها الكبيرة كلّ أبناء الوطن، ولتؤكد أنها كانت ولا تزال وستبقى حتماً الصورة الأجمل للوطن الأجمل الذي نحلم به.