إفتتاحية مهرجانات بيت الدين: مشهدية هندية راقصة

في أروقة ذاك القصر التاريخي في بيت الدين صدح الإيقاع الهندي بصخبه وحيويته، وعلى خشبة مسرحه وعلى وقع أنغام تضج بالحياة، اعتلى عشرات الراقصين والراقصات بأزياء طاووسية اتحدت مع إضاءة آخاذة لتقدم مشهدية هندية تراثية ساحرة. هكذا افتتحت مهرجانات بيت الدين مع The Merchants of Bollywood في عرض كرنفالي رائع أبهر الجماهير التي ملأت مقاعد المدرجات، وبت الحيوية والصخب في أرجاء ذاك الصرح. العرض الذي سيعاد الليلة قدم أمسية هندية ساحرة مليئة بقصص تلك القارة بمشاركة أربعين مؤدٍّ، تزينوا بـ5000 قطعة من المجوهرات وحمل توقيع المؤلفين سليم وسليمان مارشانت المكللين بالجوائز. نجوم الهند الأكثر شهرة في مجال الرقص أبهروا أكثر من مليوني شخص حول العالم ، وعلى خشبة مسرح بيت الدين تمايلوا بأجسادهم وأضفوا جواً كرنفالياً متقن الأداء في انسجام متناه الدقة بين الحركة والايقاع، تولت خلالها فيايبافيت مرشانت وهي حفيدة هرالاجي مرشانت أحد الآباء المؤسسين لسينما بوليود الكلاسيكيّة، تصميم المشاهد الراقصة، ودمجت في بصمة إبداعية بين أنماط مختلفة من الرقص الهندي منها الرقص الفولكلوري من راجستان والمعاصر مثل الديسكو. الإشعاع الهندي هذا أو يروي تاريخ صناعة الأفلام السينمائيّة، في عرض أنيق التصاميم يحقق أعلى درجات المتعة البصرية في لوحات راقصة تجسد تراث شعوب تلك القارة وحضاراتها المتعاقبة . من كتابة توبي غوج Toby Gough وإخراجه ومن إنتاج مارك برادي Mark Brady وهو يستمد وحيه من قصّة سلالة عائلة مارشانت البارعة في تصميم الرقص والتي كانت طوال أجيال الشخصيّة الرائدة في صناعة الأفلام والموسيقى وتصميم الرقص في بوليود. The Merchants of Bollywood قدم أكثر من 1000 عٍرض في 20 دولة، وقبل افتتاحه مهرجانات بيت الدين للعام، حلّ بأبرز رقصاته الكلاسيكيّة وتصاميمه الحديثة، ضيفاً على مسرح Peacock Theatre في "وست أند" بين 24 أيار و11 حزيران. يشارك في العرض اضافة إلى فيايبافيت مرشانت Vaibhavi Merchant نخبة من نجوم السينما الهندية، عارف زكريا (راوٍ ومخرج) وكارول فورتادو (عائشة) ودنزل سميث (الجدّ)، إضافة إلى سوشانت بوجاري وتوبي غوج. ولسوريا وآثارها التاريخية المذبوحة بحروبها العبثية مكان في مهرجانات بيت الدين، حيث تستضيف أروقة القصر معرضاً تراثياً بعنوان "سوريا وكارثة الآثار في الشرق الأوسط: تدمر، المدينة الشهيدة". يتضمن المعرض مجموعةً من الصور والتحف الأثريّة من متحف الجامعة الأميركيّة، ومجموعة من المستندات التي تجسد الكارثة المدمرة للمواقع الأثريّة.